صفحة الكاتب : نعيم ياسين

الصلاة على النبي واله وما دخل عليها
نعيم ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن الصلاة والسلام على الآل ثابته في كتاب الله وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وقول الأصحاب الكرام . قال تعالى : « ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما » الأحزاب : 33 ، فقالوا : يا رسول الله ! كيف نصلي عليك ؟ فقال صلى الله عليه وآله : « قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم " .
        وذكر الفخر الرازي في تفسيره : 7 / 391 أن أهل البيت ساووا النبي صلى الله عليه وآله في خمسة أشياء : في الصلاة عليه وعليهم في التشهد ، وفي السلام ، وفي الطهارة ، وفي تحريم الصدقة ، وفي المحبة . وقال صلى الله عليه وآله : معرفة آل محمد براءة من النار ، وحب آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب . ( ينابيع المودة : 1 / 21 في المقدمة نقلاً عن ذخيرة المآل طبعة 7 قم ) . وقال صلى الله عليه وآله : لا تصلوا علي الصلاة البتراء ، قالوا : وما الصلاة البتراء يا رسول الله ؟ قال : تقولون : أللهم صلي على محمد وتسكتون ، بل قولوا : أللهم صلي على محمد وعلى آل محمد . ( الصواعق المحرقة لابن حجر : 131 ، فتح القدير للشوكاني : 4 / 280 نقله عن صحيح مسلم ، تفسير الخازن : 5 / 259 ( . وعن مجاهد وأبي صالح عن أبي ابن عباس قال : آل ياسين آل محمد ، وياسين اسم من أسماء محمد صلى الله عليه وآله وسلم . ( المصدر السابق : 1 / 8 ، وانظر الفخر الرازي في تفسيره : 27 / 166 ، نظم درر السمطين للزرندي : 111 / الصبان في إسعاف الراغبين : 116
        فمن هذه الدلائل وغيرها ثبت أنه صلى الله عليه وآله أدخل نفسه في آله ، فمن صلى أو سلم على آله كأنه صلى وسلم عليه ، لأنه منهم وهم منه ، ومن صلى أو سلم عليه بضم آله فقد أكمل الصلاة والسلام عليه .(
-------------------------------------------------
انظر ، صحيح البخاري : 6 / 217 و 291 و : 7 / 157 ، تفسير الفخر الرازي : 7 / 391 و : 27 / 166 ، ينابيع المودة : 1 / 21 ، الصواعق المحرقة 146 ، نور الأبصار : 105 ، إسعاف الراغبين : 118 ، شرح المواقف للزرقاني : 7 / 7 ، نظم درر السمطين : 111 ، سنن أبي داود : 1 / 258 ، مسند زيد : 34 ، فتح العزيز : 3 / 504 ، المجموع : 3 / 464 ، روضة الطالبين : 8 / 95 ، تلخيص الحبير : 5 / 187 ، الاقناع لموسى الحجاوي : 1 / 126 ، مغني المحتاج : 1 / 174 ، حواشي الشرواني : 2 / 66 ، كشف القناع : 1 / 17 ، سبل السلام : 1 / 193 ، فقه السنة سيد سابق : 1 / 615 ، صحيح مسلم : 4 / 123 ، مجمع الزوائد : 2 / 144 ، فتح الباري : 11 / 134 ، تحفة الاحوذي : 2 / 494 ، المصنف لابن أبي شيبة الكوفي : 2 / 391 ، الاحاد والمثاني للضحاك : 4 / 56 ، السنن الكبرى : 6 / 17 ، المعجم الكبير : 17 / 252 ، الكامل في التأريخ : 3 / 23 ، سبل الهدى والرشاد : 11 / 10 .
اقول : من هذه النصوص المنقولة في امهات كتب الحديث والرواية لدى اهل السنة لايوجد نص يثبت الحاق الصحابة بالصلاة على النبي (ص) , فقولهم : اللهم صل على محمد واله وصحبه اجمعين , قول ادخلت عليه عبارة غريبة عنه موضوعة عليه , ولعلها من موضوعات الامويين وما اكثرها . والناظر في الصحيفة السجادية الجامعة لكثير من ادعية الامام زين العابدين يلاحظ خلو تلك الادعية من ذكر اصحابه (ص) في الصلاة عليه وعلى اله , فلو كان الصحابة من الداخلين في الصلاة عليه لما اغفلها الامام (ع) البتة , نعم ورد في دعاء يوم الاثنين المروي عن الامام (ع) - وهو من الملحقات بالصحيفة وليس منها - قوله " اللهم وصل على محمد خاتم النبيين وتمام عدة المرسلين واله الطاهرين واصحابه المنتجبين " ووصف الامام للاصحاب بالمنتجبين قيد ينبغي الوقوف عنده وتأمله , فليس مراد الامام (ع) جميع الاصحاب وانما يريد المختارين ممن اخلص الصحبة ولم يبدل .
       لقد ميز الامام علي (ع) بين صنفين من الصحابة , صنف اخلص لله تعالى في جهاده فاطاع النبي (ص) حق الطاعة , فقال (ع) في هذا الصنف كما جاء في الخطبة الخامسة والخمسين من نهج البلاغة " فلما راى الله صدقنا انزل بعدونا الكبت وانزل علينا النصر حتى استقر الاسلام " . ومن صفات هذا الصنف من الاصحاب يقول الامام (ع) كما في الخطبة السادسة والتسعين من النهج " كانوا يصبحون شعثاً غبراً قد باتوا سجداً وقياماً يراوحون بين جباههم " . والصنف الاخر من الاصحاب كان عالة على الاسلام ومزيد مشقة على النبي (ص) , ولو اعتمد عليهم رسول الله في الدعوة الاسلامية " ما قام للاسلام عمود ولا اخضر للايمان عود " حسب قول الامام علي في الخطبة الخامسة والخمسين من النهج .  
     فهل لمنصف ذي عقل ودين متجرد عن الهوى ان يساوي بين الاصحاب جميعا ؟ وهل لمنصف ان يدخل ابا سفيان ومعاوية ومروان بن الحكم وعمرو بن العاص واضرابهم ممن كتب التاريخ اعماله بمداد اسود في عداد ال محمد (ص) ؟ .
          ان الصلاة على محمد وال محمد دعاء لهم برفع الدرجات وانزال مزيد من البركات , كما انها وفاء منا وتادية حق لصاحب الرسالة الاعظم (ص) لما اعطاه وما تحمله من مشقة من اجل انقاذنا من الشرك الى التوحيد , ومن الضلالة الى الهدى , فضلا عن ان الصلاة على النبي واله هي مقدمة ناتي بها بين يدي حاجاتنا الى الله تعالى عندما ندعوه سبحانه لقضائها , او دفع بلاء نزل بنا , فهل اصحاب النبي على الاطلاق لديهم ما يؤهلهم لان يكون ذكرهم وفاء لصاحب الرسالة وفيهم من قتل ذريته ؟  هل الصحابة جميعا لهم القرب من الله تعالى بحيث تستنزل بهم الحاجات ويدفع بهم البلاء ؟ هل تقضى الحاجات ويدفع البلاء بابي سفيان ومعاوية وعمرو بن العاص مثلا ؟ . 
       اننا عندما نذكر ال محمد (ص) عند الصلاة عليه انما نذكرهم لامرين :
1 – انها سنة نتعبد بها كما ورد في الاحاديث النبوية الشريفة التي سقناها اعلاه .
2 – ان آل محمد (ص) لا توجد ثلة تماثلهم في الفضل والطهارة والقرب من الله تعالى , فيذكرهم الامام علي (ع) في نهج البلاغة في الخطبة مائتان وسبعة وثلاثون فيقول : " هم عيش العلم وموت الجهل , يخبرك حلمهم عن علمهم وصمتهم عن حكم منطقهم , لايخالفون الحق ولايختلفون فيه , هم دعائم الاسلام وولائج الاعتصام , بهم عاد الحق في نصابه وانزاح الباطل عن مقامه , وانقطع لسانه عن منبته , عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لاعقل سماع ورواية فان رواة العلم كثير ورعاته قليل " . 
      انها صفات عصموية لا تتاتى لغير الانبياء واوصياء الانبياء , وهذه الصفات النفسية والعملية هي التي رفعتهم الى مقام التعادل مع كتاب الله تعالى , القران الكريم , فالقران كتاب حق لاياتية الباطل من بين يديه ولا من خلفه حسب تعبير القران نفسه , واهل البيت (ع) لايخالفون الحق ولا يختلفون فيه حسب تعبير الامام علي (ع) , ومن هنا كانوا احد الثقلين في قول الرسول الاعظم (ص) : اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ... " ولا يوجد بين الصحابة على الاطلاق من هذه صفته , لذا فان ذكر ال محمد في الصلاة عليه بصيغة ( اللهم صل على محمد وال محمد ) اقرار منا بحقيقة لاغبار عليها , ولا يقر بها الا من شرح الله صدره للايمان . 
          

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعيم ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/15



كتابة تعليق لموضوع : الصلاة على النبي واله وما دخل عليها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net