صفحة الكاتب : حامد شهاب

سيادة الرئيس..لا تفتحوا جرح الكويت الدامي!!
حامد شهاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من حق السيد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح أن يزور دولة الكويت أو اية دولة عربية ، لطمأنتها على مواقف العراق وإعلان وقوف بلده الى جانبها ، وبخاصة بعد محنة السيول الجارفة ، وما تعرضت له الكويت من خسائر!!

ليس هذا موضع تساؤلنا سيادة الرئيس..لكن ما يحز في النفس أنك اتخذت من الزيارة وسيلة لـ (اثارة الاحزان والآلام) لدى الاشقاء في الكويت، لما تعرضوا له من محنة دخول العراق الى الكويت عام 1990، عندما حملتم بضعة ( وثائق) قيل أنها تعود الى الجارة الكويت ، علها تشكركم على موقفكم هذا، أو أن تحظون من قبلهم بـ (الاهتمام الكبير) من قبل الجانب الكويتي!!

موضوع الزيارة مهم ، وهي أنها تأتي بعد تسنمكم موقع رئاسة الجمهورية قبل أيام، وتريدون ان تفتحوا صفحة جديدة في العلاقات بين العراق وجيرانه العرب، وهو ما يفرح العراقيين والكويتيين وعموم دول الخليج ، بلا إستثناء!!

سيادة الرئيس ، ولأن الزيارة تأتي ، وفق تلك الاهداف ، فليس من اللائق ان يقوم رئيس دولة مثل العراق بأن يحمل (وثائق) قيل أنها تعود الى الشقيقة الكويت ، لأنك بتسليمها لهم ، لابد وأن تعيد فتح جروحهم النازفة ، والتي حاول الكثيرون ان تلتئم جراحاتها قبل سنوات قليلة ، وهي تذكرهم بتلك المأساة وتبعاتها الأليمة ، وكان من الأفضل أن يقوم وفد كويتي بزيارة العراق ويتسلم تلك الوثائق ، لأن (توقيت) تسليمها لم يكن (موفقا) بل و(غير مبرر) ، ليتزامن مع أول زيارة لكم، تكون أهدافها أكبر من ذلك، لا أن تعيد تذكير شعب الكويت وقادتها بما حصل لهم 1990 ، وهي فترة مؤلمة للشعبين الشقيقين، وكان الأولى أن (نردم) جراحاتهم لا أن نعيد (فتح) جروح الماضي، ويقوم أعلى مسؤول في الدولة العراقية بفتح خزان الذكريات المريرة وجراحات الماضي الأليم ، ليقول للإخوة في الكويت، هذا ما فعله العراقيون بكم قبل سنوات، وها نحن نعيد لكم تلك الوثائق، ..و(مهمة) من هذا النوع ليست من (مهام) السيد رئيس الجمهورية أن يحملها على طائرته التي أقلته في تلك الرحلة !!

سيادة الرئيس..ولأن العراق ديمقراطي ويسمح للرأي الآخر بأن يسمع ويرى ويراقب ، فلا (تزعل) علينا ، لأن طرحنا عليك مثل تلك التساؤلات ، وهي (مشروعة).. نريدك ، سيادة الرئيس ، أن تكون أكبر من هذا ، لتمثل العراق دولة ومجدا وكبرياء كرئيس، لا أن نظهر أمام الآخرين وكأننا لسنا في المنازل التي نستحق !!

سيادة الرئيس..كلنا أمل بأن لاتتكرر (مبادرات) من هذا النوع على مستوى الرئاسات الثلاث..ربما تكون عواقبها (المأساوية) على بلدنا أكثر من منافعها (المصلحية المجردة) ..ولو تركتكم تلك المهمة لموظفين في وزارة الخارجية وفي وقت آخر ، ليقوموا بتسليمها ، لكان أجدى وأفضل، واقل وقعا من حيث (التأثير السلبي) لمشاعر الكويتيين تجاه إخوتهم العراقيين ، وكأننا نحن من نذكرهم مرة أخرى بتلك المأساة الرهيبة التي لم يتمناها أحد من شعب العراق ، وكانت خارج ارادتهم على كل حال!!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حامد شهاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/12



كتابة تعليق لموضوع : سيادة الرئيس..لا تفتحوا جرح الكويت الدامي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net