ولائيات • النّبيّ المعجزة
ابن الحسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابن الحسين

من أعجب الأمور: حصر معجزات الرسول صلوات الله عليه وآله ببعض الأعمال الخارقة للعادة ، كتسبيح الحصى ، وانشقاق القمر والقرآن الكريم ، وتسليم الشجر عليه بالرِّسالة وغيرها من المعجزات المذكورة في الكتب المختصّة بحياة النّبيّ الأكرم .
نحن نسلِّم بأهمية هذه المعجزات ، خصوصاً وقد أسلم بسببها الكثير من النّاس ، ولكنّ هناك أمراً مهمّاً ، وهو : أنّ الرّسول الكريم صلوات الله عليه وآله كلّه معجزة ، وكلّ تصرُّفاته وحركاته وسكناته معاجز ، فأمير المؤمنين والسّيدة خديجة آمنا بالنّبيّ وبنبوَّته دون أن يحتاجا إلى معجزة من المعجزات المزبورة الذّكر ، وهذا يدلّ على أنّ النّبيّ كلّه معجزة .
وهناك إشارات حول هذا الأمر من بعض العلماء ، يقول الشّيخ مرتضى المطهريّ في خاتمة كتابه : « إنَّ كلَّ وجود النّبيّ الكريم إعجاز ، لا قرآنه فحسب »[١] .
ويقول العلّامة المنار : « جوابي الجّازم هو : أنّ كُلَّ الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم معجِزٌ »[٢].
نعم ، النّبيّ صلوات الله عليه وآله كلّه معجزة منذ ولادته - مع غضّ الطّرف عن عوالم ما قبل الدُّنيا - ، وكيف لا يكون معجزة وهو كما يقول الشّيخ الصّدوق من أولئك الـ « موصوفون بالكمال والتّمام والعلم من أوائل أمورهم إلى أواخرها ، لا يُوصَفون في شيء من أحوالِهم بنقصٍ ولا عصيانٍ ولا جهلٍ »[٣].
فمَن كان كذلك علينا أن نتأمّل في كلِّ حركةٍ من حركاته صلوات الله عليه وآله وسلم وكلّ كلمة نطقها .
قال الكراجكيّ الطبرسيُّ عن رضاع النبي صلوات الله عليه وآله من حليمة السّعديّة : « وشرّف الله تعالى حليمة بنت أبي ذؤيبة السّعديّة برضاعه .. فروَتْ من آياته ما يبهِرُ عقول السّامعين.. وكان لا يرضع إلّا من ثديها اليمين . قال ابن عبّاس رضي الله عنه : أُلهمَ العدل حتّى في رضاعه ، لأنّه عَلِم أنّ له شريكاً ، فناصفَه عدلاً منه (ص) .
قالت حليمة : فكان ثديي اليمين لرسول الله ، واليسار لولدي ضميرة ، وكان ولدي لا يشرب حتّى يراه قد شَرِب »[٤].
________________
[١] السيرة النبوية « ضمن مجلد محمد وعلي ، النبي والإمام » للشيخ مرتضى مطهري ص١٤٥ ط : دار الإرشاد .
[٢] تأملات في طبيعة المعجزة وشخصية النبي عرض وحوار ، ص٨ . مجموعة مقالات للعلامة المنار جمعت بكتاب إلكتروني متوفر بشبكة الفكر بصيغة الـ pdf.
[٣] الاعتقادات ص٣٠٦ ، ط: الثالثة ١٤٣٥هـ لـ مؤسسة الإمام الهادي المحققة والمعلق عليها .
[٤] كنز الفوائد «للكراجكي المتوفى ٤٤٩هـ » ص ١٦٧ ، ط: دار الأضواء ١٩٨٥ م .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat