صفحة الكاتب : عبدالاله الشبيبي

750 آية كونية!...
عبدالاله الشبيبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ورد سؤال في إحدى المسابقات، يقول كم يبلغ عدد الآيات الكونية التي ذُكرت في القران الكريم؟ وبعد البحث والتحقيق والتدقيق في الموضوع، وجدنا إن اغلب المصادر التي اطلعنا عليها تقول، في القران الكريم حوالي (750) آية كونية، إذ يقول احمد أمين في كتابه التكامل في الإسلام: في القرآن الكريم (750) آية كونية هي عصارة ما توصل إليه العلم الحديث، ولاسيما في القرن الأخير، وإنها معجزة خالدة ما بعدها معجزة، كل ذلك، لكي يعتبر هذا الإنسان بهذا الكتاب السماوي، ويعلم أنه منزل من ربه لهدايته، ويعلم أنه لم يخلق عبثاً، وإنما خلق لغاية سامية تتناسب وعظمة خالقه، وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين، ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون. المصدر: التكامل في الإسلام، ج1، ص313. 
ويقول الأستاذ عبد الرزاق نوفل أن القرآن الكريم يحتوي على 6236 آية، منها 750 آية تتناول الشؤون العلمية، بينما تتناول بقية الآيات الأمور التشريعية والعبادية والعقائد وقصص الأنبياء والرسل، وغيرها من الأمور. فمصطلح علم الذي يعني كلا من العلم والمعرفة ومشتقاتها تتكرر أكثر من 160 مرة في القرآن الكريم، وهذا يبين لنا أهمية الآيات العلمية في القرآن الكريم. المصدر: القران والعلم الحديث، ص25.
ويقول الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي: في القران لا تعتبر المعرفة أثماً قط، بالعكس سبعمائة وخمسون آية في القران تحث المؤمنين على الدراسة والبحث، أنهم يجدون في الفلك، الفيزياء، وعلم الحياة، كذلك الرياضيات، أو في دراسة المجتمعات وتطورها أو انحطاطها آيات يخاطبنا الله بواسطتها. المصدر: الإسلام في الغرب، ص11.
ومن الآيات الكونية قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأَرْضَ وجَعَلَ الظُّلُماتِ والنُّورَ﴾. إذ يقول الشيخ محمد جواد مغنية: هذه الآيات الثلاث من الآيات الكونية الدالة على وحدانيته وعظمته، وتشير الآية الأولى إلى خلق السماوات والأرض، والظلمات والنور، والثانية إلى خلق الإنسان وبعثه بعد الموت، والثالثة إلى علم اللَّه وإحاطته بكل شيء. تفسير الكاشف، ج3، ص158.
ومنها قوله تعالى: ﴿واللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ سماع تدبر وتعقل للماء وفوائده، وهذه الآية والتي بعدها من الآيات الكونية التي كررها القرآن بقصد التنبيه إلى دلائل التوحيد والبعث.
ومن الآيات الكونية قوله تعالى: ﴿ومِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ ولِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ولِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ ولِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
ومنها قوله تعالى: ﴿وما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ﴾. وهي تشير إلى تنوع الماء عذوبة وملوحة، وهذا التنوع وان استند مباشرة إلى أسبابه الطبيعية فإنها تنتهي إلى خالق الطبيعة ومبدعها.
ومنها قوله تعالى: ﴿ومِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ والنَّهارُ والشَّمْسُ والْقَمَرُ﴾. دلالتها على الخالق وصفاته، ومن تلك الآيات اختلاف الليل والنهار، وخلق الشمس والقمر.
والآيات هي العلامات الدالة فآيات الله الكونية هي الأمور الكونية الدالة بوجودها الخارجي على كونه تعالى واحداً في الخلق متصفاً بصفات الكمال منزهاً عن كل نقص وحاجة، والإيمان بهذه الآيات هو الإيمان بدلالتها عليه تعالى ولازمه الإيمان به تعالى كما تدل هي عليه.
والآيات القرآنية آيات له تعالى بما تدل على الآيات الكونية الدالة عليه سبحانه أو على معارف أعتقادية أو أحكام عملية أو أخلاق يرتضيها الله سبحانه ويأمر بها فإن مضامينها دالة عليه ومن عنده، والإيمان بهذه الآيات أيضاً إيمان بدلالتها ويلزمه الإيمان بمدلولها. المصدر: تفسر الميزان.
فالإنسان عندما يتفكر في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار من اجل ان يتوصل بتفكره في الآيات الكونية المنتشرة في صفحات هذا الكون وهو الكتاب التكويني الفسيح مع تدبره في آيات الكتاب التشريعي الفصيح من اجل ان يتوصل بهذا التفكر والتدبر الى الإيمان الجازم بوجود الخالق ووحدانيته وعدله وضرورة إرساله الأنبياء وتعيينه الأوصياء وحشره للناس غداً يوم الجزاء. المصدر: من وحي الإسلام.
أن الآيات الكونية والحوادث المهمة، ينبغي زيادة ذكر الله تعالى فيها، لان دوال على قدرته وعظمته، إذا من المحتمل إنها جاءت للتمحيص أو للعقوبة أو البلاء، ولذا كرر سبحانه وتعالى كثيراً في كتابه الكريم ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ و﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾، فأن هذه الأمور تذكر بوجود الله وبعظمته، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾ وهكذا حال النفس الأمارة بالسوء، لا تذكروا الله إلا في البلاء، وأما في الرخاء فهي لا تعرفه. فلابد من التسبيح والحمد والذكر، دفعاً لسوء النفس الأمارة، ولأنها عطاء مباشر من الله سبحانه وفضل منه ونعمة. المصدر: منة المنان.
ومنها قوله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ وفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ ونفس الإنسان وما في الآفاق من الكائنات هي من المشاهد المحسوسة الدالة على وجوده تعالى، وبها يظهر الحق الذي لا ريب فيه، ومن تتبع آي الذكر الحكيم يجد نفسه أمام العديد من هذه الآيات الكونية التي تدعو إلى الإيمان باللَّه عن طريق المعرفة التي هي ثمرة الحس والعقل، من ذلك قوله تعالى: ﴿أَولَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ والأَرْضِ وما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ﴾ أي شيء محسوس وملموس.
وبالمناسبة نذكر ما قاله بعض الأدباء حول بعض الآيات: إن أسلوب القرآن يختلف عن كل الأساليب، فهو حين يشير إلى مسألة علمية لا يعرضها كما يعرضها علماء الطبيعة بالمعادلات والتفاصيل، بل يقدمها بالإشارة والرمز واللمحة الخاطفة بكلمة قد يفوت فهمها على معاصريها، ولكنه يعلم إن التاريخ والمستقبل سوف يشرح هذه الكلمة ويثبتها تفصيلاً. وقد جاءت هذه الحقيقة على لسان ابن عباس منذ حوالي 14 قرناً حيث قال: لا تفسروا القرآن الزمان يفسره. أي لا تتعمقوا في تفسير الآيات الكونية فإن تقدم العلم كفيل بالكشف عن أسرارها. المصدر: تفسير الكاشف.
وعليه إن الحقائق العلمية التي نبه عليها القران الكريم لم تكن معروفة قبل التطور العلمي في مختلف القطاعات، وعندما يقطع العلم مراحل أكثر مما هو عليه الآن تتبين للناس علمية أخرى سبق ان نبه عليها القران الكريم، ولم تتفهمها الأجيال إلا في ذلك الوقت، إن هذه المعجزات العلمية ما زالت مفتوحة على المستقبل لكي تحتوي كل المستجدات العلمية على مستوى جميع العلوم، وفي كافة اختصاصاتها الكونية. المصدر: الآيات العلمية في القران الكريم، ص24.
كما يؤكد الدكتور محمد حسين هيتو انه على يقين بأنه كلما تقدمت به العلوم سيضع يده على معجزة جديدة في كتاب الله عزوجل كان في غفلة تامة عنها، ليعيش الإنسان في كل زمان ومكان مع المعجزة القرآنية آية بينه لا لبس فيها ولا غموض.
كان العلم الحديث يجهل إن للشمس حركة خاصة بها، ولكن القران كان ينادي منذ 14 قرناً ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾. حتى اذا تقدمت العلوم الرياضية بما فيها الميكانيك الرياضي واخترعت تلسكوبات كبيرة علموا ان الشمس تتحرك، فالقران في علومه سابق للعلم الحديث، كما يقول بحركة الأرض قبل كوبرنيك وكبلر وكاليله، وذلك بقوله تعالى: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾. كذلك بالنسبة الى تشكيل الإمطار في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا﴾، والتأليف هو الكهربائية التي تلعب دوراً هاماً في هطول الإمطار. المصدر: التكامل في الإسلام. وهناك آيات أخرى كثيرة تتحدث عن ظواهر وحالات قد توصل الإنسان الى اكتشاف أغوارها. 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالاله الشبيبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/25



كتابة تعليق لموضوع : 750 آية كونية!...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net