التراخيص .. صـــداع متجــدد
خالد جاسم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خالد جاسم

عشرون يوما أو ما يزيد عليها بقليل هي المدة المتبقية التي تفصلنا عن الموعد النهائي الذي حدده الاتحاد الاسيوي للعبة لتسليم ملفات ووثائق المعايير الإحترافية المحددة في ملف تراخيص أنديتنا التي في ضوء خلاصاتها النهائية سوف يتقرر مصير الدوري الممتاز برمته في الموسم المقبل، على صعيد النصاب المعترف به الذي ينسجم مع ما يعمل به الاخرون من حولنا في الأقل من ضوابط إحترافية سليمة تمنح الدوري ومسابقته الممتازة الشخصية الإحترافية ولو بالحدود الدنيا وتنهي حالة الفوضى السائدة منذ مواسم, كما ستتوضح في ضوء تلك التراخيص هويات الأندية التي يحق لها الحضور قانونا في دوري الموسم المقبل من عدمه، وفي ضوء شهادة الجدارة التي سينالها كل ناد أنجز الرخصة المطلوبة بشكل كامل وليس بنسب مئوية فقيرة بل ومعظمها مخجل، كما أعلنت ذلك لجنة التراخيص في اتحاد الكرة خلال الأجتماعات والبيانات الرسمية الصادرة عنها مع الكثير من اللقاءات والزيارات التي قامت بها اللجنة المسؤولة الى الأندية المحلية المعنية والتي كشفت جملة حقائق ومؤشرات وأن كانت ليست جديدة أو مستورة عن واقع الحال المزري الذي تعيشه أنديتنا وتعمق فينا روح التشاؤم في إمكانية إصلاح واقع الحال لكنها مؤسفة ومريرة, نتيجة إفتقار معظم الأندية وبعض منها مصنفة في خانة الأندية الممتازة، وبعض منها جماهيرية وعريقة الى أبسط مقومات التنظيم الفني والأداري، وهي برغم إطلاعها على الشروط والمعايير الواردة في ملف التراخيص لكنها كما توضح لا تزال عاجزة عن توفير تلك المتطلبات التي تخدمها أولا قبل أن تخدم مسابقة الدوري الممتاز التي وفقا لما نراه من مؤشرات مزعجة ومعطيات بائسة تقف على شفير الأفلاس تقريبا، طالما أن الأندية التي إستوفت معايير التراخيص لا تزيد على عدد أصابع اليدين، مع أن المدة الماضية وهي تقترب من العام الكامل قد شهدت أستثناء الأندية من تطبيق التراخيص وترحيلها الى الموسم المقبل. واللافت من خلال المتابعة لملف التراخيص وبأعتراف صريح صدر عن السيد رئيس اتحاد الكرة، أن الأخير كان يغط في نوم عميق بل وفي نوع من السبات الطويل عندما كشف مسعود عن أن الاتحاد الاسيوي كان قد أرسل الى اتحادنا الكروي حزمة التراخيص هذه والطلب بتنفيذها منذ عام 2006، وهو أمر يثير الكثير من التساؤلات التي تضع اتحاد اللعبة في موقف لا يحسد عليه، بعد أن تجلت حقيقة إهماله وعدم مبالاته, لأنه أخفى هذا الملف على مدى 11 عاما وأهمل التعاطي معه من دون أن يتخذ التدابير والأجراءات العملية مع الأندية من أجل تحقيق هذه الضوابط والمعايير الإحترافية المفيدة له وللدوري وللأندية, لكن المسؤولية هذه المرة تقع على ادارات الأندية نفسها التي أهملت طوال المدة الماضية متطلبات التراخيص التي صارت قضية، بل معضلة حقيقية للأندية قبل اتحاد الكرة الذي برأ ساحته تماما لأنه نجح في أقناع الاتحاد القاري بأستثنائنا موسما كاملا، ووضع الكرة في ملعب أدارات الأندية التي تعاملت بأهمال وعدم مبالاة مع هذه القضية الحيوية والمهمة, التي أصبحت كالسكين في خاصرة الأندية ودوري الكرة معا وتحتاج الى ما يشبه الإعجاز في ما لو أنجزناها ولو بنصاب من دزينة واحدة من الأندية الجديرة بشهادة الولادة الجديدة لدوري حقيقي في الموسم المقبل.
السطر الأخير
** الناجح من يستطيع رؤية ما هو أبعد من أن يراه الآخرون.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat