صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

ستراتيجية مجلس التعاون الخليجي تجاه العراق
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مجلس التعاون الخليجي ، مجلس يجمع الانظمة الخليجية ذات الحكم الوراثي العائلي   وهي مدعومة من امريكا بواسطة قواعدها العسكرية في هذه البلدان ، ولا تسمح هذه البلدان لاي صوت معارض يطمح الى التغيير والاصلاح  ،  حيث  تقمع أي  صوت معارض حتى لو كان شعبا باكمله مثل ما يحصل الان في البحرين  ،  وفي السعودية رغم التعتيم الاعلامي الكبير ،  ورغم  البطش القوي  من قبل  السلطة  الوراثية تجاه المعارضين السلميين  ، والمشترك  الاخر الذي يجمع هذه الانظمة المتآكلة البالية هو الحقد الطائفي الاعمى ، والفكر السلفي المتحجر ،  اذ يقسمون  المسلمين  الى قسمين موالين لفكرهم ومخططاتهم ، ومعارضين ، والمعارضون يجوز قتلهم ، لانهم اما ان يكونوا من السنة فهم مرتدون ، واما ان يكونوا من الشيعة فهم كافرون ، وهم يعطون الفتاوى لقتل الكافر والمرتد ،  فانتج فكرهم المتحجر المنحرف منظمة القاعدة  بقيادة المقبور ابن  لادن  والمنظمات  الارهابية  الاخرى  ،  التي  اعطت  الصورة  السيئة والمشوهة للاسلام  ،  ولقيت  هذه الصورة  ترحيبا من  المنظمات  المعادية  للاسلام خاصة الصهيونية لغرض تشويه الاسلام  ،  تشكل  مجلس التعاون الطائفي كرد فعل على الثورة الاسلامية الايرانية ، لانها اسلامية شيعية  ، وجُن  جُنونهم عندما  تحرك شعب البحرين في ثورته ضد آل خليفة ، لان غالبية الثائرين من الشيعة المضطهدين لدرجة ان وعاظ السلاطين كا لقرضاوي وامثاله ، افتوا بان ثورة شعب البحرين  هو تمرد وليس ثورة كبقية الثورات ، لان القائمين بالثورة من الشيعة ، واجازوا  التدخل العسكري لقتل شعب البحرين المسالم ، فجاءت دبابات الحلف الطائفي وقتلت  النساء والاطفال  والشيوخ  والرجال  من شعب  البحرين  ،  هذا  التجمع  الذي  سمي ابتداءً بالخليجي سقطت عنه هذه الصفة، وظهرت حقيقته كمجلس تعاون طائفي بعد انضمام الاردن الى هذا المجلس ، فلو كان خليجيا حسب ما يدعون ، كيف انضم الاردن اليهم وهو بعيد جدا عن الخليج العربي ، لكنه قريب جدا من ميولهم  الطائفية  ،  وانْ  كان مجلسهم خليجيا مثل ما يدعون لماذا يعارضون انضمام  العراق الذي هو اصلا  دولة خليجية الى هذا الحلف ، فالدوافع اذن طائفية بحتة ولا علاقة لها بالخليج هذا  التجمع الطائفي الحاقد على المسلمين المعارضين له من السنة  والشيعة  ،  قدم الدعم  الكبير لصدام المقبور اثناء عدوانه على ايران  ، وتغيرت  الحال عندما  شنَّ صدام  عدوانه على الكويت ، اذ انتفضت هذه المجموعة الطائفية التي تسمي نفسها ( مجلس التعاون الخليجي ) وتحركت مع سيدتهم امريكا وصديقتهم اسرائيل لتغيير النظام  في  العراق  وقدموا كل الدعم لامريكا لتحقيق هذا الهدف  ،  وهم  على امل ان يتغير رأس النظام البعثي مع ابقاء الجسد ، ليأتوا برأس جديد يدور في فلكهم وفلك امريكا ،  لان الحلف الخليجي  وكذلك  امريكا لا مشكلة  عندهم مع  البعث  كحزب دموي  طائفي  ،  انما مشكلتهم مع صدام المصاب بجنون العظمة ، والذي اراد ان يسيطر ويفرض  ارادته عليهم ، ويكون هو المتحكم فيهم  ،  واخيرا  سقط  صدام ولم يتحرك الشعب العراقي لنجدته،بسبب تأريخه الاسود مع هذا الشعب، حيث اباح دماء ابنائه  ونصب المجازر للاحرار، ودفن الاحياء في مقابره الجماعية ، فكانت فرصة للشعب كي يتخلص  من صدام ونظامه الظالم وحزبه الدموي الطائفي ، اذ  بقي الشعب  متفرجا على مصيره الاسود ، ولم يجرؤ الامريكان على قتل  صدام لانه  قدم لهم خدمات  كبيرة  فحافظوا على حياته ، ووضعوا خطة لتهريبه من العراق  بالاتفاق مع مجلس  التعاون الطائفي اذ  سلموه  ليلة  العيد  بشروط  الى احد  السجون  العراقية  المعد  سلفا  في  المنطقة الخضراء  ، وخلال فترة بقائه يهرّب من السجن الى مكان معد ومهيئ في دولة  قطر تصوروا ان رئيس السلطة التنفيدية المالكي لم يعلم بتسليمه ، وفي الساعة الاولى من تسليمه علمت الحكومة العراقية بذلك ،  فكانت  جرأة  المالكي وشجاعته المستندة الى الارادة الشعبية  افشلت  مخطط  تهريب صدام  الذي  تعاونت  قطر  مع امريكا على تنفيذه مع بقية دول مجلس التعاون الطائفي  ،  وهذا  احد فصول  التآمر على  العملية السياسية الجديدة في العراق  ، اذ ابتدأ الفصل الاول بالسماح  للارهابيين من  منظمة القاعدة ومن مختلف دول الحقد الطائفي وبدعم مباشر منهم بالتسلل الى العراق  تحت نظر وتغطية قوات الاحتلال ، لكن مبادرة المالكي الشجاعة  وسرعة  تصرفة  لتنفيذ الاعدام افشلت هذا المخطط  الامريكي البعثي الطائفي  ، عندما  فاجأ  المالكي  العالم باعدام صدام خلال 4 ساعات ،  في حين ان من شروط امريكا عند تسليمه ان لا ينفذ حكم الاعدام الا بعد 12 يوما ليتم ترتيب تهريبه خلال هذه المدة  ،  فكان اعدام صدام مفاجأة كبيرة لدول مجلس التعاون الطائفي وللبعثيين ولبوش نفسه  ،  لدرجة ان بوش عندما  سمع باعدامه قال فوجئت باعدام  صدام ،  فكان فصل اطلاق سراح صدام  قد انتهى على يد المالكي  ،  ومن هذا الموقف الشجاع للمالكي بدأ الحقد عليه من  جميع اعداء العملية السياسية الجديدة في العراق  ،  وخاصة مجلس التعاون الطائفي اذ اخذ هذا  المجلس  يحسب  للمالكي  وللرجال  الذين  معه ممن  يعملون  لمصلحة  الشعب العراقي الف حساب ،  واخذوا يخططون للتخلص منه ، وبذلوا لهذا الغرض الاموال الطائلة  ،  لكن الارادة الشعبية العراقية  اختارت المالكي  من جديد  ،  رغم  عمليات التزوير الواسعة في الانتخابات الاخيرة التي قادتها امريكا باسم الامم المتحدة  لصالح   الجهات البعثية بالتواطؤ مع بعض اعضاء من المفوضية ، وبعد تولي المالكي للدورة الثانية للحكومة ازداد الهلع والحقد الطائفي الاقليمي على العراق  ،  لذا  نرى  مجلس التعاون الطائفي يتبنى كل صوت يغرد  خارج السرب  ويساهم  في اضعاف  العملية السياسية ، يتبناه ويرحب به ويدعوه لزيارة دول المجلس،هذا المجلس الطائفي الحاقد على الوضع الجديد في العراق ماذا وضع من ستراتيجية تجاه العراق ؟
الهدف الستراتيجي  للمجلس هو تغيير المعادلة  السياسية  في العراق  لصالح  طائفة معينة ولصالح الاطراف المدعومة امريكيا واقليميا ،  والبعثيون في العراق هم  جزء من هذه المعادلة ،  سواء كانوا داخل الحكومة او خارجها  ،  وقد  حدد هذا  المعسكر المعادي للعملية السياسية الجديدة  خطوات  ومراحل  واجراءات  لتحقيق هذا  الهدف  المرحلة الاولى سارت في اتجاهين ، الاول  استغلال  الوجود  الامريكي  الداعم  لهم  واستخدامه كوسيلة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية ،  وفعلا استطاعوا تحقيق نتائج في هذا الاتجاه ،  اذ تسلل عدد كبير من البعثيين والطائفيين والفاسدين الى مفاصل الدولة العراقية الجديدة  ،  وقسم  منهم  احتلوا مراكز  رفيعة  مدنية وعسكرية في  الحكومة العراقية ،  وتحت شعارات ومسميات مختلفة مزورة وغير حقيقية او واقعية  ،  منها المحاصصة او المشاركة وكلها جوازات  عبور  للبعثيين  والفاسدين  والطائفيين الى السلطة  ،  فالبعثيون  في هذه  المرحلة  وفي  هذا  الاتجاه  حققوا عدة  مكاسب  منها مشاركتهم في الحكومة،ومن خلال مواقعهم يمارسون عملية التخريب والتعويق لعمل الحكومة،وتشويه سمعتها اذ يمارسون دور الحاكم ودور المعارض ، اضافة الى انهم  يحصلون على المكاسب التي تخدم مخططاتهم  من خلال  مراكزهم  داخل  الحكومة  كحصولهم على المعلومات،او تشويه سمعة العاملين المخلصين من اعضاء الحكومة  او سرقة الاموال اوتبذيرها خدمة لاجندتهم ، مع اثارة الضجيج  الاعلامي من  خلال فضائياتهم او صحفهم ووسائلهم الاعلامية الاخرى،كما ان العناصرالتي تحتل مراكز رفيعة في الدولة العراقية يستغلونها لخدمة مجموعاتهم التخريبية  الاخرى  ،  مثل ما يحصل الان من استغلال لآليات الدولة لتنفيذ اعمال ارهابية  بواسطة حماياتهم  لانهم لا يخضعون للتفتيش كون السيارات التي يستقلونها سيارات حكومية  ، الى غير ذلك من الاعمال التي يستفيدون منها من خلال استغلال وجودهم  داخل  مؤسسات  الدولة  وغطائهم للتحرك بهذا الاتجاه هو النفوذ الامريكي الذي يولد لهم الحماية .
 اما الاتجاه الاخر من المرحلة الاولى فهو دموي ارهابي  ،  وساروا بهذا الاتجاه من بداية سقوط صنم بغداد، وازداد نشاطهم بعد اعدام سيدهم صدام  ، اذ تحالف البعثيون مع بهائم القاعدة للقيام باعمال  ارهابية  وقتل  عشوائي  للانتقام  من الشعب  العراقي الذي احتقرهم ، ولتدمير البنى التحتية وتعويق عمليات البناء ، واشاعة روح الطائفية المقيتة ، لتفتيت الشعب العراقي المتآلف ، اضافة الى ان ارباك الوضع الامني  ونشر الفوضى يعطي للبعثيين حرية الحركة  ،  وخلق حالة من التذمر والنقمة الشعبية على الحكومة ،  لكن  الشعب  العراقي  وصل  الى مرحلة  من الوعي  الذي  يستطيع  فيه تشحيص هذه  الغايات  البعثية  الخبيثة ، وقد  توضح ذلك  من خلال  موقف  الشعب العراقي عندما حاول هؤلاء البعثيون  مع بهائم القاعدة  والطائفيين  المتخلفين  لاثارة النعرات الطائفية بين ابناء الشعب الواحد ، اذ عرف الشعب نوايا هؤلاء فوقف بوعي وصمود بوجه هذه الدعوات التمزيقية ،  وقضى على  هذه النزعات  الطائفية  المقيتة وهي في مهدها  ،  هذه المرحلة  في  كلا الاتجاهين  لم تثمر في تلبية طموح البعثيين والطائفيين المتخلفين ودول الاقليم الطائفية لتغيير المعادلة السياسية في العراق، سيما وان المحتل الامريكي  الذي شكل غطاء  لهم على  ابواب الرحيل  ،  وبقيت المعادلة السياسية تسير باتجاه مصلحة الشعب  العراقي  ،  عليه  فقد  فكروا  وخططوا  لتنفيذ المرحلة الثانية من هجومهم على الشعب العراقي بعد ان عجزوا  من تحقيق  اهدافهم في المرحلة الاولى بوجهيها ،  السلمي الذي  تسللوا  فيه الى  مفاصل حكومية  مهمة باسم  المحاصصة  او المشاركة ،  والوجه  الاخر الدموي  الارهابي  ،  رغم  الدعم الاقليمي   والامريكي   لهذه  العناصر  المنحرفة  من  البعثيين   والطائفيين   وبعض السياسيين الفاشلين  ،  بل على العكس حصل  تقدم وتطور  في الجانب  الامني  رغم وجود بعض اتباعهم داخل المؤسسة الامنية  ،  ورغم وجود بعضهم  داخل مؤسسات الدولة العراقية  ،  هذه النتائج التي حققتها مسيرة  التقدم  العراقية ،  دفع  دول مجلس التعاون  الطائفي  الى وضع  خطة جديدة  بالتعاون مع اتباعهم  في داخل العراق من البعثيين والطائفيين ، وهي التخطيط للقيام بانقلاب يؤدي الى تغيير المعادلة السياسية في  العراق  ،  والى  تصفية  المالكي  ومن  معه من  الرجال  والقادة  من السياسيين والعسكريين ،  ومن مختلف الطوائف والقوميات  ،  وآلتهم لتحقيق  هذا الهدف  فلول حزب البعث ممن  ارتضوا  لانفسهم  خيانة الشعب  العراقي  مرة  اخرى  ،  ومعهم السياسيون المشاركون في الحكم ممن يُحسبون على حزب البعث المندثر، اويُحسبون على دعاة الانحياز الطائفي ممن  يتلقون الدعم المباشر  من الدول  الاقليمية  الطائفية  مستغلين  مواقعهم  الرسمية  للتحرك  تحت  غطائها  ،   ومستغلين  فترة  الانسحاب الامريكي والفراغ الذي قد تتركه ، ويسبق  هذه العملية  المخطط  لها  خارجيا  حملة اعلامية منظمة وموجهة توحي وتمهد للعمل الارهابي الكبير الذي  يهدف لقلب  نظام الحكم تحت شعارات جديدة وكبيرة تقود لتغيير المعادلة السياسية  الجديدة  في العراق  بتخطيط داخلي واقليمي وبضوء اخضر امريكي  ،  لكن  وعي  القادة  من السياسيين والعسكريين ، ووعي الاجهزة الامنية بمختلف صنوفها  ،  وفعالياتها الاستباقية  التي قامت بها باعتقال خلايا البعثيين  الذين  تحركوا  وتململوا في  هذا الاتجاه  ،  اربكهم واحرق كثيرا من اوراقهم  ،  واضاع  عليهم كثيرا مما كانوا يأملون تحقيقه  ، والذي يؤكد اهمية هذه الضربة الاستباقية ردة الفعل القوية من رفاقهم في السلطة  وخارجها  وما دعوة مجلس محافظة صلاح الدين لاعلان الفيدرالية والتصريحات الانفعالية من بعض الاطراف في صلاح الدين والانبار والموصل ، الا  ردة  فعل عشوائية  بسبب هول الصدمة التي افشلت مخططات البعثيين  ،  والان وبعد ان  فشل  مخطط  التآمر على الوضع الجديد في العراق سيلجأ اعداء العملية السياسية الجديدة في العراق ، الى تنفيذ المرحلة الاخرى التي  خططوا لتنفيذها في حال فشل مرحلة الانقلاب على نظام الحكم الجديد في  العراق  الذي اقض  مضاجع البعثيين  والطائفيين في داخل  العراق وخارجه ، بحيث توافقت مصلحة هؤلاء مع مصلحة المحتل  الامريكي  ،  ومصلحة الكيان المغتصب لفلسطين  ،  اذ قام مثنى  حارث الضاري  بعدة  زيارات  لاسرائيل للتنسيق في هذا الخصوص  ،  حيث  يسعى الصهاينة  الذين  توافقت  مصلحتهم  مع مصلحة هؤلاء لتغيير المعادلة السياسية في العراق والمجئ بحكام  على غرار  حكام مجلس التعاون الطائفي ، الذي يقيم احسن العلاقات مع اسرائيل ، خاصة مع قطر .
اما المرحلة الثالثة في حالة فشل مخطط الانقلاب فسيلجأون الى  تقسيم العراق  تحت مسمى الفيدرالية ، او أي مسمى من المسميات ،  المهم ان  يقسم  العراق  الى دولات صغيرة ضعيفة متناحرة،وعلى اساس طائفي اوقومي ، وهذا حلم يراود اعداء العراق من صهاينة وامريكان  ،  وحلم يراود دول مجلس  التعاون الطائفي  ،  وقد  صرّحت صحيفة الرأي الكويتية بهذه  الرغبة  لتقسيم العراق الى  دويلات على  اساس  طائفي اوقومي  ، واعتبرت الصحيفة الكويتية ان تقسيم العراق هو الحل الامثل لحل مشاكل العراق  ( اننا نرى ان تقسيم العراق هو الخيار الافضل )  وكتبت هذه المقالة في 10 تشرين الثاني بعنوان( تقسيم العراق )وهذا الحلم الذي يراود  مجلس  التعاون الطائفي  هو نفس الحلم الذي يراود الامريكان والكيان الصهيوني ،وقد دعت امريكا الى تقسيم العراق منذ سنوات في بداية سقوط صنم بغداد ،  وجاءت الدعوة بشكل مشروع حمله نائب الرئيس الامريكي الحالي ( بايدن ) لكن رفض الشعب العراقي لمشروع التقسيم الامريكي افشل هذا المخطط التدميري للشعب العراقي ،ان مشروع تقسيم العراق الى دويلات  صغيرة  تقوم على  اساس طائفي او قومي  مستغلين بعض ثغرات الدستور العراقي  الذي  يدعو  الى  قيام  الفدرالية  التي  ثبتت  في  الدستور  بضغط  امريكي واطراف اخرى مستفيدة او تصورت انها ستستفيد والملفت للانتباه ان ممثلي البعثيين في الحكومة كانوا من اشد المعارضين لدعوى قيام الفيدرالية  ،  لكن بعد  يأسهم  من تحقيق اهدافهم عن طريق الارهاب ، او من خلال تواجدهم داخل الحكومة  ، وبسبب يأسهم من تحقيق اهدافهم عن  طريق  الانقلاب  السياسي  وتغيير المعادلة  لصالحهم  بسبب الضربة الاستباقية  التي وجهت  لخلايا  البعث الدموي  ، اخذوا  اليوم  يدعون وبكل قوة لقيام الفدرالية التي تقوم على اساس طائفي او قومي عنصري ،  بغية تقسيم العراق الى دويلات  صغيرة  تحقيقا  لرغبة مجلس التعاون  الطائفي  ورغبة  امريكا واسرائيل،من اجل ان يكون العراق ضعيفا ويدخل في صراعات لا نهاية لها ، اذ بعد انكشاف مخطط عملهم للقيام بانقلاب ،وضربة الاجهزة الامنية  الاستباقية لهم ، على الفور اعلن مجلس محافظة صلاح الدين وعلى عجل مطالبتهم  بالفيدرالية  من  دون الرجوع الى السبل القانونية والدستورية ،  فيدرالية تقوم على  اساس طائفي  بدعوى التهميش  للسنة  ،  وبنفس هذه  الدعوى اخذ  مجلس محافظة الانبار يلوح بالفيدرالية وسيليه مجلس الموصل ،  انها قضية  مبيتة جرى ترتيب اوراقها  من خارج  الحدود  وهكذا ومن مجمل  هذه المعطيات ومن خلال متابعة موقف  مجلس التعاون  الطائفي تجاه العراق ومن خلال متابعة مواقف السياسيين البعثيين والطائفيين المحسوبين على هذا المجلس  ،  ومن خلال زياراتهم لدول هذا الحلف  وتصريحاتهم بهذا الخصوص  يتوضح حجم التآمر الكبير على الشعب العراقي ،  وجهودهم الكبيرة المبذولة لغرض تغيير المعادلة السياسية في العراق لصالح البعثيين  والطائفيين  ،  كي يعيدوا العراق الى عهد الدكتاتورية والتسلط الدموي والطائفي المقيت  ،  وقد اوضح رئيس الوزراء والقائد  العام للقوات  المسلحة  في كلمته  الاخيرة التي  القاها  في  جماهير  محافظة كربلاء ، حجم هذه المؤامرة والدعم الخارجي لها ، كذلك بيّن صمود الشعب العراقي وتصديه بوجه هذه الهجمة الحاقدة من خلال الضربات الاستباقية التي قامت  وستقوم بها القوات المسلحة العراقية الوفية لوطنها وشعبها ، ولابد من قطع الايادي التي تريد النيل من منجزات الشعب العراقي الصابر والمكافح والمضحي  ،  ولا مكان  لاعداء الشعب العراقي من بعثيين وطائفيين حاقدين ومن سياسيين نفعيين يركبون أي موجة توصلهم لتحقيق مكاسب  شخصية لهم على حساب  المصلحة العليا  للشعب  والوطن واليوم اصبح كل شئ ظاهرا وواضحا ومكشوفا للشعب واصبح الشعب يميز ويعرف من هو المخلص لوطنه وشعبه من السياسيين ، ومن هو الخائن والنفعي والذليل ومن هو المرتبط باجندة خارجية ، وسيتخذ الشعب قراره بحقهم .
           A_fatlawy@yahoo.com             

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/11



كتابة تعليق لموضوع : ستراتيجية مجلس التعاون الخليجي تجاه العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net