على الأرْجَح،
سيجعلُ منْ شوارده قلاداتٍ،
هذه المرّة،
فقط هذه المرّة،
حولَ نحْر موجاتٍ،
لا تأتي سوى لتنسحبَ على الفور.
موجةٌ تفترشُ إِثر موجةٍ.
يحضرُ بينهما بدون استئذانْ،
ومنْ غير صوار،
ولا أشرعة،
ولا دفّة قيادة،
ولا جارية سبيّة منَ العلوج الرومانْ،
تتناطحُ الموجَتان بِسبَبِها،
فيما هو بينهما، يستخذي صاغراً،
ولا يستودفُهما المعروفَ.
ثمّ، بعدَ حينٍ،
يمضي سادراً في مداه،
أو في شَناره.
ولا تكفيه الشهادةُ، يقولُ.
لا تكفيه،
فيعلنُ موتَه.
يقولُ: في سواد الموتِ بياضٌ،
وبيْن الحدّيْن ألوانٌ للحضور،
وأخرى للغيابْ.
قرينٌ هوَ،
في تهاويل هذا السرابْ.
يقولُ: أنا الأغبى منْ أن أقتنصَ شريدةً تفكّكُ شفرةَ جردة الحال، أوتقيمُ الأوْدَ بيْن لغتيْنْ،
أو تناجزُ بحرَه الأُجاج.
فليسَ له،
بعد الآن،
بعد اليوم،
غير اليبابْ.
وفي وجع غامرٍ،
ينوسُ بيْن الجولتيْنْ،
لا يكفيه الرّقصُ على حبلٍ واحدٍ،
أو ما بيْن الحبليْنْ،
أو عليهما، لا يكفيه.
هيهاتٌ،
فليسَ له سوى الاحتماءُ بمتاهةٍ من ألوانْ،
لعلّهُ منْ كوامنها يصنعُ أنشوطةً منْ مسَدٍ،
تنفعُ لضنك الأيّامْ،
حينَ تخلو مخلاتُه من ميرةٍ،
وركوتُه من ماءٍ،
ولا يبقى غير يَباسٍ في اللّسانْ،
ومحولٍ،
يا لشقائه،
في الهور المديدِ للخطابْ.
ويقولُ: على هذه الأنْفاسِ ألاّ تقلّمَ شُعيرات الرّيح،
ولتترك إيقاعَها يهبطُ، ويصعدُ،
كترانيم الأقواسْ،
بما يكفي،
كي يجرّ طائرَ الدواخل،
إلى البعيدِ البعيدِ.
لا يهمّه إنْ بقيَ الطائرُ
منْ غيْرِ أوبةٍ إلى وَكْره،
إذا ما حلّ المساء.
لا يهمّهُ إنْ تعطّلَ الرّجعُ،
لا يرغبُ فيه أصلاً،
وإنْ أَُقفلَتِ خطوطُ التماسْ،
أو أُغلقَتِ المنافذُ دونَهُ،
ودونَ غيْره كذلك.
لكنْ يهمّه، الساعةَ، أنْ يَستنْفرَ مجسّاته،
لَعلّها تَسْتخبرُ عمّن هرّبَ كتلةَ الأحلامْ
خارجَ فراشه،
لتُزوّدَ بها الخزنةُ العتيدةُ،
في قفَصِ الحَمامْ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat