صفحة الكاتب : محمد الهجابي

شواردُ الأيّام
محمد الهجابي

على الأرْجَح،
سيجعلُ منْ شوارده قلاداتٍ،
هذه المرّة،
فقط هذه المرّة،
حولَ نحْر موجاتٍ،
لا تأتي سوى لتنسحبَ على الفور.
موجةٌ تفترشُ إِثر موجةٍ.
يحضرُ بينهما بدون استئذانْ،
ومنْ غير صوار،
ولا أشرعة،
ولا دفّة قيادة،
ولا جارية سبيّة منَ العلوج الرومانْ،
تتناطحُ الموجَتان بِسبَبِها،
فيما هو بينهما، يستخذي صاغراً،
ولا يستودفُهما المعروفَ.
ثمّ، بعدَ حينٍ،
يمضي سادراً في مداه،
أو في شَناره.
ولا تكفيه الشهادةُ، يقولُ.
لا تكفيه،
فيعلنُ موتَه.
يقولُ: في سواد الموتِ بياضٌ،
وبيْن الحدّيْن ألوانٌ للحضور،
وأخرى للغيابْ.
 قرينٌ هوَ،
في تهاويل هذا السرابْ.
يقولُ: أنا الأغبى منْ أن أقتنصَ شريدةً تفكّكُ شفرةَ جردة الحال، أوتقيمُ الأوْدَ بيْن لغتيْنْ،
أو تناجزُ بحرَه الأُجاج.
فليسَ له،
بعد الآن،
بعد اليوم،
غير اليبابْ.
وفي وجع غامرٍ،
ينوسُ بيْن الجولتيْنْ،
لا يكفيه الرّقصُ على حبلٍ واحدٍ،
أو ما بيْن الحبليْنْ،
أو عليهما، لا يكفيه.
هيهاتٌ،
فليسَ له سوى الاحتماءُ بمتاهةٍ من ألوانْ،
لعلّهُ منْ كوامنها يصنعُ أنشوطةً منْ مسَدٍ،
 تنفعُ لضنك الأيّامْ،
حينَ تخلو مخلاتُه من ميرةٍ،
وركوتُه من ماءٍ،
ولا يبقى غير يَباسٍ في اللّسانْ،
ومحولٍ،
يا لشقائه،
في الهور المديدِ للخطابْ. 
ويقولُ: على هذه الأنْفاسِ ألاّ تقلّمَ شُعيرات الرّيح،
ولتترك إيقاعَها يهبطُ، ويصعدُ،
كترانيم الأقواسْ،
بما يكفي،
كي يجرّ طائرَ الدواخل،
إلى البعيدِ البعيدِ.
لا يهمّه إنْ بقيَ الطائرُ
منْ غيْرِ أوبةٍ إلى وَكْره،
إذا ما حلّ المساء.
لا يهمّهُ إنْ تعطّلَ الرّجعُ،
لا يرغبُ فيه أصلاً،
وإنْ أَُقفلَتِ خطوطُ التماسْ،
أو أُغلقَتِ المنافذُ دونَهُ،
ودونَ غيْره كذلك.
لكنْ يهمّه، الساعةَ، أنْ يَستنْفرَ مجسّاته،
لَعلّها تَسْتخبرُ عمّن هرّبَ كتلةَ الأحلامْ
خارجَ فراشه،
لتُزوّدَ بها الخزنةُ العتيدةُ،
في قفَصِ الحَمامْ.


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الهجابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/05



كتابة تعليق لموضوع : شواردُ الأيّام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net