صفحة الكاتب : زيد شحاثة

القوة والدبلوماسية.. بين الإمامين  الحسن الحسين
زيد شحاثة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يزخر التاريخ الشيعي, بكثير من المؤلفات التي ناقشت حياة  الإمامين الحسن والحسين, عليهما وألهما أفضل الصلوات, وطريقة تعاطيهما, مع  قضية الخلافة والحكم, والمطالبة بالحقوق, والدعوة للإصلاح.

يخطئ من يظن أن الإمام الحسن عليه وأله أفضل الصلوات, إقتصرت حركته على عملية الصلح, أو كما يصطلح عليه حاليا " العمل الدبلوماسي".. ويخطئ اكثر من يظن أن الإمام الحسين, عليه وأله أفضل الصلوات, إتخذ طريق الثورة, طريقا أوحد لطلب الإصلاح.

يجمع معظم المؤرخين أن الحسن, تم مبايعته بالخلافة  بعد شهادة أبيه, وحصلت كثير من المناوشات العسكرية بينه. وبين معاوية إبن أبي سفيان, حتى وصلت الأمور لحادثة الصلح الشهيرة, التي تنازل بموجبها الحسن  لمعاوية عن الخلافة, مقابل شروط وضمانات.. فهل كان الحسين بعيدا عن هكذا أجواء؟! ألم يكن شريكا مشاورا في الأقل للحسن؟!

ينقل التاريخ أيضا, أن نهضة الإمام الحسين, سبقتها تحركات دعوية سلمية, ورسائل تشرح موقفه, وما أرتكبه الحكم الأموي من جرائم وأخطاء فضيعة, بحق الأمة والدين الإسلامي.. وكانت كلها تشير لرغبة بالتغيير, دون الإضطرار لإراقة الدماء, لكن المعسكر المضاد, كان يريد الدم.. ويحمل في قلبه حقدا دفعه, لتنفيذ تلك المجزرة الرهيبة في يوم عاشوراء.

 من يحلل خطوات  الحسن , يرى بوضوح, أنه حلل خطوات ه, فنجح في حنجح في حفلثوة اخيه الحسين,  والذي نجح في ان يجعل ثورته امتدادا طبيعيا, لدبلوماسية الحسن وصلحه, فنجح في حفمهد وقدم وهيأ لثوة أخيه الحسين,  وهذا بدوره نجح, في أن يجعل ثورته امتدادا طبيعيا, لدبلوماسية الحسن وصلحه.. فكانت عملية مترابطة متواصلة, في التوعية والتوضيح, عن الفساد وكيفية محاربته وتعريته.. وأين هو الحق, وكيف تسترد الحقوق.

تسلسل واضح, وبناء تدريجي تصاعدي, في نهضة الأمة, وتوعيتها وإستنهاضها, لتقوم بدورها, في إصلاح حالها, ونيل حقوقها.. فمن السطحية فهم حركة الإمامين, على أنها طلب للخلافة فحسب, رغم مشروعية الطلب؟!

بعيدا عن ما يمتلكان من عصمة, وبمقاييسنا, من لم يكن الحسن خائفا, أو ضعيفا من حيث القوة العددية, رغم أنها قوة ليست حقيقية الولاء, ولا  كان الحسين قد إمتلك القوة العسكرية اللازمة للثورة, مع علمهما كليهما بما ستؤول إليه الأمور على وجه الدقة.. إلا أنهما لم يفكرا بالخيار من منظورهما الشخصي, وإنما بمقدار ما ينتجه  للإسلام والأمة من مصالح.

الخيارات والتمييز بينها ليس أمرا هينا, لكن النماذج المشرقة  كثيرة, يمكن التعلم والإعتبار منها.. فليس مهما أن تكون "جريئا وشجاعا" فتختار المواجهة, أو "مسالما وادعا" فتختار الدبلوماسية.. المهم أن يحقق خيارك, مصالحا حقيقة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد شحاثة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/20



كتابة تعليق لموضوع : القوة والدبلوماسية.. بين الإمامين  الحسن الحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net