حين يتحول الهواء إلى خدمة.. العتبة الحسينية تشغل أكبر منظومة تبريد لخدمة الزائرين
العتبة الحسينية المقدسة
2025/07/01

في كربلاء، حيث يعانق الحزن جدران التاريخ، وتحتدم الخطى نحو الصحن الحسيني الشريف مع اقتراب عاشوراء، كان على المكان أن يتنفس كما الزائر، حيث الحرارة اللاهبة، والزحام المتزايد، والانفعالات العاطفية التي لا تنقطع، كلها تتطلب استجابة لا تأتي من العاطفة فقط، بل من "هندسة باردة" تقف خلف الستار، وفي هذا الموسم، لم يكن التبريد ترفا، بل ضرورة.
العتبة الحسينية المقدسة أعلنت عن تشغيل واحدة من أضخم منظومات التبريد في العتبات الدينية، بطاقة إجمالية تبلغ (9000) طن تبريد، منتشرة بدقة في أروقة الصحن الحسيني الشريف، ومحيطه، لتؤمن الراحة والهواء النقي للزائرين خلال ذروة الزخم في شهر محرم.

"أردنا أن نوفر بيئة صحية لا تقل قدسية عن المكان"، هكذا يقول مسؤول شعبة التبريد التابع لقسم المشاريع الهندسية والفنية في العتبة الحسينية المقدسة المهندس صفاء علي حسين، وهو يشير بيده إلى مجموعة مراوح رذاذية تدور بهدوء قرب باب الرأس الشريف.

هواء لا يمر دون أن يفلتر
المنظومة التي أعلنت عنها العتبة الحسينية المقدسة لا تقتصر على تبريد الهواء، بل تشمل تحكما كاملا بجودته، من دافعات هواء نقية بنسبة (100%)، إلى منظومات ضغط موجب وسالب تفرز الهواء الملوث وتطرده بعيدا، وكل ذلك يدار من قبل فريق تقني عراقي دون الاستعانة بخبرات أجنبية.

لكن اللافت، بحسب مسؤول الشعبة، أن النظام لا يسمح بانخفاض درجات الحرارة تحت مستوى معين (بين 24 و26 درجة مئوية) حفاظا على توازن بيئي يمنع أمراض التنفس الناتجة عن التباين الحراري، خاصة لمن يقضون ساعات طويلة داخل الصحن.



"أشعر وكأنني في مدينة غير كربلاء"
في ساحة قريبة من ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)، تقف السيدة "أم زهراء"، القادمة من قضاء الحسينية في كربلاء، وتقول بصوت خافت كمن يخشى إزعاج القداسة " دخلت الحرم الشريف، وكان الحر شديدا، لكن فجأة شعرت بتيار هواء بارد يلامس وجهي، لم أصدق أنه طبيعي، لم أشعر بحرارة الشمس بعدها، التنظيم هذا العام مختلف تماما".

أما الشاب "مهدي الجبوري" من منطقة الحر، الذي اعتاد التواجد في المدينة القديمة، فيعلق بابتسامة "كنا نأتي ونبحث عن الظلال، الآن حتى الهواء صار خادما للزائر، فهذا ليس تبريدا، هذا كرم حسيني بطريقة حديثة".



من مصنع الوارث إلى قلب الصحن
لم تكتف العتبة الحسينية بشراء المعدات، بل أنتجت بعض مكوناتها محليا في مصنع الوارث التابع لها، في خطوة تهدف إلى تعميق الاكتفاء الذاتي ومواءمة التجهيزات مع خصوصية المكان.

"المراوح المزدوجة، والمبردات، وحتى بعض وحدات التحكم الذكي كلها صنعت هنا"، يقول المهندس صفاء، مضيفا أن "العتبة الحسينية لا تبحث فقط عن حلول تقنية، بل عن حلول تحترم الزمان والمكان والناس".



عاشوراء بهندسة الطمأنينة
في كل عام، يتضاعف عدد الزائرين القاصدين كربلاء، وتتضاعف معه المسؤولية، لكن العتبة الحسينية، التي تقود جهودا خدمية تدار بعقول محلية، تمضي بثبات في بناء ما يشبه المدينة الذكية داخل واحدة من أقدس بقاع العراق.

تحت قبة الإمام الحسين (عليه السلام)، لا شيء يترك للصدفة، حتى الهواء يهندس، والبرد ينسق، والخطوات ترشد، كي يبقى الحزن نقيا، لا يفسده اختناق، ولا يعطله تعب.

وهكذا، وبينما تتدفق الجموع لتجديد عهدها مع عاشوراء، تظل كربلاء مستعدة، لا بصوت المنابر وحدها، بل بصمت التبريد الذي يحرس أنفاس الزائرين، ويرافق ولاءهم حتى آخر دمعة.

لقراءة الخبر كاملاً في المصدر الأساسي : إضغط هنا


أحدث الإضافات :

شبكة الكفيل العالمية : وفد العتبة العباسية المقدسة يبحث مع المديرية العامة للتربية في بابل سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات

شبكة الكفيل العالمية : المواكب الكربلائية تستذكر مواقف أبي الفضل العباس (عليه السلام) في اليوم السابع من شهر المحرم

شبكة الكفيل العالمية : المجمع العلمي يُقيم مجلس عزائه السنويّ في اليوم السابع من شهر المحرّم الحرام

شبكة الكفيل العالمية : قسم الصيانة يواصل أعمال تهيئة منظومة كهرباء صحن أم البنين (عليها السلام)

شبكة الكفيل العالمية : عبر مجلس عزاء.. العتبة العباسية المقدسة تستذكر مواقف أبي الفضل العباس (عليه السلام) في عاشوراء

شبكة الكفيل العالمية : جولة تفقدية لمتابعة خطة تنظيم مداخل المعزّين المشاركين في عزاء ركضة طويريج



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net