الشعوب الأصيلة التواقة على التقدّم والرقي، والماسكة بزمام حركتها الجادّة والفاعلة نحو مستقبلها، تبقى عصيّة
تقترب منا هذه الأيام، الذكرى الثامنة لبدء العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني الأعرابي على اليمن
الإحتجاجات في تونس قبل 14/1/2011، كان لها تاريخ نضالي، ارتبط أساسا بالإتحاد العام التونسي للشغل،
يصادف يوم السابع والعشرين من شهر رجب ذكرى البعثة النبوية(1)، هذه المناسبة الكبرى التي تعلقت بأفضل وخير خلق الله سيد الأنبياء والمرسلين....
كان عموم الشعب التونسي يأمل منذ بداية عهده الجديد ( ولا أقول ثورة) ينتظر تغييرا جذريا في تعاطي حكومته مع ملفاته
عرفنا فيما مضى صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية بمواقفها العنصرية المتطرفة، حيث لم يردعها شيء عن
وقاحة دول الغرب يدركها كل متابع للشأن السياسي لدوله، خصوصا تلك التي تعتبر أنفسها كبرى في عالمنا،
كان الإعتقاد السائد قديما أن الدول المستعمِرة يصعب أن يقع استعمارها واستغلالها حتى وقعت الحرب العالمية الثانية،
قبل الإجابة على هذا السؤال، لا بد من معرفة التاريخ الوسيط والحاضر لهذا الغرب وطبائعه، فنحن نعرف جيّدا أن تاريخه....
الغرب بأنظمته السياسية المتوغلة في العنصرية العرقية والدينية، الغارقة في أحقادها القديمة على الإسلام المحمدي الأصيل،
لا عجب في أن يجتمع فرقاء السياسة على مائدة واحدة، فقد تعوّدوا على انتهاج سُبُلِ الدبلوماسية الغربية، بأساليبها المنافقة....
تمّ موعد الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها، في ظل مقاطعة أغلب الأحزاب التي كان أعضاؤها يشغلون مجلس نواب الشعب المجمّد،
في إجراء دبلوماسي غير منتظر، انعقدت بناء عليه في الرياض( السعودية) قمة عربية صينية، حضرها الرئيس الصيني شي جين بينغ،
مسكينة تلك الحكومات التي لا تزال تحلم بحياة رغيدة في ظل السياسة الأمريكية، ومسكنتها متأتّية من كونها ما تزال تراها بعين الاعتبار،
كيفما كنت معتقدا في رياضة كرة القدم، ومهما بلغت بك الآمال بشأنها، فلن تحقق لك شيئا في الواقع، بل سوف
لو تأمّلنا في خارطة انتشار القواعد الأمريكية في آسيا الغربية وحدها، لأعطتنا فكرة حول من تتجمّع تلك القواعد العسكرية،
إن ما يجري في أمريكا اللاتينية هو بلا شك صراع محموم، بين قوى الخير المُحبّة للحريّة، والعاملة على الإنعتاق من نير الاستكبار (الإمبريالية)،
إنّ من نشأ وشبّ على الكذب، لا يمكن أن يكون صادقا، مهما بلغت به مراتب النّاس، فلا تُحْمَلُ أخباره على الوثوق بها،