صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

عندما يصبح الخطيب مصدر رواية
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من اهم وصايا السيد السيستاني للخطباء وهي محل الشاهد لما نريد ان نكتب الا وهي " تحري الدقة في ذكر الآيات القرآنية او نقل الروايات الشريفة من الكتب المعتبرة او حكاية القصص التاريخية الثابتة حيث ان عدم التدقيق في مصادر الروايات او القصص المطروحة يفقد الثقة بمكانة المنبر الحسيني في اذهان المستمعين".
المعنى واضح جدا ولا اريد ان اتحدث عن مدى الالتزام بهذه الوصية ، بل لو اردت ان استشهد بمن ذكر روايات واحاديث ليست محل صحة بل يرفضها الشارع الامامي ، ولكن طالما ان الخطيب يريد ان يتحدث ويذكر هذه الرواية الضعيفة لانها تتفق وما يريد طرحه فتصبح مصدر ثقة للمعجبين بهذا الخطيب ومحل تشهير لمن يتربصون بالمنبر الحسيني .
ومسالة ان بعض الخطباء هم او من اتباعهم يصدرون كتبا تتضمن خطب الخطيب وهذه الكتب قد يعتمدها كمصدر من لا علمية لديه في التحقيق والتثبت من صحة الرواية .
مشكلتنا ان تم تشخيص خطا عند خطيب معين تبدا الاتهامات صوب اتباع المراجع وبالتالي تصل للمراجع ، فهذا من جماعة فلان ينتقد الخطيب الفلاني من جماعة فلان .
لا اريد الحديث عن المنامات والكرامات وما يتبعها من خرافات تكون محل انتقاد لاذع ، واقول ان كان المتلقي اصلا لا يعلم بعلوم المعصوم فما فائدة المنام والكرامة .
وخطورة ذكر الروايات الضعيفة دون تحقق اشار لها السيد السيستاني في وصايا اخرى وبهذا النص " ويتوقّف تجنّب المرء عن القول بغير علم على رعاية الاحتياط في مقام نقل الروايات والحوادث، والتثبّت في الشيء قبل العرض الجازم له بضبط ما يريد قوله قبل إلقائه وتكرار المرور عليه، فلا تفلتنَّ كلمة منه من دون أن يتأمّلها حقّ تأمّلها فتكون أشبه برميةٍ من غير رامٍ، وليستحضر أنّه لا مجال له للاعتذار بعد إلقاء الخطاب في المشهد العامّ، على أنّ ترك المرء قول ما لا ينبغي له أن يقوله ـ ولو لإيهامه ـ أولى من أن يعتذر عنه أو يتصدّى لاحقاً لإيضاحه".
تحذي خطير ان اخطا الخطيب فلا يشفع له الاعتذار وكم من مقطع لخطباء صدر عنهم ما لا يصح ان يصدر تتداوله بعض القنوات على اليوتيوب مع تعليقات صادمة 
ايام كان السيد صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي اصدر امرا بان لا يكون النقل مباشر للخطابة من الصحن الحسيني الشريف وعلى ان تكون مسجلة والغاية حذف ما قدر يصدر عن الخطيب ما لا يصح ان يصدر وهنا واجه هذا الامر رد عنيف من البعض وحقيقة هو اجراء صحيح لاجل الخطيب ولاجل الاسلام .
مسالة استنهاض المشاعر واستدرار الدموع مسالة لا تاتي بالروايات التي لا صحة لها بحجة المهم ان يحدث البكاء على المعصوم ، وهذه المسالة خطيرة جدا ، نعم معايشة الحدث الماساوي للمعصوم تكون بذكر التفاصيل الصحيح للحادثة وبصوت ونبرة حزينة تستنهض مشاعر الحزن .
مشكلتنا ان انتقدنا اخطاءنا اتهمونا باننا ننال من ديننا ويشهد الله انه حرصا على ديننا ، انا سمعت خطيب مشهور يذكر رواية وهو مقتنع بعدم صحتها لكنه قال " على فرض صحتها لانها محل الشاهد "، لماذا تفترض وانت تعلم يا صديقي ؟ 
واخيرا حدثت جدالات واشكالات يستشهد البعض برواية سمعها من الخطيب الفلاني وعندما تطلب منه المصدر كي نراجعها فيقول يكفي ان الخطيب ذكرها ، وحدث هذا معي .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/09/23



كتابة تعليق لموضوع : عندما يصبح الخطيب مصدر رواية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net