نتنياهو يعلنها حرباً على الجيل z
علي عواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الظهور في أي بودكاست هذه الأيام. وفي السبعين من عمره، يعتبر نفسه في مهمة تاريخية، ويظن أن لديه ما يقوله للعالم بعدما صار منبوذاً على الإنترنت.

▪️ وبعد فشل إطلالته عبر منصة Nelk Boys الأميركية، اضطُر مقدمو البرنامج إلى الاعتذار، ثم استضافوا باسم يوسف الذي واجههم بالقضية الفلسطينية ومنعهم من التلطّي خلف حجة الجهل.

▪️ وإلى منصة Triggernometry البريطانية اليمينية، انتقل نتنياهو، بعدما فتحت هذه المنصة أبوابها سابقاً للناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، الذي لعب دوراً أساسياً في تأجيج الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا، وحشد الشارع ضد ثقافة «اليقظة» wokesim وضد حكومة كير ستارمر.

▪️ وفي المقابلة مع نتنياهو، لم يُبنَ الإعداد على مواجهة إعلامية حقيقية، اتجه كله نحو تسويق صورة رجل محاصر دولياً، وأعاد تغليف حربه على الفلسطينيين بعبارات توحي بالعقلانية أمام جمهور أوروبي لا يتابع التفاصيل اليومية.

🔸قلب الحقائق بالأرقام
▪️ وخلال الحوار، قال نتنياهو إن «جيشه» يحقق توازناً بين قتل المدنيين واستهداف المقاتلين، وأكد أن الضحايا الذين يسقطون من غير المقاتلين مجرد «أضرار جانبية». ومباشرةً، انهار هذا الادعاء عندما نشرت مجلة «+972» تسريباً من قاعدة بيانات عسكرية إسرائيلية داخلية، بيّن أن 83 في المئة من قتلى غزة مدنيون. ومن دون أن تُطرح هذه الفجوة بين الرواية الإعلامية والبيانات العسكرية في المقابلة، مرّ نتنياهو بخطابه كما أراد.

▪️ وإلى جانب التبريرات الميدانية، أعلن نتنياهو أنه سيعمل على «معالجة الخوارزميات» في المنصات الكبرى حتى تمنع السردية الفلسطينية من الانتشار. ومن هذه الجملة، يتضح أن الفضاء الرقمي صار ساحة مواجهة.

🔸استهداف الجيل زي
▪️ وفي اعترافه، أكد نتنياهو أن مشكلة «إسرائيل» الآن تكمن في «الجيل زي» المولود بين عامَي 1997 و2012. وشبّه هذا الجيل بالشباب الألمان واليابانيين بعد الحرب العالمية الثانية، وقال إنهم يحتاجون إلى «إعادة تفكيك التطرف - deradicalization»، تماماً كما فُرضت برامج تربوية جعلت الألمان واليابانيين يحبون من كانوا أعداءهم. ومن وجهة نظره، يندرج ملايين الشبان المتضامنين مع الفلسطينيين في خانة النازية والإمبريالية اليابانية، ويستوجب تضامنهم مع فلسطين إعادة تأهيل العقول.

▪️ وفي معرض حديثه، اعتبر نتنياهو أنّ هذا النموذج نجح بالفعل في بعض دول الخليج، بعدما رُبّي جيل شاب على النظر إلى «إسرائيل» على أنها «شريك». ثم سخر من فكرة اعتبار تلك الدول «ديموقراطيات»، رغم استشهاده بنجاح النموذج فيها.

▪️ شكّلت مقابلة نتنياهو مع Triggernometry جزءاً من معركة إعلامية هدفها تلميع صورة رجل متهم بالإبادة والتطهير العرقي. وبأسلوب يشبه الحكيم الهرمسي، وزّع أقواله يميناً ويساراً: «يحترم الناس الأقوياء، والأقوياء يجب أن يفوزوا. يمكن أن يكون القوي شريراً، ويمكن أن يكون صالحاً، ولكن لا يمكنه أن يخسر. إذا خسر، فلن يتحالف معه أحد، ولن يعقد معه أحد تحالفات، ولن يعقد معه أحد سلاماً».

▪️ ومن هذا الخطاب، يتضح أنّ نتنياهو يضع معركته المقبلة في مواجهة وعي عالمي يتغير بسرعة، وخصوصاً بين الأجيال الشابة. وعلى الإنترنت والسوشال ميديا، صارت ساحة المواجهة الأساسية، وتقدّم «الجيل زي» عدواً جديداً.

▪️ وفي اللحظة التي يراهن فيها على تحالفه مع وادي السيليكون والأنظمة السلطوية، ينطلق في 31 آب (أغسطس) أسطول «صمود» العالمي من 44 دولة، بمشاركة أكثر من 15 ألف شاب وشابة، على عشرات المراكب المتجهة إلى غزة.

الموضوع السابق الحجاب..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat