صفحة الكاتب : ريما الحايك

بإيابكم موقن
ريما الحايك

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تتجلى قدرة الله تعالى في دقة تفاصيل الكون الرحيب، وتظهر بوضوح في خلقه الأشياء من العدم، وقدرته على إعادتها بعد فنائها واندراسها، ولأنه حكيم ففعله لا ينتهي إلى البطلان والعبث، بل جعل الغاية من ذلك الوصول إلى الكمال، فلا بد لهذه الخلقة أن تصل إلى دولة الحق وإلى النظام الإلهي العادل، الذي يؤمِّن تطور البشر، لا سيما في الجانب الروحي وتطويع الجانب المادي بإزائه، هذه الغاية هي في الواقع برهان وبيان من القرآن الكريم على ضرورة وجود دولة حق تكون أطول عمرًا وأكثر عمقًا وتجذرًا وهيمنتةً من دول الباطل التي لا زالت تعاني منها البشرية طوال التاريخ، وهذا نفسه يؤدي بنا إلى الاعتقاد بالرجعة، والتي تجلت في الأمم السابقة، فأعاد الله تعالى بعض الأموات إلى الحياة الدنيا، فهذا عزير الذي أماته الله مائة عامٍ ثم بعثه، وذاك عيسى الذي أحيا الموتى بإذن الله، وكذلك موسى في قصة البقرة، وإبراهيم وإحياء الطيور، هذه حقيقة ثابتة يقر بها المسلمون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، ولكن حين تلازم هذه الحقيقة أهل البيت "عليهم السلام" تطفو الشبهات على السطح وتتطاول الألسنة لدحضها.

       إن مذهب أهل البيت هو المذهب الوحيد الذي يؤمن بالرجعة، وهي من الأمور العقائدية التي ترتبط بالإمامة والمهدوية من جهة، ومن جهة أخرى تمهّد للإيمان بالمعاد والثواب والعقاب، وتعني أن الله تعالى يرجع الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، ولا يرجع منهم إلا من محض الإيمان محضًا أو محض الكفر محضًا، فيعز المؤمنين ويذل الظالمين عند قيام المهدي -عجل الله فرجه الشريف-.
        فإذا كان إمكان الرجعة أمراً مسلّمًا به عند جميع المسلمين، فلماذا الشكّ والاستغراب في وقوعها؟! ولماذا التشنيع والنبز بمن يعتقد بها؟! وقد روي عن حمّاد، عن الإمام الصادق -عليه السلام-
قال: ما يقول الناس في هذه الآية: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا}؟ قلت: يقولون: إنّها في القيامة.
قال -عليه السلام-: ليس كما يقولون، إنّ ذلك الرجعة، أ يحشر
الله في القيامة من كلّ أُمّة فوجًا ويدع الباقين؟! إنّما آية القيامة قوله: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} 
         وفي حديث الإمام الصادق مع المفضل، قال المفضل: يا مولاي إن من شيعتكم من لا يقول برجعتهم؟ قال الصادق -صلوات الله عليه- أما سمعوا قول جدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله- ونحن سائر الأئمة نقول: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} قال الصادق -صلوات الله عليه-: العذاب الأدنى عذاب الرجعة والعذاب الأكبر عذاب يوم القيامة {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار} 
قال الصادق صلوات الله عليه: فمن أين قلت برجعتنا؟ ومقصرة شيعتنا تقول: معنى الرجعة أن يرد الله إلينا ملك الدنيا وأن يجعله في المهدي، ويحهم متى سلبنا الملك حتى يرد علينا. 
قال المفضل: لا والله وما سلبتموه ولا تسلبونه لإنه ملك النبوة، والرسالة، والوصية، والإمامة.
 قال الصادق عليه السلام: يا مفضل لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوا في فضلنا أما سمعوا قوله عز وجل {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين0    ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} والله يا مفضل إن تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل وتأويلها فينا وإن فرعون وهامان تيم وعدي).

     ولذلك أهل الصلاح والإصلاح وطلب العدالة في الحقيقة لا يحجبهم أي مانع مهما تكالبت مخالب الظالمين والفاسقين، فإنهم يمضون قدمًا نحو هذا الهدف الإلهي الذي سيتحقق بدءاً من بزوغ دولة الظهور للإمام المهدي -عجل الله فرجه الشريف- حيث تكون دولته -عليه السلام- تمهيدًا لدولة الرجعة، وتمتدّ إلى ما بعد أيّامه، برجوع رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين، والإمام الحسين، وكذلك باقي الأئمة والأنبياء -عليهم السلام أجمعين- ويرجع كذلك عدد من أنصار الإمام المهدي -عليه السلام- وبعض أصحاب الأئمّة، وكذلك يرجع الظالمون، وأعداء الله ورسوله وأهل بيته -عليهم السلام-؛ فيؤخذ للمظلوم من الظالم حيث ستكون دولة النبي -صلى الله عليه وآله-أعظم دولة في الرجعة فعن الإمام الباقر -عليه السلام- قول الله عز وجل: {يا أيها المدثر0 قم فأنذر} قال: وقوله: {إنها لإحدى الكبر} يعني محمدًا -صلى الله عليه وآله- {نذيرًا للبشر} يعني في الرجعة وقوله: {وما أرسلناك إلا كافة للناس} يعني في الرجعة، ويتضح من هذا الحديث الشريف أن تحقق المصداق الأكمل لهذه الآيات الكريمة وكذلك تحقق المصداق الأكمل للإنذار المحمدي للبشر كافة إنما يكون برجعة النبي -صلى الله عليه وآله- وقد روي عن الإمام الصادق -عليه السلام- في قول الله عز وجل {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} قال نبيكم -صلى الله عليه وآله وسلم- راجع إليكم.
.........................
بحار الأنوار 
سورة النمل ٣٨
سورة القصص ٥
سورة غافر
حلية الأبرار
إلزام الناصب
سورة الكهف: 47
مختصر بصائر الدرجات
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ريما الحايك
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/15


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : بإيابكم موقن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net