الطفل هذا الكائن المهمل(5)
د . ايمان الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . ايمان الموسوي

يستغرب الكثير من الآباء من تصرفات أبنائهم، وقد يجهلون السبب وراء ذلك التصرف، فقد يسلك الطفل سلوكاً ينم عن الكراهية والانتقام، وذلك بتكسير الأثاث أو الألعاب أو يضرب إخوته الأكبر سناً منه. وقد يدهش هؤلاء الآباء من السبب عندما يسأل طفله: لماذا فعل هذا الفعل أو سلك ذلك السلوك؟ فيجيب الطفل بكل صراحة: أنا أكرره... ولا أريده... بل أريده ان يموت. إن هذه المعلومات التي حصل عليها الطفل لم تكن في مخيلته، بل تعلمها بطريقة غير مقصودة من أفراد الأسرة، أو قد اكتسبها من البرامج التلفزيونية. لأن الطفل وكما أسلفنا سابقاً يتعلم بطريقة (النمذجة السلوكية) أو المحاكاة أو التقليد دون أن تدخل أحد، فهو يلاحظ الآخرين ويبدأ بالتقليد ولو بعد حين. إن المشكلة هي انطباع السلوك في ذاكرة الطفل، ويتحول إلى سلوك يومي يعممه في مواقف مشابهة سواء كان في رياض الأطفال أو المدرسة أو الشارع وما شابه.
إن المهم جداً للآباء الالتفات إلى ما يحدث داخل الأسرة من سلوكيات وأحاديث، وما يشاهدون من برامج تلفزيونية. والأهم من ذلك هو تواجد النموذج الحسن الذي ينبغي أن يقتدي به الطفل ويحاكيه. فتحديد وقت خاص للطفل يكون مخصصا للاستماع والانصات، دون أن يتحدث الوالدان أو أي طرف آخر، وبذل المجال للطفل كي يعبر عن مشاعره أو مخاوفه. هذا الوقت يساعد في تنمية شخصية الطفل، وتكون المفردات اللغوية لديه، وتعوده على الصدق والصداقة. ولمساندة الطفل إيجاد مبرر للحديث معه، وذلك بتعليمه كيف يتعامل مع أفراد البيئة المحيطة به؛ من هواء وماء ونبات وشمس وغيرها... فعلى الآباء تعليم الطفل كيف يستفيد من الهواء بالتنفس الصحيح، وتفهيمه أن الأوكسجين الموجود في الهواء له من الفوائد ما ينمي فكره وجسده.. وكذلك النباتات الموجودة في الحدائق، وكيفية المحافظة عليها، لأنها تمدنا بالأوكسجين. وتعليمه كيفية استخدام الماء، حيث نلاحظ أن كثيرا من الأطفال لديهم رغبة بإراقة إناء الماء الموجود بين أفراد العائلة.. أو ترك صنبور الماء مفتوحا في خزانات مياه الشرب الموجودة في البيت أو الأماكن العامة.. وهكذا يبدأ الطفل يشعر بأهمية البيئة المحيطة به بأدق مفرداتها.. ويشعر إنه من الأهمية أن ينصت له للتعبير عن مشاعره ورغباته.. ويستمر الأهل بتعليم الطفل مفردات الحياة اليومية، وعلاقته بها في أي مناسبة تسنح للطفل أو لذويه.
بعض الأمهات تخاف على أطفالها من الشمس فتحبسه في غرفة 2×2متر من شدة خوفها عليه مما يؤدي إلى إصابة طفلها بنقص فيتامين D الذي يسبب مرض الكساح أو لين العظام.. فتعامل الطفل مع الشمس بأنها تمدنا بالطاقة، والفائدة الصحية، بتعريض طفلها عشر دقائق على الأقل في اليوم لأشعة الشمس. وهكذا يمكن للآباء تعليم أبنائهم كل ما يمكنهم بدون الحاجة لأخصائي من خلال حياتهم اليومية.. إن التجربة أثبتت صحة ما طرحه الأوائل من المفكرين والعلماء.. فلم يكن حديثهم لهواً أو نظرياً، ويمكن الاستفسار عن حالات ابنائكم في مختلف الأعمار بالاتصال بالجريدة وشرح حالة الأبناء بالتفصيل لعرضها على الأخصائي ومعرفة سبب وطرق علاجها...
في الأعداد القادمة نطرح إحدى مشكلات الأطفال ونحللها وكيفية التعامل معها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat