أزمة المياه في العراق مشكلة متفاقمة والحلول ترقيعية
تبقى مشكلة أزمة المياه في العراق أعتى الصعوبات التي تواجه بلاد الرافدين رغم الهطلات المطرية التي رفعت نسب الخطة الزراعية بمليون دونم فيما أوضحت الموارد المائية آليات استثمار موجة الأمطار القادمة منتصف الأسبوع.
وذكر وزير الزراعة عباس العلياوي، أمس السبت، أن الموجات المطرية الأخيرة أسهمت في زيادة المساحات المزروعة بمليون دونم، وفيما أعلن عن خطة واعدة ترتبط باستراتيجية مكافحة التصحر لعام 2030، وعمل كبير مشترك مع المنظمات الدولية لمعالجة نقص المياه، أشار إلى تسريع عملية الاستيراد لمعالجة ارتفاع الأسعار في السوق.
وقال العلياوي، في مؤتمر صحفي: إن “هذه السنة كانت ماطرة وتختلف عن الأعوام الماضية، وسببت زيادة في مساحات الرعي والتي بدورها شجعت مربي الثروة الحيوانية على الذهاب باتجاه هذه الأراضي من أجل التسمين والإكثار”.
وأضاف، أن “ذلك أثر على أسعار اللحوم في الأسواق بالتزامن مع موسم شهر رمضان الذي ترتفع فيه أسعار اللحوم والمنتجات الأخرى في كل عام”.
وأشار العلياوي، إلى أن “الاستيراد مفتوح كما كان سابقاً وبوتيرة أعلى، وبدأت الوزارة بعملية تسريع لعملية الاستيراد لكي تعالج الارتفاع الموجود حالياً”.
مطمئناً بأن “الارتفاع الحالي لن يستمر كثيراً وسيعود السوق إلى وضعه الطبيعي”.
وبخصوص التغير المناخي، تحدث، عن “خطة واعدة من أجل استراتيجية مكافحة التصحر التي أعدت لعام 2030، وفيها خطوات كثيرة”.
وأكد العلياوي، “إطلاق مبادرة من قبل رئيس الوزراء بزراعة 5 ملايين شجرة ونخلة في عموم العراق، وبدأنا ببرنامج كبير مع المحافظات والوزارات الساندة لزراعة هذه الكمية”.
ولفت، إلى “عمل كبير مع المنظمات الدولية بشأن كيفية معالجة النقص الحاصل في المياه من خلال إدارة مياه حقيقية وبصورة أفضل”.
وعد العلياوي، أن “تغير المناخ ليس المشكلة الوحيدة للعراق بل هناك مشاكل في إدارة المياه”.
مؤكداً “المضي بخطوات كبيرة من خلال وزارة الموارد المائية والتعاون مع المؤسسات الدولية”.
ونبه، إلى “مشكلة كبيرة في نقص المياه، والكل يعلم مساحة الخطة المزروعة بحدود واحد ونصف مليون دونم، لذلك عولجت المشكلة بالتوجه نحو الأراضي الصحراوية”.
وشدد العلياوي، على أن “الحفر في تلك الأراضي لا يكون بشكل عشوائي، بل هنالك وزارة مختصة هي وزارة الموارد المائية تقوم بالكشف عن المنطقة المراد عمل بئر فيها بشكل مشترك مع وزارة الزراعة، ويتم تحديد المناطق الواعدة”.
وأفاد، بأن “بعض الأراضي توجد فيها مناطق كبريتية ومنها جافة أصلاً حتى ولو تم الحفر بأعماق كبيرة تكون كمية المياه المنتجة غير جيدة”.
وتابع العلياوي، أن “جميع المياه التي يتم استخدامها حالياً هي على وقف المطلوب لعملية الزراعة، ولا توجد مياه تستخدم لغير العملية الزراعية”.
وذهب، إلى أن “المنتج من غير الممكن أن يزرع بأرض فيها مياه كبريتية وبالتالي تؤثر على المنتوج وتؤثر كذلك على التربة”.
ويجد العلياوي، أن “استخدام التقنيات الحديثة هو خيار لا محال ولا يوجد بديل عنه، كون كميات المياه الواصلة هذا الموسم هي قليلة”.
وتوقع، أن “تكون المياه الواصلة خلال العام المقبل أقل، لذلك مضينا بخيار التقنيات الحديثة وتشجيع المزارعين من خلال تجهيزهم بأجهزة الري الحديثة المتمثلة في الأجهزة المحورية بمبالغ تقسط على 10 سنوات بدون فوائد، إضافة إلى تشجيع الشركات على الاستيراد بدون دفع رسوم جمركية وضرائب”.
ورأى العلياوي، أن “الموسم الزراعي للعام الحالي 2023، موسم واعد ويتوقع أن المحصول الذي أنتج في هذا العام وسيباشر فيه من 1/5/2023 يصل إلى 4 ملايين طن، وهي كمية من إنتاج الحنطة لم نصل إليها منذ فترة طويلة”.
وذكر، أن “موجة الأمطار هي التي أثرت على حجم الإنتاج بعد أن كانت الكمية المتوقعة في الخطة المعدة لهذا العام لا تصل إلى 3 ملايين طن”.
وبين العلياوي، أن “وجود الأمطار شجع الوزارة على زيادة المساحات المزروعة بمليون دوم، وبالتالي زادت المساحة المزروعة وأثرت على زيادة الإنتاج وخصصت أموالها”.
ودعا العلياوي، الفلاحين إلى “تسليم منتوجهم إلى وزارة التجارة بعد اتخاذ قرار في اجتماع بحضور رئيس الوزراء مع وزارتي المالية والتجارة بتسليم أموال الفلاحين خلال أسبوعين بعد تسليم المحصول”.
أوضحت وزارة الموارد المائية، اليوم السبت، آلياتها لاستثمار مياه أمطار منتصف الأسبوع التي نوهت هيئة الأنواء الجوية عنها، فيما بينت أهم المكاسب المتوقعة في مجالي الخزن وري الأراضي الزراعية.
وقال مدير عام الهيئة العامة لمشاريع الري والاستصلاح والمتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية خالد شمال: إن” جميع تشكيلات وزارة الموارد المائية المعنية ستقوم باتخاذ الإجراءات كافة لخزن مياه الأمطار، لاسيما تلك التي ستهطل في المناطق الشمالية والغربية، في بحيرات الخزن ومقدم السدود وسدود حصاد المياه، فضلا عن بحيرات الخزن الطبيعية”.
وأضاف شمال، أن” هطول الأمطار سيحقق رية مباشرة للبساتين والمغروسات الأخرى، وبالتالي سيتم إيقاف ضخ المياه للقنوات الإروائية، فضلا عن خفض الإطلاقات المائية من مؤخر السدود باتجاه نهري دجلة والفرات”.
وتابع” فيما يخص الأمطار في المناطق الوسطى والجنوبية، فإنها ستسهم بشكل أو بآخر في رفع مناسيب الأنهر والقنوات الإروائيةـ وتعزيز إنعاش الإهوار وتحسين بيئة شط العرب وزيادة مساحات المناطق الرعوية”.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat