نجمةٌ وضّاءةٌ
ناهية حسن
ناهية حسن
في ليلةٍ مُقمرةٍ قد اكتملَ بدرُها، وقفتُ على شُرفةِ غرفتي أتأمّلُ ذاك المشهدَ البهيَّ؛ نجومٌ مُتلألئةٌ تملأٌ السماءَ، وكأنّ بينَها وبينَ القمرِ تلازمًا وحكايةَ عشقٍ لا تستطيعُ الأفولَ..
سرحتُ في خيالي إلى أُفُقٍ بعيدٍ، وأخذتْ تجولُ في خاطري كلماتٌ براقةٌ لا تليقُ إلا ببدرٍ قد اكتملَ نورُه في ليلةِ تمامِه...
إيثارٌ.. شجاعةٌ.. بأسٌ.. تضحيةٌ.. إباءٌ.. كرمٌ.. دماثةُ في الخُلُقٍ.. ثغرٌ باسمٌ.. سؤددٌ.. و... بدأتْ تلك الكلماتُ تُضيءُ ببريقِها في كُلِّ نجمةٍ أرمقُها بطرفي..
وفجأةً اقتربتْ منّي نجمةٌ وضّاءةٌ وهمستْ في أُذُني:
- أخبريني، أفيضي عليّ بما يشغلُ بالك؟
- أبحثُ عن صاحب هذه الصفاتٍ التي تتلألأُ في الأنجمِ حولَ البدر، يا ترى بمن تُليق؟
- لا تُفكّري طويلًا يا عزيزتي؛ فمولودُ هذه الليلة هو صاحبُها؛ كوكبٌ ليسَ كباقي الكواكب، شخصيةٌ عظيمةٌ قلَّ نظيرُها، إنّه قمرُ بني هاشم ولُقِّبَ بذلك لوضاءتِه وجمالِ هيبته، ولأنّ وجهه يبرقُ كالبدرِ المُنيرِ فلا يحتاجُ في الليلةِ الظلماء إلى ضياء...
إنّه أبو الفضل العباس (عليه السلام)..
نعم، كيف لا، وإنّ من أعظمِ الفضائلِ أنّه أبو الفضل كُلِّه..
ولمّا تطابقَ الجمالانِ الخَلقي والخُلُقي قيل عنه (قمرُ بني هاشم).
وإليكِ هذه المعلومة:
يعكسُ القمرُ ضوءَ الشمس ويكونُ تابعًا لها؛ وأبو الفضل (عليه السلام) يعكسُ ضوءَ الحسين (عليه السلام)؛ فهما كالشمسِ والقمر، وامتدادُ نورِه من شمسِ الحسين (عليه السلام).
وما لبثتْ أنْ أكملتْ كلامَها وتوارتْ عن ناظري إلّا ودموعُ الشوقِ قد هزّتني فانبسطتْ أجنحةُ الحنينِ لتُحلّقَ بروحي ولتحطَّ رحالَها بينَ الحرمين، وتسجدَ على أعتابِ تلك القُبتين، وتهمسُ بقلبٍ شجي حزين، السلامُ على أبي الفضل السلامُ على الحُسين..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat