ترامب يباغت قمة الدول السبع ويدعو إلى التراجع عن «طرد» روسيا
لم يُجدِ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته الاستفادة من قمة الدول السبع لحل ما يعتبره «الاتفاقات التجارية غير العادلة» مع الحلفاء في مجموعة الدول الصناعية في تلطيف أجواء القمة التي احتضنتها كيبيك الكندية. وأجواء التوتر التي بلغت الذروة مع قرار ترامب، الذي كان آخر القادة الواصلين، المغادرة باكراً اليوم انعكست على أسواق المال العالمية التي تراجع معظم مؤشراتها.
وفي خضم الغضب الأوروبي- الكندي الشديد من السياسات التجارية الأميركية طرح ترامب اقتراحاً أمام نظرائه في المجموعة، إذ دعاهم إلى التفكير في إعادة روسيا التي «طردت» قبل أربعة أعوام عقب احتلالها جزيرة القرم.
وفيما أكد الاليزيه اجماعاً أوروبياً على عدم عودة روسيا الى مجموعة الدول السبع، حذر رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك من أن محاولة الرئيس الأميركي إلغاء أو تعديل عدد من الاتفاقات الدولية تشكل تهديداً للنظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال توسك للصحافيين قبل القمة: «النظام الدولي القائم على القواعد يواجه تحديات، والمفاجئ أن ذلك لا يحدث عبر المشتبه بهم عادة بل من مهندسه وضامنه الرئيسي، الولايات المتحدة».
وانطلقت قمة السبع وسط إجراءات أمنية مشددة، وبجدول أعمال يتضمّن خمسة موضوعات رئيسة، يتقدّمها الاستثمار في النمو الاقتصادي، وتمكين المرأة، ومكافحة الاحتباس الحراري. لكن الخلافات الملتهبة بين الحلفاء (الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وفرنسا واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي) والتي تطاول التجارة والرسوم الجمركية فرضت نفسها بقوة على القمة، على رغم أنّها غير مدرجة على أجندة القادة.
وبعد الانتقادات المتتالية منذ أيام، لقي ترامب استقبالاً فاتراً، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، اجتمعوا قبل بدء القمة للإعراب عن نفاد صبرهم من تهديدات ترامب بحرب تجارية. وبعد المحادثات قال ماكرون إن زعماء مجموعة السبع سيضغطون في شأن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على واردات المعادن ولكن «يجب أن يبقوا مهذبين» بينما يحاولون إقناعه بتغيير موقفه.
وتوترت أجواء القمة، وهي الثانية التي يشارك فيها ترامب منذ توليه الرئاسة، مع إعلان البيت الأبيض قراراً بعدم حضور الرئيس الأميركي القمة حتى ختامها، على خلفية مشاحنة بينه وماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ما يعني عملياً غياب ترامب عن توقيع الوثيقة النهائية لقرارات القمة. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن ترامب سيغادر في ساعات الصباح الأولى اليوم وليس في النصف الثاني من النهار كما كان مقرراً، ولن يحضر لقاء قادة دول المجموعة لبحث شؤون البيئة والتغيرات في المناخ وتلوث المحيطات، كما لن يحضر غداء العمل الرئاسي.
وعكست تصريحات ماكرون عدم الاهتمام بهذا «التغيّب»، إذ قال: «الرئيس الأميركي قد لا يعارض العزلة، ونحن أيضاً لا نمانع في توقيع اتفاق بين الدول الست إذا لزم الأمر». ويعكس ذلك رداً استباقياً حيال ما تردّد عن تفضيل ترامب عدم صدور إعلان ختامي عن القمة.
وبدا أنّ سيد البيت الأبيض فضّل مغادرة منتجع مالبي في مقاطعة كيبيك لقضاء بعض الوقت في سنغافورة والتحضير لمحادثاته التاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون المرتقبة الثلثاء المقبل... وأن الرئيس الأميركي حاول الظهور في صورة الراغب في مشاركة فاعلة عبر تغريدة قبل ساعات من القمة عن «تطلعه» إلى تسوية الخلافات، وعزمه الاستفادة من الملتقى لـ «تسوية الاتفاقات التجارية غير العادلة مع دول مجموعة السبع». لكن النبرة الإيجابية لم تصمد طويلاً، إذ ختم تغريدته قائلاً: «إذا لم يحدث ذلك، سيكون أفضل». وقال في تغريدات لاحقة أن ليست لديه أي نية للاعتذار أو التراجع.
ويعكس السجال الشرخ الذي تعانيه المجموعة (التي وصفتها الصحف الفرنسية بمجموعة 6 ضد 1) منذ فرض ترامب رسوماً على واردات الصلب والألمنيوم من الدول الحليفة، ما دفعها في المقابل إلى إجراءات مضادة.
وزاد الرئيس الأميركي من جرعة التوتر بدعوته إلى إعادة روسيا إلى المجموعة، إذ قال: «طردوا روسيا وعليهم إعادتها... يجب أن تكون معنا على طاولة المفاوضات».
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat