• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع :  دفاتر لاتحرقها النيران  .
                          • الكاتب : وفاء الطويل .

 دفاتر لاتحرقها النيران 

 تنشقّ الذاكرة عن أروقة خفية، تتسلل منها أسرار لا يراها سوى العابرين بالبصيرة.  

ذاكرة تدحرج نفسها كحصاة صغيرة في يد الدهر
بين استشهاد/ وخروج/ ومشعر/ وغدير
يسجد المدى والشجر معًا، لأسماء الأوفياء حيث تخلد في دفاتر لا تحرقها النيران.
 
زفاف النورين "عليهما السلام"
تنفّستِ الأرواح سُجودًا، تلألأت الشموس
ببسم الله تهادت نجمتان من سماء الطهر على كفّ نبوّة...
جمع النور بالنور، فانبثق الحسن المقدس

بِقُدْسٍ قَدْ تَنَفَّسَتِ النُّفُوسُ
وَبَسْمَلَةٍ تَلَتْ تِلْكَ الشُّمُوسُ

تَهَادَتْ نَجْمَتَانِ عَلَى يَدَيْهَا
كَأَنَّ الحُسْنَ فِي الدُّنْيَا دُرُوسُ

تَلَاقَى اليُمْنُ فِي النُّورَيْنِ حَتَّى
لِأَحْمَدَ فِي الوَرَى بَرَزَتْ عَرُوسُ

وَلَيْسَ لَهَا سِوَى الكَرَّارِ كُفْؤٌ
وَلَا صِنْوٌ لَهَا فَهُوَ الأَنِيسُ

وَهَـٰذَا الحَفْلُ لَألَاءٌ وَفِيهِ الْـ(م)
أَمِيـنُ بِوَفْدِ أَمْلَاكٍ جُلُوسُ

وَفِيهِ مِنْ جَلَالِ اللهِ سِرٌّ
وَفَيْضُ مَسَرَّةٍ فِيهِ الطُّقُوسُ

وَيَا طُوبَى عَلَى أَهْدَابِ فَجْرِ الـ
ـيَوَاقِيتِ انْثُرِي، تَهْنَا النُّفُوسُ

وَحُورُ العِينِ تَلْتَقِطُ العَطَايَا
بِأَنْقى الدُّرِّ، أَتْرَعَتِ الكُؤُوسُ

فَطُوبَى يَا رَسُولَ اللهِ طُوبَى
بِهَـٰذَا العَقْدِ، وَالعِقْدُ النَّفِيسُ 
 
شهادة الإمام الباقر "عليه السلام"
يتآمرون على قتلك، لأنّك الأكثر علما وحلما وبلاغة...
اغتالوك... ليطفؤوا النور، أ يخبو النور بالسُّم...
نحن أبناء هـٰذا الزمن، ما زلنا نحمل كلماتك مشاعل تنير لنا عتمة الأزمنة، ففيها كل ملامح النُّبل والقداسة التي تاهت عن هـٰذا العالم

وَجْهُ المَدِينَةِ إِنْ تَجَلَّى البَاقِرُ  
يَسْرِي الضِّيَاءُ، وَتَسْتَفِيقُ بَصَائِرُ

فِي كُلِّ أُفْقٍ صَوْتُ حَقٍّ نَاطِقٌ 
وَبِهِ النَّبِيُّ عَلَى البَسِيطَةِ حَاضِرُ

يُحْيِي مَعَارِفَ جَدِّهِ بِمَهَابَةٍ  
وَبِفَيضِ أَسْرَارِ السَّمَا وَيُحْاورُ

ذَابَتْ نِيَاطُ الكَوْنِ لَمَّا مَسَّهُ  
ظُلْمٌ لِيَرْحَلَ بَيْنَ يَبْقَى المَاكِرُ

سُقِيَ الحُتُوفَ بِكَأْسِ حِقْدٍ آثِمٍ  
أَعْمَى وَسَلَّطَهُ الوَضِيعُ الغَادِرُ

فَسَرَى وَنُورُ الشَّمْسِ أَطْفَأَهَا الشَّجَا
فَبَكَتْ عَلَيْهِ عَقِيدَةٌ وَمَنَابِرُ
 
خروج الحسين "عليه السلام" من مكة.
في ليلةٍ موجعة جاءها مودعًا، لامسًا أستارها، انحنت عليه هامسة "إلى أين يا نور عيني؟" 
-إلى حيث الطور، حيث أمرني ربي
اتسع السكون، فكل خطوة من هنا إلى هناك، هي ارتقاءٌ في سلم البلاء. 

وَجَعٌ يَسْرِي عَلَى وَجْهِ الزَّمَانِ
وَخُطَى تَمْشِي عَلَى نُورٍ أَغَر

حِينَ وَدَّعْتَ الحَطِيمَ انْسَابَ مِنْ
حَدَقِ الكَعْبَةِ شَلَّالُ الدُّرَر

يَا ابْنَ طَـٰهَ، وَفُؤَادُ الدِّينِ يَدْرِي
أَنَّ فِي خَطْوِكَ مَحْتُومَ القَدْر

وَخَرَجْتَ الآنَ وَالأَمْيَالُ تَنْعَا (م)  
كَ وَتَدْرِي الطَّفَّ حَقْلًا مِنْ شَرَر

أَيُّهَا السَّارِي المَنَايَا خَلْفَكُمْ  
أَيُّهَا الرَّاحِـلُ، وَالدَّهْرُ انْكَسَر

هَا هُنَا تُصْغِي لَكَ البَيْدَاءُ إِذْ
قَلْبُكَ اسْتَرْجَعَ يَا رُوحَ الغَرَر 

كُلُّ مَنْ فِي الرَّحْلِ فِي الرُّكْبِ فِدًا
لِعَرَى الإِسْلَامِ، سَيْفٌ مُدَّخَر
  
/عيد الأضحى المبارك.
نقلب تقويم الغيب عند عتبة المشعر الحرام  
في قلوبنا نبضُ مواكب، وفي أعيننا فجرٌ يتلعثم.  
متى نحج بحجك يا صاحب الزمان؟
لن يكون العيد عيدًا... حتى يُزهر العدلُ من أطراف عباءتك.

عِيدُ الغِيَابِ... وَهَلْ بِالعِيدِ نَحْتَفِلُ؟
إلَّا إِذَا جَاءَ مِنْ كَفِّ السَّمَا الأَمَلُ

إلَّا إِذَا أَطْلَقَ المَوْعُودُ دَعْوَتَهُ
وَمَهَّدَتْ فَوقَ أَهْدَابِ المَدَى السُّبُلُ

وَجَاءَ يَتْلُو عَلَى الدُّنْيَا مَحَجَّتَهُ
وَخَلْفَهُ كُلُّ خَلْقِ اللهِ تَمْتَثِلُ  

يَرُفُّ فَجْرٌ أَغَرٌّ فِي مَوَاكِبِهِ  
وَتَأْمَنُ الأَرْضُ، لَا خَوْفٌ وَلَا وَجَلُ  

وَتُبْعَثُ الشَّمْسُ مِنْ أَمَادِ رَقْدَتِهَا 
كَأَنَّهَا الآنَ فِي الآفَاقِ تَكْتَمِلُ 

وَيُورِقُ العَدْلُ فِي جَنْبِي عَبَاءَتِهِ  
يَخْضَرُّ فِي رَاحَتَيْهِ السَّهْلُ وَالجَبَلُ  

وَتَنْثَنِي فَوْقَ أَعْطَافِ الزَّمَانِ رُؤًى  
مِنْهَا الحَجِيجُ بِيَا لَبَّيْكَ تَبْتَهِلُ  

يَا عِيدُ تَأْتِي إِلَيْنَا اليَوْمَ مُنْفَرِدًا  
مَتَى الجُفُونُ بِمَنْ نَهْوَاهُ تَكْتَحِلُ

حُبْلَى الحَيَاةُ وَقَدْ شَاقَتْ لِأُمْنِيَةٍ
لَهَا قُلُوبُ الوَرَى بِالشَّوْقِ تَشْتَعِلُ  
_______________
15/ ولادة الإمام الهادي "عليه السلام".
اقتُلِع البابُ، وسقط عند دار المقدس.
بحثوا عنه
رآه الحارس ساجدًا...  
والريح تدور، كأنها تتلقى أمرًا من همس صلاته.

وُلِدَ الفَجْرُ عَلَى أُفْقِ صَرْيَّا
فَارْتَقَى الضَّوْءُ سُجُودًا لِلثُّرَيَّا

جَاءَ مِنْ رَحْمِ النُّبُوَّاتِ عَلِيٌّ
يَنْثُرُ الأَكْوَانَ نُورًا أَبَدِيَّا
كَوْكَبٌ زَاهٍ، وَنَجَمٌ أَحْمَدِيٌّ
وَسِرَاجٌ جَعَلَ الدَّهْرَ نَدِيَّا 

سَطَعَتْ مِنْهُ تُخُومُ الأَرْضِ عِلْمًا
إِذْ هَدَى الأَذْهَانَ هَدْيًا عَلَوِيَّا
  
كَانَ فِي التَّكْوِينِ تَسْبِيحَةُ عِشْقٍ
وَدُعَاءٌ لَمْ يَزَلْ ذَكْرًا عَلِيَّا

هُوَ خَتْمُ اللهِ فِي سَفْرِ المَعَالِي
وَهْوَ سِرٌّ كَانَ فِي الغَيبِ جَلِيَّا

كَمْ تَجَلَّى فَوْقَ أَهْدَابِ اللَّيَالِي
رَاكِعًا فِي قَابِ قَوْسَيْنِ وَشَيَّا
 
عيد الغدير الأغر.
يوم قائض، لا ظلّ فيه، ولا صوت...
إلا رجع: "من كنتُ مولاه..."
لم يكن جسدي فيهم، إنما روحي سمعتها...
ومنذ ذاك اليوم، كبرت أنفاسي في الغيب، أطوي الزمان منتظرًا أن يُبايَع الخاتم.

سَلَامٌ عَلَى يَوْمٍ بِهِ الخَيْرُ يَزْخَرُ
وَفِي أُفْقِهِ تَاجُ الوَلَايَةِ يُزْهِرُ

سَلَامٌ عَلَى يَوْمِ الغَدِيرِ وَنُورِهِ
عَلَى ذِكْرِهِ الألَاءُ كَالمُزْنِ تُمْطِرُ

تَهْبَّطَ فِيهِ الوَحْيُ وِرْدًا عَلَى الهُدَى
وَعِطْرُ عَلِيٍّ فِي المَدَى يَتَكَوثَرُ

هُنَاكَ أَوَى نُورُ السَّمَا فَوْقَ رَاحَتَيْـ (م)
ـهُمَا وَالنِّدَا الوَضَّاءُ بِالعَهْدِ يَصْدُرُ

وَشَمْسُ التَّجَلِّي حَوْلَ خُمٍّ تَأَلَّقَتْ
فَصَافَحَهَا كَفُّ الزَّمَانِ يُكَبِّرُ

هَنِيئًا تَجَلْجَلَ لِلْوَصِيِّ عَلَى المَلَا 
"فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ" لِذَا النَّهْجِ يُسْبِرُ

وَغَائِبُهُمْ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ شَاهِدٌ
وَأَنْفَاسُهُ فِي الغَيْبِ تَنْمُو وَتَكْبُرُ

لَهُ البَيْعَةُ البَيْضَاءُ تَأْتِي بِمَوْعِدٍ  
تُزِيحُ دُجَى الأَزْمَانِ وَالدَّهْرُ يُسْفِرُ

فَهَنِّئْهُ بِاليَوْمِ المُعَظَّمِ رَافِعًا  
لَهُ نَدْبِةً وَاسْأَلْهُ أَيَّانَ تَظْهَرُ؟

وَسَلِّمْ عَلَيْهِ كُلَّمَا لَاحَ كَوْكَبٌ  
وَمَا رَفَّ فِي رَوْضِ البَسِيطَةِ أَخْضَرُ
 
بيعة أمير المؤمنين "عليه السلام"
عطرٌ قديمٌ، ينبثقُ من جرحٍ عميقٍ، والناسُ تهمسُ...
بيعةٌ تُنبتُ فجرًا من العدم، عليٌّ يغرسُ النورَ في ظلِّ الخراب
والمدى يكتبُ اسمه على صفحات العدالة.

وَمَــدَدْتُ كَــفِّي لِلوَصِيِّ مُبَايعًا
فَتَـدَفََّـقَـتْ أَنْـوَارُهَـا فِـي أَضْـلُـعِـي

مَلَكَتْ فُـؤَادِي رَعْـشَـةٌ قُـدْسِـيَّـةٌ
وَالـرُّوحُ تَـسْـبَـحُ فِـي الفَـضَـاء الأَرْوَعِ  

شهادة ميثم التمار
تدلّى صابرا... فأنت السماءُ...
تشققَ الجذعُ ونزف دما
ارتوت الأرض منه فأزهرت فلًّا في دروب العابرين.

مُتَدَلِّيًا مِنْ جِذْعِهِ مُتَعَلِّقًا
وَالمَوْتُ يَنْفُثُ فِي الجِرَاحِ بُخَارَهُ

وَالثَّغْرُ بِالحَقِّ المُقَدَّسِ نَاطِقًا
وَعَلَى عِدَا الكَرَّارِ يَنْفُخُ نَارَهُ

تَرِبَ الثَّرَى بِدِمَائِهِ حَتَّى قَسَى
وَالجِدْعُ يُنْقَلُ لِلدُّنَا أَخْبَارَهُ

لَفَحَ الهَجِيرُ جَبِينَهُ لِتُؤَرِّجََ الـ (م)
أَزْمَانُ حَتَّى يَوْمِنَا أَزْهَارَهُ
 
هُوَ مَيْثَمُ التَّمَّارُ تَعْرِفُهُ السَّمَا
وَهِيَ الَّتِي حَفِظَتْ لَنَا أَسْرَارَهُ
 
المباهلة
"أنوار من يقين"
تقدّموا...
لم يرَ النصارى وجوهًا، بل يقينًا متجسدًا... فانسحبوا.

يَـوْمٌ تَمَيَّزَ بِالسِّمَاتِ الفَاخِرَة
حَدَثٌ بِهِ فِكْرُ الخَلَائِقِ حَائِرَة

خَرَجَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ فِي أَهْلِهِ
شَمْسٌ وَتَتْبَعُهُ النُّجُومُ الزَّاهِرَة

حَمَلَ اليَقِينَ بِكَفِّهِ مُتَسَلِّحًا
بِاللهِ، وَالثِّقَةُ العَظِيمَةُ ظَاهِرَة

يَمْشِي وَآيَتَهُ تُنِيرُ طَرِيقِهِ
وَالكَوْنُ يَشْهَدُ وَالمَلَائِكُ حَاضِرَة

وَلَهُ النَّصَارَى يَنْظُرُونَ بِرَهْبَةٍ
صُفْرُ الوُجُوهِ كَمَا الفَيَافِي القَافِرَة

ذُهِلُوا وَقَدْ ذَابَتْ حُرُوفُ بَيَانِهِمْ
رَفَضُوا التَّبَاهُلَ وَالْقُلُوبُ مُغَادِرَة

وَانْهَدَّ زَعْمُ الشَّانِئِينَ وَأُطْفِيَتْ
أَنْفَاسُ شَكٍّ فِي الضَّمَائِرِ ثَائِرَة

وَتَنَاثَـرَتْ بِـيَنَ العَوَالِمِ نَفْحَـةٌ
قُدْسِيَّةٌ مِنْ آلِ أَحْمَدَ عَاطِرَة
/نزول سورة هل أتى
من بيت النور الصائم، شبع الندى...  
ثلاث ظلال يطعم الضوء، ويكتفي بالماء.  
العوز يطرق الباب، يفتحه الكرم دون أن يسأل عن هويته.  
في الليلة الثالثة، نزلت سورة تطعمهم للأبد...

مِنْ خَيْرِ بَيْتٍ سَادَهُمْ خَيْرُ الوَرَى
خَطَّتْ يَدُ الرَّحْمَـٰنِ فِيهِمْ مَا جَرَى

الصَّائِمُونَ القَاصِدُونَ بِنُسْكِهِمْ
وَجْهَ الإلَـٰهِ فَبَايِعُوا وَهُوَ اشْتَرَى 

يُوفُونَ نَذْرًا يَتَّقُونَ بِصَوْمِهِمْ
يَوْمًا بِهِ الأَرْوَاحُ تُنْشَرُ كَالذُّرَى
 
شَبَعَ المَدَى مِنْ جُوعِهِمْ، فَتَنْزَّلَ  
القُرْآنُ بِـ "الإِنْسَانِ" ذِكْرًا مُزْهِرَا

وَوَقَاهُمُ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَرِّ المَعَا (م)
دِ وَنُضْرَةٌ فِي الحَشْرِ، قَالَ مُبَشِّرَا
** 
واقعة الحرة
"هتكت يثرب"
أثقل الليل أهدابه على طيبة
حين دوّت سنابك الخيل غرب المسجد، تدحرجت التكبيرات مذبوحةً بين الأزقة...
رأى الناس الدين يسحق تحت أقدام الشرذمة.

يَا صَدَى الأَوْجَاعِ فَوْقَ السُّمْرِ مَذْبُوحَ الصَّدَى
أَ دَمُ الأَحْرَارِ فِي الحُرَّةِ مَسْفُوحًا غَدَا؟

وَحَرِيقُ البَغْيِ فِي أَحْشَاءِ إطْلَالِ الهُدَى

أَ بُكَاءُ الغَيْمِ فِي كَفِّ المَدَى بَعْدَ الرَّدَى

وَسَقَى طَيْبَةَ بَعْدَ العِزِّ ذُلًّا وَأَذَى




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=209358
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 10 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 10 / 23