في الكون أشياء عابرة، كثيرة هي الأشياء العابرة...
وفي الكون أشياء زائلة، كثيرة هي الأشياء الزائلة...
وهناك أشياء لا يمكن أن تزول، كأن الدنيا جسد والمشاعر روح لا تموت
قطرات دم تصعد للسماء تعانق الملكوت في ابتسامة طفل كربلائي الدم...
تجد القصيدة ندى، والمدى كربلاء / الحلم ـــ الوطن ـــ الشمس ـــ الأمل ـــ والشهادة والشهداء...
والحرف راية تخفق للعلى عزا، وحياة...
بلغة الشعراء اسأل كيف تتوهج الجراح في كل عشق قوافي للحنين؟
والشاعر يعبر ليل التواريخ بدمع صبور، يدخل عوالم النصرة ملاذا ليعيش الطف جراحا من عويل، عله يصد سهما عن جسد الحسين وهو يصلي، ومن حقي أن أمد الحوار أسئلة، هل من الممكن العبور لأزمنة تعايش المصير، أن تحضر الطف نصيرا أو بعض نصير؟
سؤال من منبع الضمير...
هل بات الرضيع الذبيح في حضنك يوما؟
ـ سؤالك كالسهم في جسد المعنى، كأنك تستنطق جرح القصيدة.
أي صدر آوى الغيث قبل أن يهطل
وأي حضن يسع كبد الحسين حين هوى
فليكن الجواب على سؤالك من عمق الوجد الوجداني ... شرفٌ لي أن أحتضن الفكرة كفكرة، فكيف بي إن كانت تلك الفكرة لطيف الرضيع؟
شرف أن أضم إلى صدري صدى بصمته، ووهج شهادته، وأن أسمع في ليل التأمل أنين المهد المذبوح...
يكفيني أن أحتضن فكرة تلبية للنداء، طفولة مسفوحة نطقت بصرخة
"لبيك يا حسين"... فداء لك منحري وفؤادي
أي بضعة هذه التي سمعت النداء... فوعت، وأجابت في المهد!
لتتفتح مسامات روحه للشهادة، ويقدم نحره الندي قربانا لدينه ونصرة لعقيدته ولإمام زمانه
موؤود كربلاء
كَارْتِجَافِ الصَّوْتِ فِي مَهْدِ الرَّضِيعِ
ذَبْحُهُ ذَبْحُ الْبَرَاءَاتِ الفَجِيعِ
لُغَةُ الْإِخْلَاصِ نَزْفٌ فِي دِمَاهُ
كُلُّ نَبْضٍ فِيهِ لَبَّى بِخُشُوعِ
حِينَ خَرَّ السَّهْمُ فِي نَحْرٍ مَهِيبٍ
صَاحَ وَجْهُ الْكَرْبِ يَشْكُو بِالدُّمُوعِ
وَهْوَ فِي كَفِّ السَّمَا ظَمْآنُ يَبْكِي
عِنْدَ نَهْرٍ وَالرَّوَا فَيْضُ النَّجِيعِ
خَطَّ خَطُّ السَّهْمِ فِي الْحَدَّيْنِ حَدًّا
دُونَ قَطْرِ الْمَاءِ بِالذَّبْحِ السَّرِيعِ
فَاجْتَبَاهُ اللهُ قُرْبَانًا شَهِيدًا
وَارْتَقَى صَبْرًا إِلَى الْمَجْدِ الرَّفِيعِ
وَغَدَا فَرْضُ الْمُنَاجَاةِ خُلُودًا
فِي صَلَاةِ الطَّفِّ بِالرُّزْءِ الْمُرِيعِ
كَيْفَ لا يَحْتَضِنُ الْمَوْؤُودُ حَرْفِي
وَفُؤَادِي فِيهِ أَنَّاتُ الصَّرِيعِ
إِنَّهُ بَابُ الرَّجَا فِي كُلِّ بَأْسٍ
وَبِهِ أَطْرُقُ أَبْوَابَ السَّمِيعِ
|