
من يقرأ تاريخ آل البيت عليهم السلام, يجد أنَّهم كانوا محطَّ أنظار رؤساء الديانات, وأرباب النِّحل, ومفكّري العالَم, والمؤمنين والملحدين على شرْعٍ سواء.
فليس غريباً أن يكون وريث سلالة النبوَّة, وسليل الأئمة, وقائد الأمَّة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد السيستاني - دام ظلُّهُ - محطَّ أنظار زعامات العالَم الدينيَّة ومنهم البابا الأعظم, أعلى سلطةٍ روحيَّةٍ للمسيحيَّة في العالَم.
هذه المرجعية, وهي تنمو كالزهرة في ربيع الحوزة,
تستمدُّ قوتَها من صحراء هذه الأرض القاحلة,
وتستعيرُ معنوياتُها من سماءِ تلك القبَّة الشامخة
والتي وقفت أمام موجَّةٍ من التحدِّيات التي غلَت في قلوب بعضهم بمرجل الحقد والحسد,
فشوَّهوا صورتَها الناصعة, فما ازدادت إلَّا جمالا,
وشككوا في حضورها العلميِّ فما أربَتْ إلَّا عُلُوَّا,
وجيَّشوا الجيوشَ لتسقيطِها فصارت القلعة التي يعزُّ فتح حصونِها,
وحشَّدوا الإعلامَ لتوهينِها فصارت الحصن الذي ندُرَ اقتحام قلاعه,
اليوم هي شمسُ الشريعةِ البازغةُ على أفق التشيّع,
وقمرُ الفقاهة المُنير في سماء الإسلام,
وليت البابا يعلم أنَّه اليومَ سيطأُ بقدميه أرضاً خلَع فيها موسى نعِلَيْه,
ويقابِلُ زعيماً تنقادُ له القلوب قبل القوالب,
ووترضخُ له الأرواحُ قبل الأبدان,
فله الشرف في مقابلة نائب الإمام المعصوم - عليه السلام - وليعلم أن علياً السيستانيَّ أولى من البابا بالمسيح عيسى, لأنَّ زهدَه كزهدِهِ, وسيرتَهُ تترسَّم خطى سيرتِهِ, وأنَّ الروحانيَّة الحق ملأ قلب ذاك الرجل القابعِ في كِسْرِ بيتِهِ,
فعلى الفاتيكان أن يرفع راية (ياحسين) على أعمدة الكنائس, وأبواب الأديرة, احتفاءً بزيارة البابا لسماحة السيد, وليس العكس.
دُمتَ لنا خيمةً أيها الوطنُ المُنحني في شموخ,
أبانا الذي جليس بيتِهِ في النَّجف الأشرف,
ذلك السيستانيُّ الذي عققناه.
|