المَرجِعِيّةُ الدِّينِيّةُ العُليا للمُقاتِلِين الأبطال: إنّكم أيُّها الأحبّة ترسمُونَ مستقبَلاً مشرِقاً لبلدِكِم ولأبنائه، وستفتخرُ بكمُ الأجيال كما نفتخرُ نحن بكم..

أشادت المرجعيّة الدينيّة العُليا بالانتصارات الباهرة التي يحقّقها أبطال العراق المدافعين عن أرضه وشعبه ومقدّساته من القوّات المسلّحة وأبناء الحشد الشعبيّ، مؤكّدةً أنّهم يرسمون مستقبلاً مشرقاً لبلدهم ولأبنائه ويدافعون بأرواحهم ودمائهم الغالية التي أرخصوها لهذا البلد، وستفتخر بهم الأجيال كما نفتخر نحن بهم وسيعيشون نعمة الاستقرار والأمن والأمان بفضل هذه الدماء الزكيّة، وسيزفّ هؤلاء الأبطال الى العراقيّين جميعاً بشائر النصر، داعيةً الله تعالى أن يمكّن هذه القوّات من دحر وطرد الإرهابيّين من جميع أراضي العراق.
جاء هذا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (4جمادى الآخرة 1438هـ) الموافق لـ(3آذار 2017م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) حيث قال سماحته:
إخوتي أخواتي أعرض على مسامعكم الكريمة أمرين:
الأمر الأوّل: في الوقت الذي تتحقّق الانتصارات الباهرة من قبل أبطال العراق المدافعين عن أرضه وعرضه ومقدّساته من الجيش والحشد الشعبي والطيران والشرطة الاتّحادية وجميع أفراد القوّات الأمنيّة، ندعو الله تعالى وكلّنا إيمانٌ وثقة أنّه تعالى سيُمكّن هذه القوّات البطلة من دحر وطرد الإرهابيّين من أراضينا جمعاء، وسيزفّ هؤلاء الأبطال الى العراقيّين جميعاً بشائر النصر بعونه تعالى، فللأعزّة من أبناء هذه القوّات كلّ الثناء ولجهودهم التسديد والنصر القريب، إنّكم أيّها الأحبّة ترسمون مستقبلاً مشرقاً لبلدكم ولأبنائه وتدافعون بأرواحكم ودمائكم الغالية التي أرخصتموها لهذا البلد، وستفتخر بكم الأجيال كما نفتخر نحن بكم، وسيعيشون نعمة الاستقرار والأمن والأمان بفضل هذه الدماء الزكيّة، كتب الله لكم النصر وأعزّكم في الدنيا والآخرة وأنزل الله تعالى شآبيب رحمته على الشهداء الأعزّاء ومنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، ولا ننسى العوائل الكريمة التي لا زالت تدفع وتحثّ أبناءها البررة لخوض معركة الشرف والكرامة والوجود، متناسيةً جميع الظروف الصعبة التي تمرّ بها أغلب هذه العوائل من شظف العيش وقلّة ذات اليد، وكذلك الثناء للإخوة الميسورين الذين لا زالوا يواكبون هؤلاء الأحبّة بما يتيسّر لهم من مؤونة ودعم مادّي ومعنوي.
الأمر الثاني: في ذكر بعض الآيات الشريفة من سورة الكهف وتحديداً الآية التاسعة والعشرون والآية الثلاثون، قال الله تبارك وتعالى في بعض هذه الآيات الشريفة من سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا)، هذه الآية كبقيّة الآيات الشريفة توقظ في أنفسنا شيئاً (وقل الحقُّ من ربّكم) إخواني الحقّ عادةً أبلج واضح كالنهار أو كالشمس، لكنّ المشكلة ليست في الحقّ بل المشكلة في الذي لا يرى الحقّ، والإنسان يُمكن أن يطبع على قلبه بحيث لا يميز، وهذه ليست مشكلة بل أعقد المشاكل أنّ الإنسان لا يميّز بين الحقّ والباطل، وإلّا فالحقّ يحتجّ به الله علينا أن أنا أظهرت الحقّ من باب الحجّة، (الحقّ من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الله تعالى لا تضرّه معصيةُ وكفرُ الكافر ولا ينفعه أيضاً إيمانُ المؤمن..
يتبع ...