وسيلتان لغاية واحدة.. عبادات ومعاملات
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سامي جواد كاظم

كل من يؤمن بوجود الله يامل رضا الله ولعل الدين الاسلامي الاكثر تاكيدا على هذا المطلب من دون كل الديانات ، ورضا الله هي الغاية اما الوسيلة فتنقسم الى قسمين وسيلة العبادات ووسيلة المعاملات ، ولا يمكن لاحدهما تصل بمن يلتزم بها الى طريق الجنة .
لو المسلم صلى الفرائض ومعها الليل وحتى صلاة جعفر الطيار وكل سنة يذهب الى الحج ولا يفوت زيارة الائمة عليهم السلام ويتزهد في حياته ويصلي على محمد واله كذا مرة ويعتكف في المساجد من اجل الاتصال والتواصل مع الله عز وجل ، فهل سينال المطلوب ؟ كلا وحسابه عند الله عز وجل سواء كان بالاجر او العقاب ، لماذا ؟ لان هنالك التزامات اخرى يجب ان يؤديها ، قد يمنحه الله عز وجل بعض النعم المعنوية والمادية في الدنيا جزاء ما قام به اما الحساب الاخروي سيكون عسيرا جدا ، لان الاسلام يرفض الرهبانية جملة وتفصيلا وقد وردت الروايات الكثيرة بهذا الخصوص .
ولو المسلم التفت الى المعاملات وكرس جهده وجهوده للتجارة والصناعة وحتى العلوم التجريبية في الاكتشافات بكل مجالاتها وخصوصا الطبية التي لها الكعب المعلى في انقاذ البشرية من الامراض ، اضافة الى صناعة الاجهزة بمختلف تصنيفاتها والتي جعلت التطور في حياة الانسان يقطع شوطا طويلا ، والكومبيوتر والانترنت والطائرات والمترو والاعلام وغيرها لكنه لا يؤمن بالواجبات الروحية مع الله عز وجل ، فهل سينال مرضاة الله ؟ كلا ، اذن كيف سيكون الحساب ؟ سيكون جزاؤه في الدنيا نظير اعماله فيها من شهرة او منصب او مال، اما في الاخرة فالحساب يختلف جذريا لان اول سؤال للعبد هي كيف كان التواصل مع الله عز وجل ؟.
الانسان اجتماعي وحتى يتقن المعاملات عليه الالتزام بالعبادات وليس من الصحيح ان ينتقد اصحاب العبادات رجال المعاملات والعكس كذلك ليس من الصحيح اصحاب المعاملات يتهجمون على رجال العبادات ، فلكل طرف حاجة الى الطرف الاخر .
العبادات التي تهذب النفس غايتها ليست نقاء التواصل مع الله عز وجل فقط بل لسلامة التعامل مع بقية افراد المجتمع كل حسب صلته بالفرد .
والمعاملات لا سيما الصناعات الخطيرة التي عندما يكون صانعها رجل لا يفقه بالدين والاسلام فانه لا يتورع في استخدام مبتكراته ومخترعاته لابادة البشرية وهذا ما هو عليه الغرب لا سيما امريكا التي هي الدولة الوحيدة التي استخدمت النووي في ابادة شعبين في هيروشيما وناكازاكي ، وهي أي امريكا ومعها الصهيونية هما الاول في استخدام الاسلحة الكيمياوية واليورانيوم المنضب بحق الشعب الفلسطيني والعراقي وغيرهم .
من هنا يكون المسلم اما م واجب مهم هو النهوض بالجانب العلمي لمجتمعه وليس فقط حفظ المستحبات ، فماذا يستفيد من يلتزم بالصلاة والصوم ولم يقدم اية خدمة للمجتمع، اليس من ضمن اركان الاسلام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهاذان الركنان الا يعني علاقة المسلم بالاخرين في تنقية التصرفات من المنكر وتعويدها على المعروف ؟
احقر كلمة اسمعها من وسائل الاعلام عندما يصف من يخالفه بالكافر ، وحقيقة هذه الكلمة تدل على ضعف قائلها فلو انه ارتقى بمستواه ووصل الى افضل ما وصل اليه من يقول عنه الكافر لما وصفه بالكافر بل لما التفت اليه ، ولكنه لنقص في ثقافته العلمية يتهجم على الاخرين .
من يثق بنفسه وبمعتقده وبسلامه عمله لا يلتفت اطلاقا او لا يشتم اطلاقا من يخالفه .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat