رسائل وخطابات بين الأحياء والأموات.
غالب الحبكي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
غالب الحبكي

لا شك حين تتحدث الأرواح وتصوغ لنا دروس الحياة في عالم الأحلام والرؤى، تتجلى زيارات والرؤى ، وتلك التي لا نتوقع بأنها تزور منامنا، خصوصاً من أولئك الذين غادروا هذه الدنيا، لتترك أثراً في نفوسنا وتثير تساؤلات عميقة حول طبيعة التواصل بين الأحياء والأموات.
قد يرى البعض هذه الزيارات في المنام على أنها نذير شؤم أو رسائل تحمل طابع الخوف والرهبة، لكنها قد تكون ذات منفعة عظيمة لمن يحسن تأويلها.
لقد وجدت، من خلال قراءاتي لتلك الرؤى وتجربتي الشخصية، أن أغلب الرؤى التي تجمعنا بأحبابٍ رحلوا تحمل في طياتها إشارات ذات مغزى، تتيح لنا فرصة للاتصال بمن أهملناهم بسبب انشغالنا بالحياة اليومية، كما أن انغماسنا في الحياة الصعبة و العمل اليومي المستمر إلا أن الصور، الأسماء، الأماكن، وحتى شكل الأحاديث التي تتجلى في تلك الرؤى، تحمل دلالات واقعية يمكن تأويلها بنسبة صحيحة قد تصل إلى 80٪، وفق تحليل عملي متأنٍ.
قد يرى البعض هذا الطرح بعين الريبة أو الاختلاف، ولكل منا رؤيته الخاصة في فهم الأمور وتحليل الصور، لكنني أقول لا نسعى الى فرض أفكارنا على الآخرين أو إلزامهم بالإيمان بها، بل إن جمال الحوار يكمن في تبادل الرؤى، وتصحيح المفاهيم، وإيجاد الحقيقة بين أروقة النقاش.
لا شك أن رؤية الأموات أمر يبعث على الرهبة، إذ كيف لا ينتابك الفزع حين ترى شخصاً أمامك يتحدث إليك، رغم أنه فارق الحياة منذ سبعة عشر عامًا؟
فأن مثل هذه اللحظات المشحونة بالمجهول تحمل معها مشاعر الخوف، وربما حتى إنذاراً بالموت، كما أن هناك أعتقاد شائع عند الناس أن لمس الميت في المنام قد يكون إيذاناً باقتراب الأجل، غير أن مثل هذه القناعات مستمدة من الموروثات التقليدية التي غرست فينا الخوف من المجهول.
ولكن، لو تعمقنا في فكرة التواصل الروحي واستكشاف أسرار العالم الآخر، لوجدنا أن الأرواح تمتلك قوى غيبية تتفاعل فيما بينها بطريقة يصعب تفسيرها علمياً. وان هناك تجاذب روحي لا يخضع للمنطق البشري، بل يمتد ليشمل العلاقات الروحية بيننا وبين من سبقونا الى العالم الآخر ....مهما اختلفت التفاسير النفسية والعلمية لهذه الظاهرة، يبقى الإيمان بأن هناك رسائل مشفرة تصلنا عبر تلك الرؤيا والمنامات الغريبة أمراً محيراً يثير التفكير والتأمل.
لعل هذه الرسائل تحمل دعوة خفية للتواصل مع من أهملناهم أو أخطأنا بحقهم، لتكون بمثابة إنذار يدفعنا إلى إعادة التفكير والمراجعة، والنظر في علاقاتنا، ومد جسور الوصل مع من ابتعدنا عنهم، أو إنها دعوة اصلاحاً وتصحيح الأخطاء، والتراجع عن الجفاء، والإصغاء إلى صوت الضمير، فخير الناس من يستمع إلى القول ويتبع أحسنه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat