الحركات المتطرفة في العراق.. ظواهر غريبة عن المجتمع العراقي!

تظهر الحركات المتطرفة في العراق بين الفينة والأخرى لاسيما بين فئة الشباب وهي ظواهر غريبة عن المجتمع العراقي الذي يستهجن تلك الحركات ويصفها بالمنحرفة فيما تثير تلك الحركات حفيظة العراقيين كون البعض منها يدعو إلى الانتحار.

وشهدت محافظة ذي قار التي تعتبر مهد الحضارات ظهور الحركات الدينية التي وصفت بأنها “منحرفة” وأثارت قلق الأهالي لكون بعضها تعتقد بأن الانتحار “شعيرة مقدسة” يجب على الأتباع المواظبة عليها.

آخر هذه الجماعات التي سجلت ظهورها على الساحة المحلية في المحافظة هي “جماعة القربان” أو ما يعرف بـ”العلاهية”.

ويقول مصدر أمني رفيع، إن “جماعة القربان ظهرت قبل ثلاث سنوات، وهي تنحدر من (السلوكية) التي تنقسم إلى قسمين، القسم الأول يبيح تبادل الزوجات بين أعضاء الحركة.

وقد اعتقلت القوات الامنية أربع عوائل في قضاء الإصلاح ينتمون لهذا القسم في الحركة السلوكية.

والقسم الثاني يمثل القربان أو العلاهية اختصاراً لـ” علي اللهية” وهي حركة دينية يعتنقها الشباب الذين يعتقدون بألوهية علي بن أبي طالب ابن عم نبي الإسلام، وأحد أبرز شخصياته وبخاصة عند المسلمين الشيعة.

ثم أن فكر هذه الجماعة يقوم على أساس القربان (التضحية بالنفس) الذي يقدم في المناسبات الدينية.

ويذكر المصدر أن “القربان لدى هذه الجماعة يتم من خلال إجراء قرعة بأسماء اتباعها ومن يظهر اسمه في القرعة ينتحر في موكب حسيني يعود للجماعة”.

ويوضح “اغلب المنتمين لجماعة القربان اعمارهم تحت العشرين سنة، كما ان أعلى تحصيل دراسي لديهم لغاية الآن هي شهادة السادس الابتدائي فما دون”.

ويتابع المصدر “الجماعة استمدت فكرة عقيدتها بعد ترددها على الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال السنوات الماضية أثناء زيارة الامام علي بن موسى الرضا سيرا على الأقدام ومرورهم بالعديد من المدن الايرانية، حيث يستمر السير داخل إيران قرابة 50 يوماً حتى الوصول إلى الضريح المقدس في مدينة مشهد”.

ويلفت إلى أن “هذه الجماعة بدأت أفكارها تتوغل في العديد من المواكب الحسينية الشهيرة في محافظة ذي قار”.

متوقعاً ان “هناك فكرة متولدة لدى القوات الامنية بوجود أسلحة لدى غالبية أنصار هذه الجماعة وهي مستعدة للدفاع عن فكرتها ونهجها بالسلاح”.

ويضيف “فكرة النشاط المسلح لدى الجماعة دفع ثلاثة صنوف امنية لرصد تحركات هذه الجماعة المشبوهة وهي الاستخبارات، وامن الحشد الشعبي، وجهاز مكافحة الإرهاب”.

يقول الباحث الاجتماعي، رشيد السراي، إن جماعة القربان وهي حركة دينية تعود جذورها بحسب تحليلي الشخصي إلى ممارسات (الشور) التي برزت بشكل أكبر في قضاء سوق الشيوخ جنوبي ذي قار، قبل سنوات”.

ووفقاً للسراي فإن جماعة “الشور” ينظمون القصائد الحسينية بأسلوب “محل جدل كبير نظراً للتجاوزات العقائدية الكبيرة. فيما تتضمنه، وما تنسبه للأئمة وأبنائهم من معتقدات لا يقول بها المذهب الشيعي ولا يقبل بها، وتصنف كنوع من أنواع الغلو المحرم شرعاً”.

ويشير السراي إلى أنه “رغم إعلان أشهر منشديهم توبته حينها إلا أن التأثير على الشباب بقي موجوداً وتغذيه جهات معينة داخل البلاد وخارجه، في حينها حذرنا من ذلك وطالبنا بمحاسبة هؤلاء لوقف تنامي الحالة”.

ويذكر السراي “عادت اليوم هذه الحالة مجدداً بمدعيات أكبر تنسب الألوهية للإمام علي بشكل صريح من قبل مجموعة القربان التي ألقي القبض على عدد من أتباعها”.

ويؤكد “بحسب مصادر فإن الجهة التي تدعم هذه الجماعة موجودة خارج البلد وتحديداً في مدينة مشهد الإيرانية، لكن لا يوجد ما يؤكد هذه المعلومات، والأمر لا يقتصر على هذه المجموعة، فإن صحت المعلومات فهناك بالتأكيد مجموعات أخرى في محافظات أخرى”.

ويستبعد السراي “فكرة القول بأن من منهجهم التضحية والقربان والتحقيقات الأمنية لم تؤكد ذلك بعد، وربما اختيار المجموعة لاسم (القربان) وظهور حالات انتحار ضمنها هو الذي رسخ هذه الفكرة المستنتجة كما يبدو ولا يوجد دليل عليها خاصة وأن اغلب الجهات المرجح إنها تدعم هذه المجموعات لا يوجد في فكرها وطرحها فكرة تقديم القرابين ولم تفعل ذلك”.

ويتابع السراي حديثه “هناك جملة امور أدت لظهور هكذا مجاميع، من أبرزها استغلال عاطفة الشباب حماستهم وجهلهم لطرح أفكار غريبة جاذبة في مجال (الشور) بالذات التي فيها مستوى مرتفع من الحماسة.

كما ان الوضع الاقتصادي والفراغ وجاذبية الانتماء لجماعة خاصة ذات معتقدات سرية تعد من أسباب ذلك”.

ويؤكد “لا نستبعد احتمال تطور بعضها إلى مجاميع مسلحة ذات أهداف تشابه أهداف مجموعة جند السماء وأمثالها”،

وأشار إلى ان “الحلول تجاه هذه المجاميع ينبغي أن تكون أمنية وفكرية في نفس الوقت ومحاولة التكلم مع هؤلاء الشباب لثنيهم عن معتقداهم الخاطئة هذه”.

وحول وضع اعتناق حركات دينية يقول الخبير القانوني محمد علي، ، ان “الدستور العراقي وقانون العقوبات والقوانين الخاصة جرّمت ظهور مثل هذه الحركات”.

وأكد ان “العقوبات الجنائية لها قد يصل بعضها إلى السجن المؤبد او الاعدام”.

ويوضح “الدستور العراقي النافذ وكما ورد في المادة السابعة منه يحظر كل كيان او نهج يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له، وبالتالي هذا النص ينطبق على مسألة قضية جماعة القربان او ما يعرفون بالعلاهية”.

ويضيف علي “أما بالنسبة لقوانين العقوبات النافذة، فإن وضع الجماعة الحالي تنطبق عليه أحكام المادة 372 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل

والتي اشارت إلى أن عقوبتهم تكون الحبس مدة لاتزيد على ثلاث سنوات او الغرامة المالية”.

ويرى الخبير القانوني أن “هذه العقوبات قاصرة بسبب ضعفها، وكان الأجدر بالمشرع اللجوء إلى تعديل المادة وتشديد عقوبتها من خلال التوسع في نطاقها وعدم الاكتفاء بالصور او الحالات الست التي ذكرتها المادة أعلاه في صلب القانون العقابي”.

ويشير إلى انه “يمكن أن تكون العقوبة السجن المؤبد او الاعدام في حال اقدمت هذه الجماعة او مثيلاتها على رفع السلاح بوجه الأجهزة الامنية الحكومية، لأن القانون يكيف مثل هذه الحالات على أنها جرائم إرهابية ويمكن محاكمة مقترف الفعل فيها وفق أحكام مواد قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005”.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/05/27



كتابة تعليق لموضوع : الحركات المتطرفة في العراق.. ظواهر غريبة عن المجتمع العراقي!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net