الملوحة في مياه البصرة تتجاوز المعايير العالمية ويتصاعد معها الغضب البصري

بينما بدأت الملوحة في مياه البصرة تتجاوز المعايير العالمية، يغلي غضب اخر في الاوساط البصرية على خلفية قرار مجلس الوزراء بتمويل بطولة خليجي 25 من اموال بترودولار البصرة.

تتراكم مسببات احتجاجات البصرة 2018، حيث بدأت ملوحة مياه البصرة تتجاوز المعايير العالمية، ويتصاعد معها تدريجيًا الغضب البصري.

وقال معاون مدير ماء البصرة، ميثم جار الله، إن “نسبة ملوحة مياه البصرة وصلت إلى 30 ألف جزء بالمليون في الفاو، وإلى 6800 جزء بالمليون في شمال الهارثة”، مؤكداً أنه “لا يجب أن تتعدى الملوحة 1000 جزء بالمليون وفق المعايير العالمية”، مايعني ان الملوحة في الفاو تجاوزت المعايير العالمية بـ30 ضعفًا، او 300%.

وأضاف جار الله، أن “وزارة الإعمار بادرت خلال السنوات الماضية بالتعاقد مع مكتب استشاري لإعداد دراسات لتنفيذ محطة تحلية مياه البحر”، مبينا انه “استكملنا الدراسات الخاصة، والموضوع الآن بصدد التفاوض مع ائتلاف الشركات التي تم اقتراحها من مجلس الوزراء”.

وأكد أنه “يجب تنفيذ سدود تنظيمية على شط العرب قرب أبو فلوس لحجز الموجة الملحية”، مشيراً إلى أن “مقترح تنفيذ السدود موجود في وزارة الموارد وهو غير مكلف مادياً”، مشيرا الى ان “افتتاح محطة لتحلية المياه بطاقة 72 ألف متر مكعب في الساعة في أبو الخصيب العام الماضي”، مؤكداً “الحاجة إلى محطة لتحلية مياه البحر بطاقة مليون متر مكعب”.

بالتزامن مع الغضب البصري من ملوحة المياه، يغلي غضب اخر في الاوساط البصرية على خلفية قرار مجلس الوزراء بتمويل بطولة خليجي 25 من اموال بترودولار البصرة، حيث يعتبر البصريون ان استضافة بطولة خليجي 25 هي لكل العراق ومسألة سيادية ولايجب ان تتحمل نفقاتها البصرة لوحدها.

وبلغت تخصيصات البصرة من البترودولار في 2021، 735 مليار دينار، ومن المرجح ان ترتفع اكثر خلال العام الجاري، فيما قرر مجلس الوزراء تحويل 45 مليار دينار من تخصيصات بترودولار البصرة الى وزارة الشباب والرياضة لغرض اكمال متطلبات استضافة خليجي 25، مايعني قرابة 6% من تخصيصات البترودولار للبصرة.

يقول الخبير النفطي نبيل المرسومي إن “المسابقات والبطولات الرياضية الاقليمية والقارية والعالمية تعد شأنا وطنيا توليه الدول على اختلاف انظمتها السياسية والاقتصادية اهتماما كبيرا نظرا لانعكاساته السياسية والاقتصادية والسياحية والرياضية على البلد بأكمله وليس على المدينة التي تنظمه”، مبينا: “لذلك تخصص هذه الدول مبالغ معينة في موازناتها للانفاق على هذه المسابقات”.

واضاف انه “في ضوء ذلك يبدو قرار مجلس الوزراء الاخير بالانفاق على بطولة الخليج العربي القادمة من موازنة البصرة من البترو دولار والمنافذ الحدودية قرار غير منطقي لان البطولة تخص العراق بأكمله وليس البصرة فقط والانفاق عليها ينبغي ان يكون من النفقات السيادية او من احتياطي الطواريء  وليس من تخصيصات البصرة”.

واعتبر انه “اذا اصر مجلس الوزراء على تحمل البصرة لنفقات خليجي ٢٥ ففي هذه الحالة يجب ان تحصل البصرة على كل الايرادات المتوقعة من تنظيم البطولة بمافيها ايرادات البث التلفزيوني والاعلانات والتذاكر  وغيرها، علما انه تم تحويل ٤٥ مليار دينار من تخصيصات البترو دولار  الى وزارة الشباب”.

الموضوع السابق الكهرباء تسجل استقرارًا بمنظومة الطاقة وتنتظر زيادة تدفقات الغاز الإيراني

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat