أيها الليل ليل روحي أما من ملجأ من برودة الظلماء في زوايا الليالي البيضاء . يتعثر فيه صدى الآهات حتى في الكوخ الساكن أحزان .ألا يكفي أحزان فقد أضعت أفراحي وأصبحت وحيدة في القبر هامدة شاردة في عمق الظلمة , تحت الصمت , على الأموات حزن يتدفق , يلتهب . لدي تفاصيل تشبه الكلمات المتقاطعة حتى صرت انادي طاقات التحرر الانسانية . تلك الطاقة المخزونة في عضلات اللسان . تلك الطاقة التي دخلت في بطولة الكمال الجسماني لعلي أحل لغز سرقة وطني . من هم سراق المال العام ؟ وماذا يريدون ؟ ولماذا جاءوا ؟ هل جاءوا لأجل الدمار أم هم تجار الدم ؟ يعيشون في عصر تبيض الاموال . والأدهى من هذا كله جلست اتسائل لما كل هذا يحدث في بلدي ؟ ولماذا أنا هنا اشاهد السرقة والفساد وضجيج ولغط ومؤامرات . وماذا يعني السكوت على كل هذا ؟ إنه أشبه بالمهمة المستحيلة أن يعود المال المسروق للدولة المنهوبة والمنكوبة . ألا يكفي أن لدينا متنبي في الشعر ولو كان موجود الآن لكتب عن سراق المال العام . إنهم لا يهمهم سوى المال لأنهم بدون المال لا يستطيعون فعل شيء ولأنهم يعتقدون إن القوة الاقتصادية تفتح منافذ لا يمكن أن تفتح بدونها . ولابد أن يأتي يوم تكشف فيه وجوههم المترفة بالمال .ولابد أن يأتي يوم تبكي فيه بطونهم جوعا وحرمانا . فتبا لكم وأهلا بالمهمة المستحيلة لأنها ستصبح حقيقة لا يمكن انكارها مهما فعلوا ستقلب الطاولة عليهم لتحقيق العدالة الانسانية .