• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نشدو تارةً وينالنا الوجد أُخرى .
                          • الكاتب : كريم الانصاري .

نشدو تارةً وينالنا الوجد أُخرى

 نشدو تارةً وينالنا الوجد أُخرى ، نـُصيب مرّةً ونخطأ أُخرى ، يكبر فينا الأمل حيناً ويأفل حيناً .. عزمٌ راسخ قد يضمر .. يأسٌ غامر قد يعقبه نصر .. عقودٌ ومواثيق قد تسوقها الحواجز والموانع إلى دروب البطلان .. هممٌ عاليةٌ قد تذوب في لحظةٍ ما بلاسببٍ شفّاف .. وفي آن الاستسلام قد يحصل المراد .. 

بين نفحات الحبّ وترانيم العشق أشواكُ الكراهية حاضرةٌ بارزة .. بين أشواك الكراهية رياحينُ الودّ فوّاحةٌ بأريج النسائم العطرة ..
نقول : نعم لهذه الأفكار والمناهج والأماكن والوجوه والأشياء ، وإذا بنا في وادٍ وهي في واد ..
نقول : لا لهذه الأفكار والمناهج والأماكن والوجوه والأشياء ، وإذا بنا بين ظهرانيها بحضورٍ نابضٍ فعّال ..
بِمَ تُفسَّر وكيف تُفهَم هذه الحالات ؟
لاشيء ثابتٌ بعلمٍ ويقين .. لااطمئنان بتحقّق المطلوب .. لاضمان ببلوغ المقصود .. 
بل كلّ ما في الأمر مجرّد احتمال .. وهذا الاحتمال يسيّرنا تارةً غرباً ويأخذنا أُخرى شرقا ..
فنحن مسيَّرون بشكل ومفوَّضون بشكل .. وكلاهما ليسا بأيدينا بنحوٍ أدقّ ؛ فنحن لانملك نوع القرار ولاسيّما قرار البقاء حين نُمَوَّت حتفَ أنفنا وليس بمحض إرادتنا .. أمّا إنهاؤنا الحياة بأيدينا فهو من حصّة التفويض المعهود .
وكان فرض " الاحتمال " من أخصب الفروض التي ساقت كارل بوبر ورفاقه في حلقة ڤينّا إلى الخروج من عباءة الميكانيكا وهيمنة فرانسس بيكون وغاليلو وكوبرنيكوس ورسل و... إلى حيث التفكير الجادّ بوجود قدرةٍ ما ، قوّةٍ ما ، تقود الكون وتشرف على الحياة من فوق .. فعاد " الله " إلى الأضواء ، بل أحيوه ثانيةً بعدما أماتوه لقرنين أو ثلاثة ، وعادت العلوم الإنسانية تسترجع مكانتها من جديد بعد الاضطهاد الإلحاديّ المرير .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=90038
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 30