حسينا حسين دمك الطاهر لم يجف في كربلاء ... وزوارك بأسمك يهتفون معلنين الولاء ... حبيبي ياحسين اسمك في ضمائرنا حاضرا لايغيب ... وحبك في جوراحنا كل يوم يزيد ...
فهل هنالك من التضحيات المزيد ... طبعا لا لكن كانت تضحيتك برأسك وجسدك أجمل تضحية تحكي مأساة الظلم المرير تحت قيود الأسى . ورغم كل شيء حدث فالدم ينتصر . نعم فلقد بكت السماء دما ولكنها لم تمطر غضبا لكي لاتمحو أثر الدم الطاهر من البقعة المباركة التي استشهد فيها الحسين .
والسماء نادت ياحسين بوجع وأنين فعصفت الرياح لكي تقتلع من الصحراء كل أعداء الحسين , فأوقعت أحصنتهم وقبل أن تتمكن منهم جائت الملائكة تطمئن كل من في الارض من أهل الحسين قائلة : - صبرا ياسماء وصبرا ياأهل الارض ويامحبين الحسين ويا آل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والائمة الطاهرين أنه أمر رب السماء قد جاء . فلا تعارضوا إرادة الله بل أبكوا على الحسين وكأنكم لم تبكوا يوما ... فالسماء تبكي بدل الدمع دما ... ألا تعلمون إن حادثة مقتل الحسين قد هزت عرش رب السماء لأنه اجتاز اختبار الله بتفوق وكان اهلا للرسالة . وتحمل كل المشقة والعناء ورضى أن يقطع رأسه وأن يفنى جسده خدمة لرب السماء , لأنه لاينحني إلا لرب السماء ولايتمثل إلا لأوامره ولاينقاد ولاينصاع إلا له ...
فهل يوجد أعظم من هذا المخلوق الذي قدم رأسه وجسده فداءا للارض التي وطئتها أقدام الأوفياء . ورضى بكل شيء من أجل اعلاء كلمة الحق والحفاظ على دين جده محمد (صى الله عليه وسلم ) . فلا تعارضوا ارادة رب السماء لأنه أراد أن يرفعه اليه في السماء وأراد أن يرفع من قدره في الارض فكتب له الشهادة بأعلى منزلة . لأنه نالها بكرامة وعزيمة واصرار على الحفاظ على دين الاسلام الذي شرع الله به السموات . فكفى فاليوم السماء تبكي دما ويهتز عرش الرحمن ألما على عبده الذي أحبه وضحى من أجل ارضاء ربه . وأما عزرائيل فقد اعتذر عن مهنة أخذ روحهه وفصلها عن الجسد فتولت المهمة الملائكة التي نزلت الى الارض لتشتهد مقتله وجنازته فحملت على أجنحتها روح الحسين لكي تأخذها الى بارئها وخالقها . أما الجسد الذي فصلته الملائكة عن الروح فلا يهم ماذا سيحدث له لانه الآن في عداد الأموات طبعا هذا غير صحيح فقد أصبح الحسين في عداد الشهداء . ألا نتذكر قول الله تعالى ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءا عند ربهم يرزقون ) نعم من شدة الظلم الذي تحمله ومن شدة قسوة الحياة عليه خفف الله عنه حدة الألم وفصل روحه عن جسده قبل أن يقطعوا رأسه ويؤذوا جسده .
فليفرحوا أعدائه بعملتهم السوداء لأنهم والله لم ينالوا منه ولابشعرة بل فقط نالوا من جسده وقطعوا رأسه وبعثروا جسده , لكن روحه الطاهرة ترقد بسلام مع الله ودمه الطاهر الذي سال في أرض كربلاء صار مثالا يحتدى به ودم خير وبركة لكل من طالت قدمه أرض كربلاء . وليس هذا فحسب بل اصبح قبره ليس فقط مرقدا بل مزارا لكل من عصفت به امواج الحياة وذاقت به الدنيا. |