المجاميع المجازية " الگروبات " فرصةٌ للتواصل والتعارف وتبادل المعلومات وتلاقح الأفكار وعرض المقترحات .. ورغم الخصيصة العلمية والفكرية والأدبية والفنّية والسياسية والاجتماعية ... لهذه المجموعة أو تلك ، فإنّها لاتخلو أحياناً من الطريفة والنكتة والمزحة التي ترطّب وتطيّب وتعطّر الأجواء ..وهذا أمرٌ طبيعي ولاغضاضة فيه أبدا ..
لكنّنا نأمل بهذه المجاميع أن توصلنا إلى نتيجة مثمرة وحصيلة مفيدة ، ولاسيما وأنّها ساحة واسعة للحوار وتبادل الآراء وبمثابة مراكز لطرح ومناقشة الأفكار ، التي لابدّ وأن تفتح للابتكار آفاقاً رحبة للانطلاق والحضور والثبوت والإثبات ، خصوصاً الطاقات الكامنة المغمورة المخفيّة التي لم تسنح لها فرص الاكتشاف والظهور.
الحوار هامٌّ جدّاً وفيه فوائد جمّة يضيق المجال عن ذكرها والتفصيل .. وأهمّ مافيه ولادة الفكرة القابلة للإمضاء ، المؤهّلة للنزول إلى ميدان العمل والتفعيل..
ولعلّ من فوائد الحوار الجادّ أن نثق بقدراتنا ونصدّق عقولنا ونجد ذواتنا وقد خرجت منتفضةً على عباءة المعنى الحرفي الآلي السلبي ، ملتحقةً بفضاء المعنى الاستقلالي الإيجابي .. فيُشار لنا آنذاك بما نحن نحن بلا نزاع ، وليس بما نحن مُلحَقاً وظلّاً وذيلاً لم يتأصّل في ذاتنا الإبداع ولا نُنتِج مافيه النفع والانتفاع .. فأن يبقى الواحد منّا مجرّد آلةٍ ، أداةٍ ، منفّذٍ حرفيٍّ لاحول ولاقوّة ولاخيارَ له سوى التقليد الأعمى والاتّباع ، فهو الأمر المؤسف المؤلم غير القابل للإقناع . أمّا مَن ارتضى هذا الوضع عن طيب نفسٍ وسعى له كي يبلغ المال والمنال فغيرُ معنيٍّ بالبحث وخارجٌ عن الموضوع بالإجماع . |