• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ميسان تحتفي بجواهري العصر الشاعر والناقد جمال جاسم أمين..و يقظته المتأخرة .
                          • الكاتب : عدي المختار .

ميسان تحتفي بجواهري العصر الشاعر والناقد جمال جاسم أمين..و يقظته المتأخرة

احتفى منتدى شباب العمارة للشعر الشعبي في ميسان  بجواهري العصر الشاعر والناقد الكبير جمال جاسم أمين وهي سابقة تكاد تكون لأول مرة تحدث في مؤسسات الشعر الشعبي أن تحتفي بمبدع فصيح في أجواء مهرجانية شعبية صرفة يقدم فيها المحتفى به نصوصه الشعرية الفصيحة وسط تكبير وتصفيق لم يحدث من قبل , الشاعر والناقد جمال جاسم أمين شاعر وناقد من طراز خاص وقامة إبداعية أثبتت حضورها وعلو كعبها في مجالي الشعر والنقد عراقيا وعربيا ,هو شاعر من طراز شعبي لا يحب عزلة المثقف ولا يريد أن يكون مبدعا نخبويا بل مبدعا للجميع كأي بطل شعبي تتف له الحناجر وتصفق له  القلوب,يؤمن أن عزلة المثقف مرض لابد آن يقرر المبدع أن يشفى منه قبل فوات الأوان ,شعريته تألفها القلوب لأنها سهل ممتنع تترك ألف سؤال وتأويل في مخيلة سامعيه ,شاعر يكتب للشعب وليس للورق والأرشفة في زوايا المكتبات البرجوازية,بوليتاري النهج والإبداع ,يعشق زمكانية المواقف وبراءة الأشياء,يهيم بالحرف فيلوذ به ليحيله بيرق ليقظة المخيال
الجمعي لدى العامة كما فعل في  قصيدة يقظة جديدة لمدونة (الريل وحمد )  سفر في عداء المحطات وهو القائل ,   
(حمد) لا يعرف ,, 
(حمد) لا يدري لماذا اختار(قطار الليل) 
القطار في الليل أعمى يفرشون له حصيرا من حديد 
إلى أين وصل الآن (حمد)؟ 
(المجندة) التي استجوبته في السجن هي الوحيدة التي تعرف 
غير أن المحكمة  التي مثلت أمامها هناك لم تسألها عن (حمد),, 
الناس يستبد بهم النسيان هذه الأيام وحتى القضاة 
(حمد ) في المتاه 
(حمد ) ليس قصيدة 
(حمد) سفر في عداء المحطات 
اللهم اشهد إني بلغت ,,بلغت 
وسألت عن (حمد ) بما يكفي 
  
هذه الشعرية العالية التي تداهمك كالأسلاك الشائكة لا تدعك أبدا تركن للراحة ,حو يحي العمر إلى قصيدة والقصيدة سيمفونية للروح ,يمضي بك نحو مفترقات طرق لا تعرف من ابن كانت البداية لكنك ترى نهاياتها بالتأكيد,مرموز فخمة بإيقاع مارش لا يشبه غثيان العسكر بل يشبه الى حد كبير إيقاع المارش الصامت في دهاليز الذكريات التي ان مرت كشريط تستحضر معها مارش الحسرة على ما مر وذهب ,لا يعشق تمثيل دور في بحور الشعر وأنواعه بحركة قرفصاء مسلم بها بل يعشق الصدمة لأنه يؤمن أنها لحظة استفزاز وهي قمة اليقظة ,كالمايسترو يحرك كل أطراف إبداعه تحلق عموديا  وتفعيلة ونثرا ,يؤمن بزرقة النهر لا انه لا تستهويه أو تنشط لديه الرغبة بالعبور سباحة , الا انه عشق تلك الرغبة ولم تسعفه مهارته ذلك لأنه يرى في العمق ثمة قاع أشبه ما يكون ب(بحيرة الصمغ) تجرك إلى الأسفل حيث الصور التي سقطت من أرشيف الوقت ,وهو القائل في مجموعته الشعرية (بحيرة الصمغ) ولنفس القصيدة , 
  
يقال إن للصمغ.. 
شجرة كبيرة 
عندما تبكي 
لا تذرف سوى دموع لاصقة 
وفي جانب أخر من القصيدة التي فيها الكثير من البوح عن الصمغ والماء مابين حقيقة يعلنها
وأخرى يفندها على طريقة لقاء النقيضين الماء والصمغ فيقول, 
  
الماء يفرق 
بينما الصمغ يجمع 
كثير من الصور التي سقطت من أرشيف الوقت 
أعادها الصمغ 
كثير من الطامحين أرادوا الخروج 
فأقعدهم صمغ العادة 
كثير من الآباء 
كثير من الأبناء 
يجمعهم صمغ العائلة 
.........................      
الصمغ 
يفسد الأحلام أيضا 
عندما يأخذ شكل الوسائد! 
  
كما انه الناقد الحاذق فلتجربته النقدية في العراق شأن كبير وهي تمد جذورها وعيا
وإيقاظا في ثنايا الجمال الإبداعي واستفزازا لمكنونات المسكوت عنه في تأويل النصوص
وتحولاتها وقراءة التجييل الإبداعي وكشف مساحات سقطت سهوا عن نظرات النقاد الآخرين هو
يضيء مناطق لا مرئية في النصوص ويقرأ ويفكك بعقله وقلبه كي لا تكون أحكامه النقدية
كالمواد القانونية بلا روح . 
الشاعر والناقد الكبير جمال جاسم أمين واحد من أهم رموز العراق الإبداعية الذين يدونون
للغد ماض تليد ومضيء بالإبداع الحقيقي وهو بشعره جواهري هذا العصر فمن لا يقرأ لجمال
جاسم أمين كأنه لم يقرأ مدونة موغلة بالتاريخ وعبق الحضارة اسمها ميسان الإبداع
والمدعين , فما قدمه منتدى شباب العمارة من جلسة احتفائية بأمين ورابطته (البديل
الثقافي ) هي خطوة هامة نحو نزول المثقف إلى نبض الشارع ,فخطوة المنتدى تستحق الثناء
حقا . 
بدأ أمين الطريق بهذه الخطوة وعلى الجميع اقتفاء أثره ليكون الإبداع للشعب وليس الإبداع للإبداع كما هو سائد . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8831
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15