• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العقل الثاني .
                          • الكاتب : كريم الانصاري .

العقل الثاني

 شئنا أم أبينا فإنّ الآخر موجودٌ وسيظلّ موجوداً .. واهمٌ من يعتقد إمكان حذف وإبعاد الآخر يوماً .. نعم قد يضعف حيناً لكنّه لن يُمحى أبداً ..
علينا القبول بهذا الواقع الجلي والتعامل معه بموضوعية وتأنّي دون  حكمٍ  استباقي غير استدلالي .
نحن محكومون بالتعايش الذاتي - الذاتي ، أو الذاتي - الغيري ، رغم الاختلاف في الرؤى والقيم والمباني .
لاشكّ أنّ نقاط التلاقي كثيرة ، فالعمل على إنعاشها يعني تقليل الفجوة وتقليص التباعد وتضييع الفرصة على مساعي الهدم والتدمير الخطيرة ،  المضرّة بالجميع دون استثناءات لهذه الجماعة أو تلك العشيرة " واتّقوا فتنةً لاتصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصّة " .
إنّ مبادىء العقل الثاني ، أعني الحكمة العملية ، الأخلاق بمختصر اللفظ ، تدعونا إلى توخّي الدقّة واختيار الأدوات الإنسانية الصادقة المجمع عليها بشريّاً في معالجة الأزمات الفكرية والثقافية والمعرفية والاجتماعية والعَقَدية ...
والمؤسف حقّاً أنّ الغالب منّا نسي أو تناسى مبادىء العقل الثاني وسلك أخاديد التعصّب والتخندق الذاتي المحض بألوانها المشهودة ، ونأى به التفكير البراغماتي الدوغمائي عن صراط الأخلاق القويم وميدان الفطرة العظيم . 
إنّ عقلاء القوم - كلّ قوم - ونخب الناس لابدّ لهم من جلسات حوار وتباحث وتلاقح وتوافق على المشتركات كي يرشح التصالح  والتفاعل الميداني الذي يقود إلى خطىً جادّة نحو الأمن والأمان والحبّ والسلام .
إنّ الفطرة السليمة تلفظ الترهيب والترويع والحرب والدماء وتجنح إلى الخير وسعادة بني الإنسان على جناح التآخي والتلاقي والوئام ؛ فالناس صنفان : إمّا أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=86973
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 12 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15