• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : (من ادب فتوى الدفاع المقدس )( المطلوب ) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(من ادب فتوى الدفاع المقدس )( المطلوب )

 العفو استاذ غسان انا جئتك واريد ان ابتدأ بداية اخرى تليق بك ، لابد ان تكون بداية مفعمة بالمحبة والصفاء والامتنان لكل معروف قدمتموه ،يبدو لي ان مثل هذه المقدمة غير قادرة على احتواء القضية ، ولذلك ساقول له بكل هدوء دعني اشرح لك الامر / انا ابراهيم سعد اعمل مدرسا  وابن هذه القرية التي حملت صراخ وجودي وعويل غربتي  انا ابن المقدادية يا استاذ غسان الربيعي ابن ديرتك وابن عراقك  ، انا ابن المدينة التي صحت  ذات يوم لترى شراسة وجوه  لاتعرف السلام ، وقد ازاحنا الدواعش عن قرانا فنزحنا الى بغداد  الحبيبة ، اتعرف يا استاذ ما معنى  ان تترك كل شيء  للاغراب وترحل  تترك بيتك ـ ذكرياتك ـ اغراضك ـ  وما تحمل من مال وزاد ، انظر لها ارجوك فهذه البيوت طالما عانت من الملل والارهاق  والاحتلال الداعشي فهي تعبانة كاهلها وناسها تبحث عن وميض معروف، عن انسانية تشل بها جراحها ، ولااخفيك انكم كحشد شعبي ، ايضا كانت  لكم مساحة مرعبة داخل نفوسنا ، لقد شوه الاعلام سمعتكم فضخم وضلل وقدم اهلنا في الحشد وكانهم  هم من جاءوا ليحتلوا البلاد ،  لقد اشاعوا ان ابتسامتكم مع الناس مراوغة ومساعتدكم لهم  مجرد اعلام ، ولهذا كنا نخافكم ،مع اننا نعرف انكم من طرد الدواعش وحرروا كل بيت من بيوتنا ، قالوا انكم تحملون قوائم فيها اسماء من باعوا الارض والعرض وخانوا اهلهم وناسهم، وانتموا لداعش فقتلوا بني قومهم وهجروا ناسهم  ، ولهذا كانت مخاوفنا تزداد حين نسمع ان اسما من اسماء اهلنا مطلوب من قبل  الحشد نخاف تشابه الاسماء او المعلومات المزيفة التي قد يرفعها من يريد ان يكيد بنا ،  اشياء مجهولة لانعرف كنهها واذا باحدهم يبلغني ان الحشد يبحث عنك ، كن مكاني ارجوك وانت مازلت  تلبس تراب الهجرة والنزوح واذا باحدهم يخبرك بانك مطلوب للحشد الشعبي ، كيف تكون الدنيا حينها بعينك ؟ ما ان وقفت سيارتكم باب الدار حتى ظننت اني ساقاد كما يقودون داعش المتهم سحلا وجلدا الى  ان يموت امام داره ، صح انك كنت تبتسم لتريحني وتخلق لي الاطمئنان واي اطمئنان تخلقه لي ابتسامة كنت اظن انها ماكرة ؟،اطرقت الراس خجلا 
حين عرفت ان معظم بيوتنا قد فخخت ، فخخها الداعشيون قبل هروبهم ،ليضعوا امام خبراء تفكيك المتفجرات مهمة تفجيرها عن بعد وهذا خيار لابد منه ، والذي عرفته  ان  خبر اء الحشد دفعتهم غيرتهم على ابناء عراقهم فخاضوا غمار عمل خطير  من اجل الناس ليعودوا الى بيتوهم فيجدون فيها سقف يوقيهم الحر والبرد فرفعوا العبوات عن البيوت بيتا بيتا واستشهد منهم ثلاثة خبراء  ... يا الهي ، اظنك  استاذ تذكر وانا عهلى يقين انك تذكر  غضبي وعصبيتي  وانا اواجه سيادتكم  واصيح بوجهك بعالي الصوت  ، ما الذي تريدوه  منا  الا يكفي  اذى الدواعش ما الذي ابقوه لنا ؟ سرقوا كل شيء ؟ ما الذي بقى كي تأخذوه  ، وما الذي جئتم تبحثون عنه ، واذا بي اكتشف اني  اصيح بوجه من قدموا 1500 شهيد من اجل ان نرجع الى ديارنا ونعيش الامآن ، ابتسمت  انت بوجهي لتقول آسف نحن نبحث عنك ، لأن مقاتلينا وجدوا في داركم كنز ، يعود الى الحاجة ناظمية  وهي عبارة عن صندوق صغير فيه مخشلات ذهب ومال ، قلت  :ـاحمد الله ان في بلدي رجال مازالوا يمتلكون الامانة والصدق ،لقد قررت والدتي ان تمنح كنزها الذي اعدته لوقت الشدة  لجميع فقراء  هذه القرى التي تعاني  الفقر والعوز وارسلتني لاقول لكم شكرا  شكرا يا ابناء الحشد



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=85712
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 11 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15