ما أروع زحفك المقدّس ياعلي .. بدأتَ بزقّها لعمّار والمقداد وأبي ذرّ وخواصّ الخواصّ ياعلي ... وهاهي دنيا اليوم ، فضاءات المعارف ، تحلّق بنهجك المغوار وفكرك الموّار ياعلي ، أملاً بغدٍ مشرقٍ وعاقبةٍ حسنى ياعلي .. ماهي والله إلّا أمواجٌ دوّامةٌ هيجاءٌ نابضةٌ بحركة معطاء تقذف بها فيوضات روحك على ضفاف حاجاتنا ياعلي .
وكم فعلوا المستحيل لنفيك وحذفك فمااستطاعوا ياعلي .. فبدل ذاك التضليل الذي رسموه في عقول السذّج منهم ضمن لعبة السلطة القذرة لمّا رفعوا يافطة " علي لا يصلّي " قد تلألأت مآذن الحقّ بالشهادة الثالثة وستبقى تصطدح بها أبداً ياعلي .. وغير هذا وذاك وقس عليه ماسواه ممّا تصرّم وممّا هو جارٍ ومايلي .
لم ولن يتوقّفوا عن مسلسل الترويع والترهيب والقتل والتضييق حتى ازدادوا حقداً وكراهيةً وبغضاً لك بل لنا جميعاً ياعلي ، لكنّك منذ القِدَم ومروراً بملحمة ربع القرن الشهير ، ملحمة الصمت الربّاني المثير والسكون الرسالي المفعم بالتدبير ، إلى سنيّ الخلافة الأربع وماصاحبها من تكالبٍ عدوانيٍّ منقطع النظير، إلى يومنا الحالي وحتى الغد الآتي ، برهنتَ أنّك القرآن الناطق والقطب السامق الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بخلودٍ ميدانيٍ باسق .. فأبيتَ إلّا الحوار والحرب والسلام والحبّ والبغض وكلّ شيءٍ في الله ومن الله وبالله ياعلي.. جرجروك مرغماً رغم أناتك العجيبة وصبرك المثير ، فما وجدتَ إلّا الاستسلام طاعةً لنداء السماء بوجوب حفظ بيضة الدين مرّةً بذي الفقار وأُخرى بصمتٍ ذي حكمةٍ ووقار وثالثةً بنصحٍ ذي نهجٍ مدرار ياعلي .
أرادوها مسارحَ قبيلةٍ وأسواقَ دنياً زهوها لاينتهي لكنّك آثرتَ الحقّ الذي لاينثني ياعلي ..
فبقيتَ بقيت تزحف رويداً رويداً فوق كلّ عوائق التاريخ المرير ياعلي .. وها أنت حاضرٌ ألِقٌ شامخٌ وستظلّ دوماً هكذا ياعلي .
|