ليس الخبر من بنات أفكاري أو تمنياتي أو من مشاكسات  خلاصة العلاقة المتذبذبة بين العراق والكويت والمتعّرضة حاليا لمّد وجزر بحري عاتي ومنخفض جوي قاسي المناخ جعل السفير الكويتي الفريق الركن علي المؤمن يترك السفارة لشهر ونصف لإسباب مجهولة لي ولنا وللحكومة ربما! مع إني اتابع الصحافة الكويتية والمواقف الحكومية والشعبية فيها بصورة لاتدعو لزيادة الطين بلّة واتمنى دائما ان ينطفيء الغلّ في نفوس بعض الكويتين قبل إطفاء الديون ولاأريد أن يكون موضوع ميناء مبارك شائكا لدرجة التهديد بمواقف نارية من جهات تخلط الاوراق بحيث تحافظ الكويت على جورتها التاريخية لنا ولاتعمد إلى إيذائنا حتى لوكانت النوايا الإفتراضية طيبة. لقد ولّى زمن التأزيم بين العراق والكويت ولكننا أيضا نحتاج لخطوات حكومية كويتية حكيمة في موضوع أي خلاف ويشّكل مثلا إطفاء الديون مدخلا باسقا لحسن النية رغم تعنت الكويت اللامفهوم بالامر وكإنها بحاجة لملايين تعويضية من شعب تعي جيدا إنه كان مغلوبا على امره مقهورا. اليوم حصل شيء غريب وكإننا الصومال او دارفور مع الإعتذار للفقر فيهما إذ اوردت الانباء عن قيام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ببناء مدرسة إبتدائية نموذجية في محلة شادي بمحافظة اربيل، باقليم كوردستان العراق وتمت تسميتها بالحفر لابالليزر!{مدرسة هيدي اساسية للبنين(( المنحة الكويتية))!!} وحضر وكيل وزير التربية العراقي المركزي حفل الافتتاح وبلغت الكلفة 2مليون و500 الف دولار امريكي وبمنحة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية. وتضم المدرسة النموذجية 18 صفا دراسيا والعديد من المختبرات والورش العلمية والقاعات الرياضية ومختبرات مجهزة باحدث اجهزة الحاسوب. والغريب شكر السيد وكيل الوزير للمبادرة الكويتية المجانية وكإن وزارة التربية متعكزة على الهبات والمساعدات ولاتوجد لها ميزانية وتخطيط مدني وإستحداث وبناء مدارس ضمن ميزانية السنة الحالية أو القادمة. والغريب؟! الأعجب! أن  المشروع يشمل بناء سبعة مدارس مستقبليةاخرى تنفذ في كربلاء والرمادي وكركوك والنجف وبغدادو نينوى، تصوروا حتى في بغداد ام الدنيا بالتوصيف المجاني!! اهكذا وصل الفقر لدينا ضاربا اطنابه لنستجدي منحا من الكويت وهي بالاصل من اموال التعويضات المرغمين على دفعها للكويت صاغرين؟ إلى متى نسكت على وزارات لم تحقق طيلة 8سنوات ما يجعل في الذاكرة نورا لبصيص امل ونرتضي مساعدات ومنح وهبات  ونستطيع بهمة وبقوة مواطنينا ان نبني مليون مدرسة تحمي اطفالنا من الجلوس على الارض ومن المطر ومن القصب والبردي والطين ونوافذ الزجاج المكسور والمراوح الغائبة والماء الفقيد المفقود ؟! ولكننا ألتهم الفساد حتى أمانينا في حياة كريمة لاجيالنا فمتى تحصل في النفوس يقظة تُزيل حسراتنا بهكذا اخبار لانفرح بترويجها أبدا رغم الاسف اننا نحتاجها ولاننفذها وننتظر مد يد العون !أليس من المؤلم  قول السيد وكيل الوزير :بأن العراق بحاجة الى المزيد من الابنية المدرسية لسد النقص في هذا المجال؟! فمن سيبنيها مستقبلا؟ أتوقع اللجوء  لصندوقي التنمية الموريتاني او الصومالي لم لا!

عزيز الحافظ.