 سيدي أبا محمّد أيّها الحسن ياابن رسول الله !
كلّما يمرّ لك في الخواطر ذكرٌ يسير تتداعى خاطفاً معاني العصمة والحكمة والأناة والكرم الحسنيّ الشهير ، مثلما تتداعى معاني المظلومية الأليمة التي طالما عانيتم منها حتى من أقرب الناس إليكم ، ناهيك عن الماكنة الأُموية التي قادت أقسى هجمات التحريف والتضليل الممنهجة ضدّ الإسلام العلوي الأصيل ، بل لازالت تقودها بتلك الحدّة و أكثر بكثير.
أيّها السبط الشهيد :
اللسانُ المفوّهُ بوصفك قاصرٌ ألكنُ .. وسامقُ الكلمِ لازال عن نعتك أدونُ .. ورائعُ البيانِ لمجدك الأروع أذعنُ .
أيّها المجتبى ! ليت شعري كيف استقرّ القوم على ظلمك ظلماً مافتىء يحفر الأضلع منّا جرحاً في الصميم ؟!
لا ، بل نحن ظلمناك حين أسلمناك طوراً لظنونٍ وطوراً لأوهامٍ زرعتها تلك الذراع وذاك الحقد اللئيم .
ماعرفناك حقّاً وماعرفنا أسبابك وعللك حيث صرتَ القربانَ لنبقى ، حيث يظلّ الدين ويحيا ، حيث يظلّ سرّك سرّ الله الذي لأجله قدّمتَ المهجة والنفسا.
طَلَّقْتَها بكلّ مافيها، بكلّ زخارفها ، بكلّ مفاتنها ؛ إذ أنت لذوي المعنى مصداق التجلّي ومرآة الحضور ، وأنّى لمثلك سوى الحبّ والبرّ والفيض الدوّام أبد الدهور .
سيّدي ! حاشا لك أن تساوم ؛ حتى الذين خذلوك والذين ناووك يعلمون علم اليقين أنّك خُلِقتَ من طينةٍ ونطفةٍ كُتب عليها أن تصمد وتصبر وتقاوم ، فالعِرْقُ الذي أدركك من فاطمة وعلي عِرْقُ النبوّة والعصمة والولاية ياخير إمامٍ وقائم .
ماقيمة الدنيا والسلطة وكلّ الأشياء إن نازعتك القيم والمبادىء ونبل الاُصول وشرف الإباء ؟!
انسلختَ أيّها السبط عنها ولم تنسلخ لها حين رأيتَ ورأت السماء عزَّالدين والمؤمنين وسلامة الناس أجمعين لاتدوم إلّا بالجود بكلّ ماهو غالٍ وثمين ..فقدّمت المهجة قرباناً كي يبقى ويسمو الدين .
عذراً سيّدي ، فحتى أوقات الاحتفاء ببزوغ شمس حضوركم الإلهيّ لاتخلو من تداعيات الغصص والآلام التي تجرّعتموها لأجل أن تشمخ القيم وترقى مبادىء الحقّ المبين .
فسلامٌ عليك سيّدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّاً ورحمة الله وبركاته على العالمين . |