المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
1933 – 2008
( من بعض ما ألقاه في أمسيته التي أقامها له اتحاد الصحفيين العرب له في دمشق عام 2005 عند زيارته لسورية)
..........................................................
أتراكَ تسْمعها وأنتَ مقيّدُ ... اِذ تسْتغيثُ فيستجيبُ المولِدُ
أتراكَ تسْمعُ أنّةً مجمورةٌ ... من قلبِ مرتَهِنٍ ليومِكَ ينشِدُ
يا غائبا لولا انتظار طلوعه ... لغفتْ أمانينا وجفَّ الموردُ
واليوم مولدُك الذي ولدَتْ بهِ ... للمعجزاتِ كواكبٌ تتوقَّدُ
جمعَتْ بمولدِكَ الرسالةُ صفحةً ... بمحمّد ولدتْ وفيكَ تجدُّدُ
وأبوكَ يسْقي الفجرَ من دعواتهِ ... روحاً ويحْتَضِنُ الكتابَ ويسْجدُ
والطاهرات من العقائلِ بضعةٌ ... تتلو الكتابَ وحرّةٌ تَتَعبَّدُ
والكلّ ينتطر انبثاقكَ آيَةً ... نبويّةً تأتي بما لا يجْحَدُ
حتى اِذا ابتسَمَ الصباحُ ولُحْتُ في ... شِفةِ الوجودِ كما يلوحُ الفرْقَدُ
أُحيَيْت حين ولدتْ روحَ محمّدٍ ... ولسوفَ يرجعُ اِذ تقوم محمّدُ
مولايَ اُكثر الحديث فشاعرٌ ... يزنُ الكلامَ وناثِرٌ يتزوّدُ
يصفون مولدكَ العجيبَ روايةً ... وأقلَّ ما حوتِ الحقيقة مولدُ
طالَ الحديثُ ولمْ تزلْ مجهولةٌ ... تلكَ الحقيقةُ بينَ مَنْ لمْ يهْتدوا
أسرارُ غيبتِكَ العظيمةِ لمْ تَعُدْ ... للناظرين حقائقاً تتجسّدُ
لمْ يدْركوا سرّ البقاء فأنكروا ... ما أثبتَ القرآنُ وهو مؤكّدُ
ما كان للأشراقِ أيَةُ روعةٍ ... لولا الغروب ولنْ يدومَ مفنّدُ
وكذاكَ غبتَ لكي تقومَ حقيقةً ... كالشمس تقتلعُ الظلامَ وتشهدُ
وتلاقتِ الأرزاءُ واشتبكَ الأذى ... فكأنّها شركُ العذابِ الأسوَدُ
ملئتْ بمختلفِ المزالقِ سوحُنا ... ودروبُنا بالمرْدياتْ تُعبّدُ
وأديرَ كأسٌ للشقاء كأنّهُ ... صابَ تمرّدَ شاربوه فعرْبدوا
خلَتِ الربوعُ من الصلاح ولمْ تعُدْ ... في الناسِ اِلّا مُغرضٌ أو مُفسِدُ
أمّا الهداة فعادَ كلّ نشاطِهِمْ ... أن يسْكتوا عمّا يرونَ ليُحْمدوا
مولايّ لمْ يعدِ التصبّرُ حِكمةً ... فلقدْ تمزّقَ في السلوكِ تجّلدُ
فدُعيتَ يبْن العسكريِّ ولمْ يكنْ ... يحلو لغيركَ بيرقٌ ومُهَنّدُ
فمتى تهزّهما ليخفقَ بالهدى ... علمٌ ويأتلِقُ السلام الأوحَدُ
يا منقِذَ الدنيا بحكمة جدِّهِ ... فرَصُ انتظاركَ لمْ تزلْ تتعدّدُ
أنبيكَ اأنّا صابرون ومحنةٌ ... للصابرين على الأذى أن يصمدوا
ولذا فنحنُ اليوم يعتمرُ الهوى ... فينا ويحتفلُ الولاءُ المُسْنَدُ
هذي العيون بحبِّ آلِ محمّدٍ ... نظقتْ ومن نُطفُ الهوى تتزوّدُ
.........................................................
قصيدة: يا منقِذَ الدنيا بحكمة جدِّهِ
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
شعر: الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة – 2008 النجف الأشرف
تقديم العلامة الدكتور حسين علي محفوظ
...........................................................................
|