في غَيْهَبِ الْـجُبِّ
كانَ الْـجُرْحُ يَبْتَسِمُ،
وَيَـحْتَسي النّورَ سِرَّاً
في الضَّبابِ فَمُ،
يَسْتَوْدِعُ الْغَيْبَ عُذْراً،
صارَ أُغْـنِـيَـةً،
يَـهْـتَــزُّ شَوْقاً لَها
خَلْفَ الْـجِدارِ دَمُ،
أَلْقَتْ بِهِ
الرَّيحُ حينَ ارْتابَ خافِقُهُ
في جَوْفِ يَأْسٍ،
تّـحَدّى صَــبْرَهُ الْـعَدَمُ
وَراحَ يَغْسِلُ تَأْريخاً
بِدَمْعَتِــهِ
لِيَسْتَعيدَ بَريقاً مَسَّـهُ النَّدَمُ
فَصارَ يَغْزِلُ
مِنْ سِـرْبِ الْأَنينِ رُؤئً
يُسافِـرُ الصِّدقُ فيها
حينَ يَصْطَدِمُ
عَـرْشٌ تَناثَـرَ خَوْفاً
بِاحْتيالِ هَـوَىً،
مَكْراً يُـعَــبِّرُ عَمّا يَبْتَغي الصَّنَمُ،
ما فَسَّرَ الْعِشْقَ
لكِـنْ قالَ: فَانْتَبِهوا،
ما الْعِشْقُ
إلا بَيانٌ، صاغَهُ حُلُمُ،
وَأَخْرَجَ الْـحُبَّ مِنْ كَهْفٍ،
وَمِنْ وَرَقٍ
نَـحْوَ السَّنابِلِ يَـمْضي،
فَاهْتَدَتْ أُمَـمُ،
وَأَقْبَلَتْ تَـبْـذرُ الرَّيَـحـانَ
فــــي شَفَةٍ
راحَتْ تُقَبِّلُ كَـفّاً
زانَها قَـلَمُ
جاءَتْ بِهِ الْـجَبْهَةُ السَّمْراءُ،
تَحْملُـهُ
شَــمْسُ الْـهَجيرةِ،
بِالْـبُرْهانِ يَعْتَصِمُ
*********************
شعر/ عبدالكريم رجب صافي الياسري
البصرة في تشرين الأول، 2009
|