• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بعمر الورد .
                          • الكاتب : اسراء العبيدي .

بعمر الورد

أمام الاشارة وبينما نحن ننتظر الضوء الاخضر رأيته يجري مسرعا نحو سيارتنا . طرق نافذتي لأفتحها له إبتسم لي ومن ثم أنزلت نافذتي فرأيته كان يقف على أطراف أصابعه ليصل إلي وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره أسمر اللون تشع من عيناه براءة لم أرى مثلها .
 
صوته الطفولي ذكرني بطفولتي , ولبرهة من الوقت تجمعت الافكار حولي وشعور تلو شعور وهواجس بي تسكت وهواجس بي تثور .
 
في وسط كل هذا سألت نفسي ماذا سأفعل حيال هذا الطفل الشقي إشتريت منه علكة ولكن بدأت صفارة شرطى المرور من أجل توجيه السير . في تلك اللحظة تمنيت لو لم تكن أشارات المرور وألقيت كل اللوم على القدر الذي حال دون ما أردته من التعرف أكثر على حال الطفل لانه إستهوى قلبي ودق على وتره الحساس .
 
هذا الطفل الصغير أبن الخامسة لمحته من بعيد يطرق نوافذ السيارات ومن ثم يذهب الى أطفال بعمره ليريهم ماذا جمع اليوم من المال .
 
ورغم ابتعادي عنه لكني أعلم إن هذا المشهد يتكرر كل يوم في عراقنا الحبيب لأطفال بعمر الورد . فلماذا يا عراق أطفالك مشردون يجولون الشوارع بحثا عن لقمة العيش ؟ لماذا يحدث كل هذا في بلد الخير ؟ ألا يفترض أن يكون للطفل حقوق وواجبات مصانة في القانون والدولة تحافظ عليها .
 
لن أنطلق من مبدأ لا حياة لمن ينادي بل من باب مهنتي كأعلامية التي تحملني مسؤولية كبيرة تجاه ما أراه من ظواهر سلبية في بلدي الحبيب الذي أرى فيه أطفال بعمر الورد يواجهون يوميا شمس الصيف الحارة الملتهبة التى تحرق وجوههم الصغيرة البريئة وبطونهم الجائعة لا تقوى على ساعات العمل الطويلة وسط زحام السيارات الذي يعرضهم لمخاطر عديدة صحية وامنية وغيرها , مضحين بطفولتهم من أجل توفير لقمة العيش لعوائلهم .
 
فإلى متى المشهد يتكرر ؟ ألا يفترض بالدولة وضع القوانين التي تصون طفولتهم من الضياع وتحميهم من التشرد وذلك من خلال تفعيل قانون الحد من ظاهرة عمالة الاطفال واستغلالهم لانها أخذت تنتشر بشكل كبير في جميع محافظات البلد .
 
وفي الختام سأقول لابد أن تقوم الحكومة بتوفير رواتب للأسر المحتاجة بحيث تكفيهم وتكفي أطفالهم , لأن ظاهرة تشرد أطفال بعمر الورد تعد من أخطر الامور على المجتمع لما يسفر عنها من رفع مستوى الامية ومستوى الجريمة على المدى البعيد .
 
وحبذا لو الدولة تجعل تعليم الأطفال الزاميا في المراحل الابتدائية والمتوسطة وتضع قوانين صارمة أزاء من ترك المدرسة .
 
كلمات بسيطة فى مقالتي سأتركها في أيدي القراء ولكني أتمنى أن تكون أجراسا تدق كي تنهض العقول النائمة وتتحرك الجهات الحكومية لمعالجة مشكلة تمرد الاطفال المنتشرة في عموم البلد .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=74910
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 02 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15