• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تاريخ الكتابة .
                          • الكاتب : الشيخ ليث عبد الحسين العتابي .

تاريخ الكتابة

    إن نشأة الخط  ومعرفة الحروف أمر يلفه الكثير من الغموض. إذ لا يمكننا تحديد تاريخية (الكتابة) . فهناك من فسر ظهورها بأنها (أمر توقيفي)  أي إن الله تعالى هو الذي علمها للإنسان، ويستشهدون على ذلك بقصة آدم (عليه السلام). ثم تكاثرت اللهجات  والكتابات. وقيل إنها (أمر كسبي) اكتسبه الإنسان لمورد الحاجة، وهي من اختراعاته، وخاصة به، فهو الذي وضعها. وقيل إنها من جهة توقيفية  ومن جهة اكتسابية، ومنهم من زاد، ومنهم من فصل . 

وفي إطار تاريخي بحت نقول: إن الإنسان وبسبب حاجته إلى التعبير عما في نفسه، وبالخصوص حول أشياء داخلية لا يريد أن يعبر عنها لغيره، ولشعوره بالحاجة إلى إخراج الانفعالات الدفينة في نفسه، وللتعبير عن منجزاته والتفاخر بها، ـ وما شاكل ذلك ـ تولدت لديه الحاجة إلى الكتابة لكونها المعبر عن كل ما في داخل نفسه  من اختلاجات ومشاعر. بل إن الكتابة أصبحت المعبر عن كل شيء. لذا فقد دون الإنسان أفكاره وتاريخه وحرص على ذلك، ودافع عنه، كل ذلك بفضل الكتابة. لقد عبر الإنسان أولاً بطريقة الرسم. فقد بدأ تعامله وكتابته تصويرية، حيث كان يصور الشيء الذي يريده دون وجود علاقة صوتية أو رمزية بين المكتوب والمراد. ثم ارتقى فعبر بطريقة الرموز وذلك بأن انتقلت إلى طور التمثيل التصويري الرمزي. ثم بدأ يخترع أدوات يكتب بها  وأشياء يكتب عليها. فبدأت الكتابة بالأشكال ثم بالرموز  وتحولت الرموز من رموز عامة وجامدة إلى رموز مقطعية تدل فيها الصورة لا على معنى الصورة بل على صوت مقطع يمثل وحدة لغوية ذات معنى  ثم إلى كتابة صوتية تدل فيه الصورة على صوت واحد فقط. ثم أتى طور تطور نظم الكتابة فتحول إلى استخدام الرموز الهجائية بديلاً عن الصور للدلالة على الأصوات، ثم تطورت هذه الكتابات إلى استخدام المقاطع ثم الحروف.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=74492
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 02 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15