• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شخصيات صنعتها الأزمات .
                          • الكاتب : تحسين الفردوسي .

شخصيات صنعتها الأزمات

 تأتي الأزمات بما لا تشتهي الشعوب, وتجرف معها مخلفات كثيرة ومتنوعة, تُمجِّدُ فيها شخصيات من غير تأريخ؛ ويعتاش فيها من كان يتغذى على التوبيخ, لها في الأعلام مثل حظِّ الأنثىين؛ وتَطير في سمائنا من دون جناحين, قبل أن تُعَرِّجُ بنا إلى الهاوية, لنعرج عليها قليلاً.
ذهبَ بعض المنظرين إلى أن الأزمة الإدارية, هي مشكلة غير متوقعة قد تؤدي إلى كارثة, إن لم يجرِ حلَّها بصورة سريعة, بيد إن بعضهم عرَّفها بأنها عبارة عن خلل يؤثر تأثيراً مادياً على النظام كله, كما يُهدد الإفتراضات الرئيسية التي يقوم عليها النظام.
أضف إلى ذلك, إنني وَجدتُ في بعض المعاجم, أن الأزمة تُعرف بأنها نقطة تحول مهمة, إما إلى الأفضل أو إلى الأسوأ! وهي تُعدُّ لحظةً حاسمة في وقت عصيب, كما إن أصل مصطلح الأزمة قديم, ترجع أصولَهُ التأريخية إلى الطب الإغريقي, وهي تعني أنها نقطة تحول, بمعنى أنها لحظة حاسمة في حياة المريض.
ثمَّ أُستُفيدَ منها كمصطلح لانتكاسات عديدة, اقتصادية وإدارية وسياسية وغيرها, وحصول الأزمات ووقوعها أمر غير مُستبعد, في كل بلدان العالم, ورغم ما تتركهُ من أثر, فإنَّ الخروج منها يُعتَبَر مصدر قوة, تُضيف الخبرة إلى عقول أهل القرار, وتُشجَّع على تكثيف الدراسات, واستثمار الجهود والطاقات, والعمل على تلافي الأخطاء قدر الإمكان, لاحتمال وقوعها في المستقبل.
صحيح أن حدوث الأزمات في العالم أمر اعتيادي, لكن في العراق! أمر مبالغ بهِ, كلما نخرج من أزمة ندخل بأخرى, وأحياناً لا ندري أننا في أزمة, بل تارةً نستغرب عدم وجود أزمة, بل ذهبنا لتصديرها إلى الخارج.
لأنها تنتج لنا دماء جديدة, ودائماً ما تجلب لنا الدهشة, ونستمتع بأسماء ومسميات لم تتشرف بها آذاننا, وعندَ مرورها تُحوِلُ من يقول (سيدي) إلى من يُقال لهٌ (سيدي) ومن يقال لهُ (سيدي) يشار له بالـ (الأستاذ) ويكون رمز من رموز الصحافة, و (الجابي) يتحول إلى مدير عام, والطامة الكبرى أن من يحلم أن يكون (قائم مقام) يُولَّى على رأس الهرم.
لسنا الوحيدون, لكننا الأفضل, منتجونا الجديد ( أزمة شخصيات).       


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/11/17 .

ٱلآستاذ تحسين الفردوسي .
السلام عليكم .
ظاهرة تولي الفاشلين مناصب كبيرة في حكومات العراق .ليست وليدة مرحلة اليوم .بل تمتد جذورها الى زمن النظام البعثي عندما تسلق الى مناصب قيادية في الدولة نماذج لاتعرف القراءة والكتابة ٱصلا .فقط ٱنها كانت عناصر فاعلة في عملها الحزبي الموجه للمجتمع .ٱستحقت عليه مكافئة مسؤوليها لتبوء مناصب في الدولة نقلت تلك النماذج تجاربها الى معترك عملها وهي لاتفقه منه شيء ،.فحدثة الفوضى وعدم ٱلأنسجام .والى شيوع ثقافة المحسوبية والفساد .
المرحلة الحالية .ٱتت بطراز جديد ومنقح من شخصيات .مختلفة الثقافات والاتجاهات الفكرية .لتشكل طبقة سياسية توكل لها مهام قيادة المرحلة الحالية للعراق .ٱصتدمت بعقبات كثيرة .ٱولها الارهاب المسلح الذي تقوده مجاميع على صلة بالنظام السابق .وما ٱنبثق عن الحرب السورية الاهلية من ولادة منظمات ٱرهابية جديدة ..شكلت عائق ٱمام عجلة البناء وٱلأعمار .البعض يذهب بعيدا الى وصف الازمات .بٱنها من صنع طبقة سياسية معينة لديمومة ٱستمرارها في الحكم ..فبعض الانظمة الحاكمة .ولٱٱشغال شعوبها عن ٱزمات داخلية .تمر بها تخترع .وجود. التهديد .ٱو العدو الخارجي .لتبرير عملها وٱضفاء الشرعية عليه .وبعض الانظمة تلجٱ الى نشر بين مواطنيها نظرية المؤامرة .ووجود عدو خارجي يتربص بالسلطة .لأٱطالة عمر حكمها ،. فالازمات تصنعها شخصيات لتبرير ٱعمالها .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=70256
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15