• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أن تعشق الله .
                          • الكاتب : عبد الحسن العاملي .

أن تعشق الله

‏بِفَلْسَفَة‬ الرَّب: ليس قَرِيْبَاً مِن اللهِ مَن ضَيَّعَ قَلْبَهُ بِهَوَىً.. أو بَاطِل.. أو تأنَّفَ العبادَةَ لمحنةٍ أو خسارةِ أَمَل.. أو فشل عاطفة.. أو فَسَادِ طريقٍ أو هَدَف..
* كما أنَّ مَن أَنِسَ بشهواتِ الأرض بَعيِدَاً عن حِلِّ الله ومنطقِ شَرعِه ليس مَرغُوبَاً بهِ في السَّمَاء..
*لأنَّ فلسفةَ الإيمان تعني أن نكون رَبَّانِيِّين أكثر، وواقعيين أكثر.. وأنْ نَتَمَعَّن حقيقةَ العبوديَّة لا كَخَوف مِن الله.. بل كمعشُوق نَتَلَهَّف وِصَالَه الأكبر..
*على أنَّ محبَّة الله "تختصرُ الطَّريق".. لأنَّ محبَّةَ الله تعني أنَّهُ "مَمَرٌّ جَبْرِي" لكلِّ مَنطِق أو نمط أو هدف يُرَادُ منه التَّأسيس لإنسان الدُّنيا العَابِر نحو السَّمَوات..
*إنَّ مَزيِدَاً مِن "استحضار الله" بالعشق والشَّوق والأنماط يعني مزيداً مِن الإرتِبَاط بالله كمرجعيَّة للإلهام الشَّخصي والفكري والسُّلوكي وما إلى ذلك.
*إنَّ الإعتقاد بمَحضَرِ الله الكامل يعني تكريس الله عيناً على القلب والفعل وكافَّة حيثيَّات السُّلوك الإنساني بعيداً عن المكان والزّمان والظُّروف..
*ولأنَّ "الإلتِفَات" أساس تأكيد مشروع "الإرتِبَاط بالله"، هذا يعني أنَّ مَن نَسِيَ اللهَ مِن نَفْسِه.. أو قَلْبِهِ.. أو مالِهِ ووظيفَتِه.. أو طَعَامِهِ وشرابه.. أو طريقة عيشِهِ.. أو تحصيل شُهرَتِه وتكوين أُسرَتِه.. أو تأمين نمط علاقاتِه ومَلَذَّاتِهِ.. ودَوَاعِي طُمُوحِه وأسباب عواطفه وتقلُّباتِه.. سَيَتَحَوَّل "فريسةً سَهلَةً" للغرائزِ والأنانِيَّة والآمال التي ستتباعد كثيراً عن "معبر السَّموات".. وتلك عِلَّةُ فشل الطَّامِحِين لِوَصْلِ الله تعالى.
*إبدَأ بِهَذَا القَلْب.. لَقِّنهُ ضرورةَ محلِّهِ مِن الله.. عندها ستجد أنَّ الإيمان رعشة بَاطِنِيَّة وزفرة رُوحَانِيَّة.. وأنَّ نواميس الدُّنيا محرابٌ مُتَرَاكِم على أعتاب عظمةِ الله الأكبر.. وأنَّ كثيراً ممَّا نَبكِيه.. لا يساوي شيئاً في سبيل محبَّة السَّمَاء..
*إذاً.. أوَّلُ الدِّين مساكَنَة نُورِ الله.. واستثماره..والأوبة إليه.. والنُّزُول على محرابِه.. والطَّواف في كَنَفِ عِشْقِه.. فإذا تخمَّرَ القلبُ منه.. تحوَّلَ الجسدُ محراباً على الشَّوق.. وباباً على العِشق.. وقَدَمَاً على الإنقياد.. ومطلعاً على الرَّغبة والصُّحبة.. ولهفةً للوِصَال الأكبر.. عندها ستقرأ الأشياء بجوهَرِهَا.. لأنَّ مَن تخمَّرَ محبَّةَ الله.. تحوَّلَ عاشقاً لا نظيرَ له على الإطلاق..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=69571
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15