تدور في هذه الأيام في أرجاء بلادنا رحى مظاهرات شعبية تطالب بالإصلاح و التغيير كحل للفساد المالي و الإداري الحاصل في جميع مرافق الدولة العراقية .
و هنا لا بد من اختيار الأصلح كما صرحت بذلك المرجعية الرشيدة .
لتظهر حركة وسط هذه التظاهرات تطالب باختيار المختص ، أو ما يصطلح عليه بـ( التكنوقراط ) .
و المراد بالتكنوقراط حرفياً : حكومة التقنية و يقال حكومة الكفاءات ، و بناءً على ذلك فإن الحكومة التكنوقراطية تتشكل من الطبقة العلمية الفنية المثقفة ، و هي حكومة متخصصة في الاقتصاد و الصناعة و التجارة .
أي : ان افرادها هم من حملة الشهادات العلمية في الاختصاصات المذكورة .
و هذا جيد من حيث التنظير .لكن ، إذا كانت ( جملة ) من تلك الشهادات ـ الموجودة عند شريحة رجال الدولة ـ قد اشتريت بالمال العام ، و بواسطة العلاقات المتنفذة ، و السلطة الموجودة عندهم .
فالنتيجة ستكون : ان الحزب الفلاني سيخرج من الباب ، و سيرجع من بابٍ آخر بثوبٍ جديد أسمه ( التكنوقراط ) . لانهم و طوال سنوات قد سخروا الأموال المسروقة للحصول على الشهادات العليا ، و منع عامة الشعب من الحصول على تلك الشهادات .
نقول : يا سحرة فرعون ، يا من خدعتم الناس بأفاعٍ موهومة ، و سحرٍ بالٍ ، ستظهر عليكم ( معجزة الحق ) لتلقف كل كذبكم و خداعكم ، لكن الفرق ، أن سحرة فرعون في آخر المطاف أقروا و اذعنوا و تابوا ، أما أنتم يا ( سحرة التكنوقراط ) فمصيركم مزابل التاريخ في الدنيا ، و جهنم المعدة للظلمة في الأخرة . فالويل ثم الويل لكم .
نعم ، ان الجهلة ممن تسنموا الحكم و عاثوا في البلاد فساداً ، اصبحوا الآن اصحاب شهادات عليا في اختصاصات متعددة . فتحول الحال بهم من جهلة في كراسي الحكم ، إلى جهلة تكنوقراط . و إن من سمات العصر القادم انه سيكون عصر ( الجهل التكنوقراطي ) .
فهل من متعض ...
|