جاء نداء المرجعية "اضرب بيد من حديد" على ضوء المعطيات ومتطلبات المصلحة العامة, ولتفويت الفرصة على الفاسدين من الاستمرار في سرقة قوت الشعب, بعد تعرضه إلى مؤامرة كبيرة من قبل بعض الفاسدين, الذين خربوا البلاد وقتلوا وشردوا وهجروا العباد, بعد إن طغت نفوسهم, وغُرست أيديهم بالرذائل والمؤامرات المستمرة, التي لا حدود لها.
مظاهرات انطلقت في جميع أنحاء العراق, للمطالبة بمحاسبة الفاسدين من سراق المال العام, والملطخة أيديهم بدماء المغدورين من شهداء الحشد الشعبي البطل, العجيب في الأمر, الذي لم يكن خافيا عليكم مشاركة هؤلاء الفاسدين في المظاهرات, وكما قال المثل (يقتل المقتول ويمشي في جنازته مشيعا).
تظاهر الشعب ضد الفاسدين, ولكن الفاسدون تظاهروا ضد من..؟ يا لها مسخريه الأقدر, يجتمع الغادر والمغدور في مظاهرة واحدة, إذا ضد من المظاهرة؟ فشعارات الفاسدين, هي نفس شعارات الشعب المظلوم, وهي محاربة الفساد والظلم والطالبة بحقوق المغدورين ..؟ ولهم هدفين :
الأول : لعبة سياسية تطفوا على صفيح مؤامراتهم, التي تستهدف الحكومة بعد أن حظيت بتأييد المرجعية, فأند سوا في المظاهرات لقلب المفاهيم لدى الشعب والحكومة الحالية, بأنهم مع الحق ضد الفساد والفاسدين, ولفت الانتباه عن ما اقترفته أيديهم بدماء المغدورين من الشهداء, وإبعاد العين عن السراقهم, وذلك بدس أيديهم في المظاهرات, وخلط الأوراق على الناس, بحيلهم وأكاذيبهم برفع لافتات تطالب بمحاسبة الفاسدين, معتقدين بأنها ستنطلي ألاعيبهم على الشارع العراقي, الذي كشف أوراقهم وعرف مفاتيح لعبهم, وكما قال المثل ( لعبتك مكشوفة روح العب غيرة).
الثاني : الذهاب بالمظاهرات إلى ابعد من ما هي عليه, لأنهم سيكونون شوكة بوجهة خطة الإصلاح, التي تعرضها الحكومة على البرلمان, وتأجيج الشارع, بأن الحكومة عاجزة عن تحقيق المطالب, وهنا الهدف..! تستمر المظاهرات وأيديهم مندسة فيها, محاولين إيصالها إلى مرحلة الانهيار, وصولا إلى الفوضى في المحافظات, وإحراق ملفات فسادهم, وأخيرا إسقاط الحكومة, ليعلنوا عن أنفسهم "أبطال هذه الثورة وزمام الأمور تعود بأيديهم".
المظاهرات عفوية, وغير مخطط لها من قبل أي جهة حزبية أو تنظيمية, ومن يدعي غير ذلك, ما هي إلا استمرار لمخطط المؤامرات التي أشاعها الفاسدين, لمصادرة خيار الشعب في تقرير مصيره, بل هي صرخة بوجهة الفساد, بعد إن تحول العراق بؤرة لها, وضعته في مراتب متقدمة عالميا, وهي المرتبة الرابعة وفقا لمؤشر منظمة الدولية, بسبب حالات الفساد المستشرية فيه .
المتظاهرون خرجوا, ليطالبوا بحقوقهم إلى الساحات والشوارع في هذه الأجواء الحارة, والأشد منها حرارة في جبهات القتال, ولن يسمحوا بجرها إلى هذا المنزلق الخطير, ومن جهة أخرى لن تصمت صرختهم, حتى يحاسب رأس الفساد والمؤامرة.