• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : داعش والمصالحة السياسية .
                          • الكاتب : منتظر الصخي .

داعش والمصالحة السياسية

 مضت سنوات عدة على سقوط الطاغية صدام، والحكومات العراقية تسعى جاهدة؛ إلى تطبيق قانون المصالحة الوطنية بين كافة أبناء الشعب، فهي قد بذلت الطاقات والجهود من أجل إنجاح هذا المشروع الوطني، بالإضافة إلى ذلك خصصت المليارات من الموازنة العامة لهذا المشروع، لكن لم يحصل أي تقدم واضح وجلي .
عند إفتعال كل أزمة سياسية، يخرج إلينا بعضهم ينادون بالمصالحة والمصالحة وكأنها قميص عثمان، يتبكى عليه كثيرون ممن فشل بالحصول على بعض المكاسب الفئوية والحزبية، وبالأحرى لم تكن هناك مصالحة حقيقة، فالشعب على ماذا يتصالح؟، سؤال يتبادر إلى أذهان كثيرين من العراقيين، الشيعي تعايش مع أخيه السني، والكوردي قبل بعراق يحتضنه مع العربي والتركماني، والمسلم شارك المسيحي صلاته وأعياده في قداس الأحد .
ما بعد العاشر من حزيران وتمكن داعش بالسيطرة على عدة مدن، كشفت عديد من الأقنعة، وأتضح للرأي العام أن المصالحة مجرد شعارات إنتخابية رنانة، الأنبار سقطت بعدما صرعتنا الحكومة السابقة بإحتضان عدد كبير من شيوخ القبائل والعشائر، لكنها سرعان ما إنفجرت هذه البالونة، وإنهم كانوا مجرد أسماء وهمية "فضائية"، والملف يشوبه الغموض فالتعتيم الإعلامي لعب دورا مهما بإيهام الرأي العام، وبمجرد إطلاق مبادرة الأنبار الصامدة التي أرادت كشف الحقائق، جوبهت برفض كبير من المتصيدين بالماء العكر والمعتاشين على خلق الأزمات .
والحال نفسه بصلاح الدين ونينوى وديالى، لم يكن يختلف عنه تماما، اذن إطلاق مصالحة سياسية لا مصالحة وطنية بين الكتل المتسارعة والمتصارعة على الحكم، هو الحل الأفضل والأنسب لصنع عملية سياسية توافقية خالية من الأزمات، ولإنجاح هذا المشروع السياسي الوطني لابد من تشريع وإقرار القوانين ذات الخلاف السياسي، .التي ستتكفل نهائيا بحل جميع الأزمات، إن كانت الكتل صادقة بما تطرحه يرفقه صفاء النية ومد جسور الثقة فيما بينهم، ورفض إطلاق الإتهامات المتبادلة بين الأطراف .
قوانين تحتاج إلى شراكة بالمعنى الحقيقي إن كانوا حقيقة يريدون مصالحة وطنية، فالحرس الوطني والنفط والغاز والمسائلة والعدالة وحظر حزب البعث  والإنتخابات والمحكمة الإتحادية كلها تساعد بإنجاح هذا المشروع، والجلوس جميعهم مع بعضهم البعض على طاولة واحدة لتدارس هذه القوانين المهمة، وترك همومهم الحزبية الضيقة جانبا والتقليل من التصريحات الإنفعالية في وسائل الإعلام، فالوضع في العراق بات لا يتحمل المزيد من الإحتقان السياسي .
فداعش يزداد قوة عندما يراكم تتصارعون وتتقاذفون الإتهامات فيما بينكم، تاركين الجيش العراقي والحشد الشعبي وأبناء العشائر والبشمركة، لوحدهم يقاتلون هذا التنظيم الإرهابي التكفيري، ولكم في الشعب أسوة حسنة يا نواب الشعب .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=58077
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 02 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16