إنَّ الغيرةَ الأخلاقيةَ - الوطنيةَ بالتآخي والمؤازرةِ ، تستدعي التأكدَ الأمنيَّ الراسخَ في زمنِ الْفِتَن المتعاقبةِ ، على وفْقِ التجلِّي الواضحِ لتفعيلِ الغيرةِ التي تتطلبُها المبادىءُ الأخلاقيةُ - الوطنيةُ بصورِ التآخي والمؤازرةِ التي يُبديها ذوو النُبْلِ والكرمِ من العراقيين الغيارَى للنازحين ، والمهجَّرين ، نستدعي منهم أنْ يُكمِلُوا كرمَهم هذا بالتأكدِ من سلامةِ مَنْ يُؤوونهم ، أو يُجاورونهم ، أو يسكنون في مناطقِهم ، وبيوتِهم ، وشُققِهم ، وحسينياتِهم ، علاوةً على المدارسِ ، وبعضِ عقاراتِ الدولةِ المتاحةِ مؤقتًا للمطلب. إذ إنَّ مجاميعَ من هذه العوائلِ النازحةِ ينضوي تحتها من يُرافقُها لدواعٍ إنسانيةٍ مشتركةٍ ، وهو يُضمِرُ الحقدَ والإرهابَ الأعمى معه لينتقمَ به من (المُئوي) ، و(المُئوَى) ، فيُقلِقُ الأمنَ في المناطقِ الآمنةِ. وقد وقع مثلُ هذا الغدرِ في الظرفِ الراهن.
     ينبغي بنا أنْ نفعِّلَ حسَّنا الأمنيَّ -الاستخباريَّ في هذا الموقفِ ، وألا نُوكِلَ المهمةَ إلى الجهاتِ الأمنيةِ ، والإداريةِ المعنيةِ. ومن ذلك أنه يجبُ إبلاغُ مختار المنطقةِ عن العوائلِ ، والإشخاصِ النازحين القادمين سكنًا في المنطقةِ ، وأنْ يتعهدَ المعرِّفُ بهم بسلامةِ موقفِهم. وهذا إنما يُظهِرُ جانبَ الحرصِ عليهم هم أنفسِهم ، قبلَ الحرصِ على المنطقةِ ، لأنهم ربما يكونون هم المستهدَفون قبلَ المنطقةِ. حفِظَ اللهُ العراقَ وشعبَه الأبيَّ ، ونحن بخدمةِ أهلِنا القادمين عزًّا إلينا ، أعادهم اللهُ إلى ديارهم قريبًا بعد دحرِ مرتزقةِ الإرهاب. فالنصرُ قريبٌ بإذنِ الله تعالى.