لقد أضحى البطلُ المغدورِ - جبنًا على يدِ شياطين الأرضِ وطواغيتِها من الدواعشِ ومن يوجِّهُ أعمالَهم - الشيدُ الطيارُ الملازمُ (معاذ الكساسبة) رمزًا جديدًا يُدرَجُ ضمن قاماتِ البطولةِ والتحدي المعاصرِ التي ألَّفَ صرحَها رجالٌ أولي بأسٍ شديدٍ في الحقِّ ، وفي نصرةِ الرعيةِ ، وصَوْنِ حقوقِها وأرضِها.
ولكن هذا التسطيرَ الشامخَ قد شابه وهَنٌ من والدِ الشهيدِ (الحاج صافي الكساسبة) يومَ كان ابنُه أسيرًا ، فناشد شياطين الأرضِ من الدواعشِ بلسانِ التزلُّفِ والتملقِ الخاضع بعبارتِه: (( نناشدكم يا أخوتَنا في العقيدة والدين...)) !!! ولا أدري عن أي عقيدةٍ ، ودينٍ يتحدث ؟! وشابه عجبٌ من ردةِ الفعلِ التي صدرت عن أخِ الشهيد (معاذ) وهو يصرِّحُ لوكالاتِ الأنباءِ عن لزومِ أخذِ الثأرِ من الدواعشِ المرتزقةِ عن دماءِ الأبرياءِ جميعًا ، وليس عن دمِ الشهيد (معاذ) ! فأين كان موقعُ دماءِ أولئك الأبرياءِ السابقينَ (معاذًا) من منهجِ شقيقِ الشهيدِ إعلاميًّا قبل الغدْرِ السافرِ بأخيه (رحمه الله ومن سواه من الشهداءِ جميعًا) !؟ وهذان موقفانِ لا ينفكانِ عن غرابةِ ردةِ الفعلِ التي طرأت على الموقفِ الأردني الرسمي الذي أعلن عنِ المساومةِ بالمجرمة المرتدة (ساجدة الريشاوي) بإطلاقِ سراحِها مقابلَ إطلاقِ سراحِ (معاذ) و(الصحفي الياباني). وكأن الدماءَ التي هراقتها (الريشاوي) رخيصةً أما غنيمةِ إطلاقِ سراحِ المغدورَين ظلمًا (الكساسبة) ، و(الصحفي الياباني) ! ثم لم يلبثِ الموقفُ بهذا المنهجِ حتى نُفِّذ حكمُ الإعدامِ بها ، وبمجرمٍ آخر معها ثأرًا لـ(الكساسبة) وحدَه.
إنه التناقضُ ، والمنهجُ المزدوجُ في المواقفِ التي يجبُ ألا تعدو أنها لا تخضعُ إلا للراسخِ من العقيدةِ والفكرِ والتعامل.
|