اِنعبْ فلستَ بمرجعٍ زمنا
اضحى برغمك جيفة عفنا
وابكِ الذي ولى كثاكلة
والامسَ والاطلالَ والدِمنا
جنـّدْ يراعاً حبرُه دنس
واستكتبْ المأبونَ والاسِنا
أغدقْ عليهم كلّ مكرمة
ابدلْ مؤونة فقرهم بغنى
فرخَ \" الرياض\" ويا أخا ثقة
ما زلتَ موثوقا ومؤتمنا
هم اغرقوكَ بخير نفطهمُ
فبذلتَ ماءَ جبينك الثمنا
اِنعمْ بما اولوكَ من نعم
وتحدَّ فيها المركبَ الخشنا
وبحجةِ الباكي على وطن
لأشر مخلوقٍ بِعِ الوطنا
واستنفرنْ ما شئتَ من بشر
حتى تثيرَ لغايةٍ فِتنا
وقُدِ الاُلى باعوا ضمائرَهم
بدراهمٍ معدودةٍ علنا
يا كربلا من ايّما رحمٍ
اطلقتِ هذا الآبقَ الدرنا
يا مصنعَ الاحرار يوخزني
انْ مثل ذا بترابك اقترنا
ان العُتل وقد هوى شرفا
قد عبّ من اثدائك اللبنا
قد باع بالادنى مروءته
وغدا لشرِّ الخلق مرتهنا
اقصى الذي يبغيه نارُ وغى
فيها يغذي الحقدَ والاِحَنا
من حوله مأجورة قطط
أرخت له الابصارَ والاذنا
الامعاتُ واسلموا رَغَبا
للزاملي الحبلَ والرسنا
يُلقي عليهم من نفايته
وفتاته ما يُذهب الوهنا
فتسيلُ اقلام مفخخة
سوداءُ تقطرُ خسةً وخنا
ظنا بان الارضَ ربتما
دورانُها يسترجعُ الوثنا
هيهاتَ لا الماضي بمرتَجع
ابدا , ومن يستبدل السننا
عودوا لاحسابٍ بزعمكمو
واستنطقوا الماضي بما ضمنا
اذ ذاك تـُلفوا كلَ شامخة
من نخلنا والماءَ والمدنا
تلقاكمو بحنين مرضعة
في حضنها لتريكم الوطنا |