• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : هل يمكن أن ينتصر داعش؟! .
                          • الكاتب : د . احمد راسم النفيسي .

هل يمكن أن ينتصر داعش؟!

قبل أكثر من خمسة عشر عاما استدعاني ضابط أمن الدولة في إطار ضغطهم المتواصل عليّ، ودار حوار انتهى بأن وجهت له سؤالا: لماذا لا تحاولون إيجاد توازن في الساحة بدلا من ممارسة شتى صنوف الضغوط علينا، ألا تخشون يوما يتمكن فيه الإخوان من استلام السلطة إن بقي تفردهم بالساحة كما هو الآن (وقتها) وربما حتى الآن؟!.

قال مستحيل، قلت له لماذا؟!، ألم تدرس التخطيط من قبل؟!، قال نعم، قلت له أليس من الواجب أن تضع كل الاحتمالات بما فيها الأسوأ، قال نعم، قلت ألا يمكن أن تحدث حالة اضطراب وفوضى تمكنهم من تحقيق هذا الهدف؟!....... هذا مستحيل.

مرت الأيام وتحول الكابوس إلى حقيقة وأضحى المستحيل واقعا ما زلنا نجهد في إزالة آثاره حتى الآن.

ألا ينطبق الأمر ذاته على داعش، رغم أنها تبدو وكأنها محاصرة في سوريا والعراق، ولكن أليس من الممكن أن تنقل معركتها إلى مصر ولديها بالفعل هذه الإمكانات سواء ممن يوالونها في الداخل أو أولئك المتواجدين في ليبيا؟!.

أي داعش؟!، ومتى كان داعش تنظيما واحدا؟!، ومن يدير هذا التنظيم ويفتح له أبواب التحرك في بلد ويوصدها في بلد آخر والأهم من يوفر لهذه التنظيمات قاعدة الإمداد البشري والمالي الذي يمكنها من مواصلة القتال في ليبيا وسوريا والعراق؟!.

الجواب: أن هذا احتمال قائم حتى ولو كان ضئيلا خاصة في ظل الأداء الهزيل لمن يرون أنفسهم أصحاب الحق الحصري في الإمساك بأمور الدين وتحويل من يعن لهم إلى الجنة وإحالة من لا يرضون عنه من أعداء التطرف والإرهاب إلى لجنة تحقيق وحرمانه حتى من حق الكلام والتنفس!!.

المعركة الأخيرة التي افتعلها (كهنة المعبد) مع الشيخ الدكتور أحمد كريمة ومحاولة تسخين (ملف التبشير الشيعي) يكشف عن حقيقة بالغة الخطورة وهي أن فريق الكهنة ليس معنيا بخطر داعش من قريب ولا من بعيد فهذه مسئولية وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة (على طريقة الكابتن لطيف)، أما هم فعليهم إسترضاء مانحي الصرر والشيكات ولتذهب مصر واللي جابوا مصر للجحيم!.

ليس مرشد الإخوان السابق وحده من يؤمن بمبدأ (طز في مصر) فهؤلاء أيضا يقولونها (في سرهم) والمهم الشيكات والفيزات!!.

كل يوم إضافي يمارس فيه (الشيخ أبو صُرة وأخوه السُكّري) مهمته الوحيدة التي يجيدها، تقديم الأضاحي والقرابين لمانحي الصرر وفيزات الحج، سائلا المولى عز وجل أن يرفعه إلى مقام (قاب قوسين أو أدنى من صاحب الصرة دون باب ولا حجاب) رافعا صوته عاليا بالصراخ في وجه الشيعة و(العلمانيين)، يعني تقدما لداعش وحلفائها، المنتظرين لحظة الصفر ويعني المزيد من الحشد وتجنيد (المجاهدين ضد الخطر الشيعي) وعندها لن ينفع لا وزير داخلية ولا مدير أمن الجيزة ولا حتى مدير أمن بورسعيد.

ما هو الفارق بين أبو بكر البغدادي الذي يقاتل (الخطر الشيعي) في الموصل والشيخ أبو صرة الذي يتنطح للقيام بذات المهمة على أبواب القاهرة!!.

هل يدرك أبو الفوارس وأم الفوارس الفارق بين الهدف الحقيقي والذريعة، حيث الذريعة دوما هو ذلك الخطر المزعوم أما الهدف الحقيقي فهو السيطرة والهيمنة على البلاد والعباد؟!.

أسفي على مصر وقد صارت إمارة الفكر والدين فيها معقودة لأناس ليسوا أفضل كثيرا من قانصوة الغوري وطومان باي، لا بل هم أسوأ فقد قتل قانصوة الغوري في مرج دابق شمال حلب في مواجهة الغز السلاجقة من بني عثمان، وقتل من بعده طومان باي في القاهرة وهو يخوض حربا يائسة ضد الغزاة، أما هم فلا يختلفون عن خاين بيك الذي تعاقد مع السفاح سليم وكان يعمل لحسابه من الباطن.

لسان حالهم يقول: اذهب أنت وربك فقاتلا داعشا، إنا هاهنا قاعدون على أنفاس مصر والمصريين.

ألم يقل الشيخ أبو صرة وصححه الشيخ السُكّري: نحن هنا لمواجهة (الغزو الشيعي) فقط لا غير!!.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=51917
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16