1
مهلا أيها السهد
سكون الليل يجتاحه الهذيان
تتداعى أسوار مملكته تخْدشها الرتابة
كبقايا قصور الأندلس
الطاعنة في أحزمة اليأس
شاردة على مسرح القصيدة
يتكسر زجاج فؤادها الشفيف
على نذوب صهيل الأمنيات
الهاربة من تكشيرة الزوابع
2
مهلا أيها السهد
أسراب طيور الغسق المتغطرسة
تتناثر في الأعالي، تنْقر ستارة سَمَاء
تتقصّف كأشلاء الطحالب.
والهوية تتكسر على أوتار
قيتارة يتيمة تلاعب عقدها
اللؤلؤي العتيق
فيترعرع القهر على جيد
الجداول الجريحة، والمآقي تبوح
بما تعتصرمِنْ عبثية مكتنزة بالقهر !
3
مهلا أيها السهد
على شغب الفصول
يرمي الليل كساءه المثقل ببكاء السفن الغريقة.
واللاعودة تستدرج كراسي الصقيع نحو اللا جدوى.
والرياح العاتية تُتَوّج نفسها
صحْوةَ نَجاة، لاتعرف الضّجر
فيطلُّ دون كيخوته ببلاهته
وأزرار معطفه العَبَثية
ليُلْبِس الحقيقة فُسْتان استعارة
خاليا من الشُّؤم
كيْ يضع يده النحيلة
على دهشة الانعِتاق !
4
مهلا أيها السهد
بكبرياء تستيقظ الحكاية
تركض من قلب لوحة
لتطل بوداعة من نافذة الأزمنة العملاقة
مُسْتلقية على جدران المتاحف
وزخات الخيال تمطر فضولا
يرمي بك نحو أحضان الغياب
فينهار عزمك ماثلا أمام
صبح ينسج وقته المعلن
على ناصية أريج النَّرنْج
......... !
|