بمداد من نور يخط التاريخ فتوحات ومنجزات للمرجعية كرصيد تاريخي .. ولم يسجل لنا التاريخ في ذات الوقت ظاهرة مثيلة لظاهرة المرجعية من حيث النزاهه وقيادة شبيهه بقيادة المرجعية من حيث البساطة ، تدير دفة الامور وتخوض عباب معارك على اكثر من جبهه وصعيد من على بساط ، وليس كما الرؤساء والزعماء والملوك والاباطره الذين لم يفارقوا عروشهم وكراسيهم المذهبة وتيجانهم وصولجانهم ، وليس هذا فحسب بل ان التاريخ لم يقص لنا عن اي زعيم او ملك او قائد يفر ويتنفر من الظهور الاعلامي ولايجالسه المداحون والمبخرون والشعراء والوجهاء .. فقط المرجعية هي علامة مضيئة ونقطة بيضاء في سجل التاريخ الانساني والاسلامي مقتدية باهل بيت العصمة الذين حيروا العقول واسروا النفوس بعلمهم وحلمهم وتضحياتهم وتفانيهم في تقديم رسالة السماء السامية الى اهل الارض الفانية .
المرجعية في كل مواقفها انما تنطلق من مواقف لاهل البيت الاطهار ع وتتبع آثراهم وتخطو خطوهم بمقدار ما يتحاح لها النهل من المعصومين ع ، الذين تشع سيرتهم العبقة تشع خلقا وقيما رفعية لامثيل لها ولاشبيه ، خذ مثلا قصة اليهودي الذي وجد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام درعه بحوزته هذا اليهودي في زمن حكم الامام ع فما كان من الامام الا الذهاب مع اليهودي الى القاضي شريح ، والمثول امامه ، وليس هذا فحسب بل امتعض الامام عندما نادها القاضي بكنيته ولم يكن خصمه ، وفي نهاية المطاف لم يستطع امير المؤمنين ع من اثبات حقه لعدم وجود دليل ملموس عنده فحكم شريح ببقاء الدرع عند اليهودي فتقبل الامام ع الحكم برحابة صدر ، فما كان من اليهودي الا ان يصاب بالدهشة والذهول على ما يشاهد من مثل عظيمه وحيادية لاتوصف ويعلن اسلامه.. من هذا المنهل الطاهر وهذه المدرسة العبقة يستقي علمائنا الاعلام ومراجعنا العظام ، ليجسدوا المثل بصورة واقعية وليست مثل (يوتوبية ) تعيش في مخيال الكتاب الذين لم يجدوا لها ابطال ومصاديق من البشريه المترنحة بسكر التيه فعمدوا الى افتراض ابطال لها مثلما فعل كانط عندما اضفى على نابليون قداسة وطهارة كاذبه فوصفه ب(روح على جواد ) . |